أهم المعماريين الذين عملوا في القاهرة الخديوية

أهم المعماريين الذين عملوا في القاهرة الخديوية : تحدثنا في مقال سابق عن القاهرة الخديوية، وعن شغف وحب الخديوي إسماعيل لفن العمارة الحديثة فى شوارع أوروبا، الامر الذي جعله يفكر في تأسيس عاصمة جديدة قادره على خطف الأضواء المبهرة من عواصم أوروبا لتكون القاهرة بمثابة باريس الشرق، وحرص الخديوي إسماعيل على استقدام أمهر المعماريين الأوربيين من كل عواصم أوروبا ليضعوا لمساتهم الفنية ويشاركوا في بناء وسط البلد التي ضمت جميع الطرز المعمارية وتتحول القاهرة إلى متحفًا مفتوحًا للعمارة الحديثة والكلاسيكية في ذلك الوقت، فاستعان بأفضل معماريين أجانب من مختلف دول العالم شيدوا وسط البلد. واليوم نتحدث عن أهم المعماريين الذين عملوا في القاهرة الخديوية في تلك الفترة:

أنطونيو لاشياك: معماري ايطالي تميزت تصميماته المعمارية بالطابع الكلاسيكي الذي جمع بين العمارة المحلية والأوربية، عمل فى القاهره و ترقى لدرجة كبير مهندسين و مدير القصور الخديويه في عهد الخديوي عباس حلمى التاني، ومن أهم أعماله في الاسكندرية: بنك مصر في سنة 1927 بشارع محمد فريد بالاسكندرية، قصر فاطمة حيدر بالاسكندرية (الان قصر المجوهرات)،

أهم أعماله في القاهرة: العمارات الخديوية عام 1911م بشارع عماد الدين، قصر الزعفران (حاليا داخل جامعة عين شمس بالعباسية)، قصرالطاهره، قصر الأمير كمال الدين حسين (حاليا يتبع وزارة الخارجيه)، قصر سعيد حليم القاهرة، ومنزل المصرفي “رفائيل سوارس” الذي استخدم لاستضافة النادي الايطالي الاجتماعي “ريسوتو” عام 1897م بميدان مصطفى كامل، والعمارة رقم 11 بشارع الشريفين عام 1910م ورقم 12 شارع علوى، ونادي الأمراء رقم 9 بشارع نجيب الريحاني عام 1928م، كما أعاد تصميم قصر عابدين بعد أحتراقه والذي كان مبنيًا قبل ترميمه بالخشب.

ماريو روسي: معماري إيطالي، تخرج من مدرسة الفنون الجميلة بروما، يعد من أبز المعماريين الذي أضفوا بصماتهم على العمارة خاصة الإسلامية ولكن بروح إيطالية، وله اسهامات عديدة في بناء المساجد كما يلي:

أهم أعماله في الاسكندرية: كانت البداية مع مسجد سيدي المرسي أبو العباس بالإسكندرية والذي جاء مشابهًا لمسجد قبة الصخرة في القدس، واقيمت أول صلاه به في عام 1945م، واندمج روسي مع المجتمع المصري واعتنق الإسلام عن قناعة كاملة وإيمان راسخ وأشهرة عام 1946م، ثم ثم بدأ بتشييد مسجد القائد إبراهيم في محطة الرمل بالإسكندرية، والذي جمع بين الطراز المملوكي والعمارة الأندلسية، حيث جاءت عقود الواجهة على هيئة العقود الأندلسية، بينما احتفظت القبة بأعلى المحراب والمئذنة والشرفات بالطابع المملوكي التقليدي.

أهم أعماله في القاهرة: وانتقل بعدها للقاهرة ليصبح كبير مهندسي وزارة الأوقاف خلال السنوات 1920- 1950م، بالإضافة إلى مشاركته في بناء العديد من الجوامع الشهيرة منها جامع عمر مكرم بميدان التحرير ذو الستائر بالزخارف العربية مع حرصه على استخدام فن الأرابيسك المصري، وجامع صلاح الدين بمنطقة منيل الروضة عند مدخل كوبري الجامعة، وترك عدد كبير من تلاميذه الذين شيدوا مساجد بروح تصميماته  كما أسند الخديوي إسماعيل إلى روسي والمعماري بيترو أفوسكاني مهمة بناء دار الأوبرا المصرية على غرار أوبرا لاسكالا الإيطالية، وقد صنعت من الخشب وكانت تتسع لـ 850 مقعدا، وتم عمل افتتاح عالمي في دار الأوبرا الخديوية في في 21 ديسمبر 1871م مع إفتتاح قناة السويس، وظلت الاوبرا تعمل حتى عام 1971م، عندما احترقت دار الأوبرا الاصلية عن آخرها، وظلت القاهرة بدون دار للأوبرا قرابة العقدين من الزمن، إلى أن تم افتتاح دار الاوبرا الجديد عام 1988 من خلال منحة يابانية.

مارسيل دور جنون:  معماري نمساوي عاش في فرنسا وشيلي، قبل أن يحضر إلى مصر للمشاركة في المسابقة الدولية المفتوحة من قبل الحكومة المصرية، بموافقة من وزارة التعليم الفرنسية وبمبادرة مورجان، مدير الآثار في مصر أنذاك، وذلك لبناء متحف الآثار المصرية في القاهرة، حيث شارك في المنافسة 87 معماريًا من جميع الجنسيات وفاز بها مارسيل. واستطاع بعبقريته تصميم المتحف المصري قافزا على العديد من عتبات العقبات عام 1896م، بأسلوب النيو كلاسيك المستوحى من الآثار الفرعونية القديمة حيث استوحى لبناء الوجهة الرئيسية والممر الرئيسي من معبد قديم في النوبة وتزيين الواجهة ببعض المشاهد والشخصيات من التاريخ الفرعوني.

أوسكار هوروفيتس: معماري يهودي نمساوي، درس العمارة في النمسا وجاء إلى القاهرة في الفترة من 1913 حتى 1915 صمم خلالها المبنى التجاري لعمارة “تيـــــــــرنج” بميدان العتبة  لصالح النمساوى فيكتور تيرينج على طراز النيو باروك والذي يعد تحفة معمارية من حيث القباب والكرة الأرضية التي تعلو قبته وكانت تظهر لامعه براقة في المساء، والذي كان يعد من أول المباني التجارية العملاقة في القاهرة، فكانت تذخر بالمحلات التجارية لبيع الأزياء والعطور الفرنسية والقماش الإنجليزي والمنسوجات النمساوية والأدوات المنزلية الألمانية والتي كانت تنافس محلات لندن وباريس، ومنها محلات هورنستينز، وليبتون، وكانت تنافس منافسيها في مصر شيكوريل وصيدناوي وعمر أفندي.

إدوارد ما تاسيك: معماري نمساوي قدم إلى القاهرة وفتح مكتب له مع موريس قطاوي مؤسس خط سكة حديد أسوان وشرق الدلتا وشركة ترام وسط الدلتا وكان قطاوي أنذاك “رئيس الطائفة اليهودية في مصر” ومن أعماله المعبد اليهودي بشارع عدلي بالقاهرة، والمبنى يتميز في عمارته بطراز الفن الجديد، ومزج في تصميمه بين فنون التصميم الفرعوني والعثماني، مزيجا فنيا من أشجار اللوتس الفرعونية وأشجار النخيل ونجمة داود السداسية، واستغرق بناء المعبد خمس سنوات حتى تم افتتاحه في احتفالية كبيرة شارك فيها النخبة اليهودية وكبار أثريا الطائفة في عام1907، كما بنى ماتاسك مستشفى رودولف النمساوية المجرية في حي شبرا، وأخد لقب باشا في 11 أغسطس 1912 .

روبيرت وليامز: المعماري الذي بنى عمارة “ديفيز براين” عام 1930، فى 16 شارع عدلي باشا، وتطل على شارع محمد بك فريد وشارع عبد الخالق ثروت باشا، لصالح أربعة أشقاء من عائلة ديفز براين جاؤوا إلى مصر وبنوا تلك العمارة وحولوا الدور الأول منها لمجموعة محلات تجارية في بداية القرن العشرين، وهي من الأعمال المعمارية شديدة التفرد والتي تعد من العلامات المميزة بمنطقة وسط البلد للونها الأحمر ومبانيها المصممة على الطراز الإكلكتك (Eclectic) والذى يحمل فى مضمونه مجموعة من التأثيرات لطرز معمارية مختلفة.

جوزيبي ماتسا: معماري إيطالي من أعماله المميزة عمارة صيدناوي سليمان، حيث شيد الأخوان السوريان سليم وسمعان صيدناوي المبنى الذي يحمل اسمهما عام 1913م، على مساحة تبلغ 8,530 متراً ليكون صرحا تجاريا ضخما بارتفاع 4 طوابق، في قلب ميدان «الخازندار» بحى الموسكي وعلى ميدان طلعت حرب، شارع قصر النيل، والمبنى غني بالتفاصيل المعمارية والزخارف، وتم تصميم المبنى على طراز الأرت ديكو المعماري، ويحظى المبنى بأكبر عدد من الشرفات والواجهات حيث تصل إلى 14 شرفة في الطابق الواحد مما يتيح لساكنيها رؤية الميدان من كل زاوية اتجاه.

ألسكندر مارسيل: مهندس معماري فرنسي (1860-1928) درس العمارة بفرنسا، وكان هو و أرنست جاسبر المصممين لمعظم مبانى هليوبوليس الاصلية في 1907-1914، ومن أبرز أعماله قصر البارون إمبان، وكاتدرائية البازيليك بمصر الجديدة، ونادي محمد علي عند تقاطع شارع طلعت حرب باشا مع شارع عبد السلام عارف والذي أنشئ عام 1910م.

أرنولد زارب: جاء من مالطة إلى القاهرة، بنى محطة السكة الحديد في مصر، وبنى العمارة التجارية السكنية في 23 شارع عبد الخالق ثروت تقاطع شارع محمد فريد عام  1939 لصالح شركة جنرال دي تريستا 1939، وهي العمارة التي تميزت بالحداثة في طرازها المعماري والذي استطاع به منافسة المعماريين الايطاليين في مصر.

المراجع:

Exit mobile version