عناصر التشكيل المعماري

عناصر التشكيل المعماري – Elements of architectural formation: غالباً ما يستمد المعماري تشكيلاته من مصادر محيطه به مثل: الطبيعة التي تحتوي على مصادر لا نهائية من التشكيلات الإلهية يمكن للمعماري أن يستمد منها كافة إبداعاته التشكيلية، كذلك من التراث الشعبي والخبرات السابقة، وبحسب قدرته على التصرف في هذه التشكيلات وتطويعها لتلائم الغرض المستخدمة فيه يكون الابداع المعماري.

مفهوم التصميم: هو عمل فنى ابتكارى يعتمدُ على استخدامِ الأدوات الفنيّة اليدوية، أو الحاسوبيّة من أجل تصميم بناءٍ معماري يقدمُ خدمةً، أو منفعةً للناس، للمباني المعماريّة سواءً المصممة بهدف الإسكان، أم الاستخدام التجاري والمهني، ويستخدم فيه المصمم كلاً من: العناصر الاساسية لتكوين الاشكال عن طريق مبادئ واسس التصميم المعماري، لانتاج عمل فنى تتقبله العين بشكل مريح وسريع وواضح.

ماهى العناصر الاساسية لتكوين الاشكال؟ هي: النقطة – الخط – المستوى – الحجم -أو – الكتلة.

الاشكال ثنائية الابعاد: كل الاشكال تبدأ بتحريك النقطة في إتجاه معين، فالنقطة تتحرك ويحدث من حركتها خط، فإذا تحرك الخط رأسياً في الفراغ فسوف تحصل على شكل له بعدين يسمى المستوى، وبوجه عام فإن الشكل هو البنية الاساسية في تكوين المجسمات، والاشكال ثنائية الابعاد منها الاشكال المنتظمة مثل: المربع والمثمن والذي يوحي بالسكون والاتزان والاستقرار وظهر في العمارة الاسلامية كما في مسجد قبة الصخرة، والدائرة ظهرت في العمارة الرومانية في تصميم المسارح، وهناك المثلث متساوي الاضلاع، أما الاشكال شبه المنتظمة فتوحي بالديناميكية والحركة في إتجاة المحور الاطول مثل: المستطيل كما في فيلا الشلال لرايت، وهناك الاشكال غير المنتظمة وتكون عديمة التماثل، إذاً فأي مستوى ثنائي الابعاد فهو شكل، وفي حالة الحركة من السطح إلى الفراغ يحدث إرتفاع في الشكل ينتج عنه أشكال ثلاثية الأبعاد، ويسمى في هذه الحالة الحجم أو الكتلة.

الاشكال ثلاثية الابعاد: يمكن للاشكال الاولية أن تمتد أو تدور لتولد كتل ذات حجوم واضحة، ومنتظمة فدوران نصف الدائرة يولد الكـــــــرة، وعند دوران مستطيل حول أحد أضلاعة تتولد الاسطوانة، وعند دوران مثلث قائم الزاوية حول واحد من أضلاعه يتولد المخروط والهرم، والمربع يولد المكعب وهكذا.

الاشكال المركبة: الاشكال الهندسية لها العديد من الاشكال، ولا تظل على حالها من البساطة والتجريد عندما يدخل عليها المعماري مجموعة من المعالجات بحيث يحصل في النهاية على أشكال جديدة تنتمي لنفس العائلة وإن كانت مختلفة عنها في المسقط الافقي والقطاع.

الكتل المنتظمة: هي التي ترتبط أجزاؤها مع بعضها بطريقة منتظمة، وهي عادة مستقرة ومتماثلة حول محور واحد أو أكثر مثل الكرة والاسطوانة والمخروط والمكعب والهرم.

الكتل الغير منتظمة: هي تلك التي لا تتشابه أجزاؤها في طبيعتها، وترتبط مع بعضها بطريقة غير متناسقة، وهي عادة غير متماثلة وأكثر ديناميكية من الكتل المنتظمة.

تحول الكتل: يمكن فهم جميع التشكيلات الاخرى على أنها تحولات لاجسام أساسية، ويمكن للكتلة أن تتحول بتعديل واحد أو أكثر في أبعادها، ومن خلال بعض العلاقات بين عناصر التصميم مثل:

الحذف – الإضافة Addition and Subtraction: وهو ما يمكن أن نطلق عليه الموجب والسالب تعطي تناقضاً في المعالجات الشكلية، وقد أصبحت هذه المعالجة علامة مميزة للتشكيل المعماري المعاصر في الجمع بين النقيضين.

  1. التصميم بالحذف: وهذا الاتجاه يعني التشكيل لكتلة واحدة، عندما يتدخل المعماري بالحذف في المسقط الافقي أو الواجهة أو القطاع الرأسي، لتكوين تناقض بين الكتلة الإيجابية والفراغ السلبي الناتج عن الحذف، ففي المسكن العربي يتم حذف جزء أوسط من الكتلة لينتج فناء داخلياً، يتم التمتع بالسماء منه بخلاف مزاياه الانتفاعية الأخرى، كما يتم الحذف في الواجهات لتفريغ أجزاء وخلق فراغات داخلية للتهوية والإضاءة كما في مبنى البنك الأهلى السعودي بجدة.

2. التصميم بالاضافة: بمعني إضافة شكل هندسي إلى أخر رأسياً وأفقياً لتكون الكتلة الناتجة في النهاية وحدة واحدة مستمرة، بحيث تشترك كلاً من الكتلتين في محور واحد رأسي أو أفقي أو كليهما، وهناك عدة أنواع منها:

3. التصميم بالتحول Transformation: أحياناً يتطلب التشكيل الرأسي تحولات في تكوين الوحدة الأصلية، ويلجأ إليها المعماري لتحويل الشكل إلى أخر مقارب له، مثل المأذن الإسلامية عندما تتحول قاعدتها المربعة إلى مثمن، ثم إلى اسطوانة، وأخيراً إلى قبة، وكمثال أخر: القبة المحمولة على مثمن أو مربع، وتتم هذه التحولات من خلال مقرنصات.

التصميم بالتكرار Repetition: حيث تكون الكتلة مكونة نتيجة التصاق عدد من وحدات معينة كاملة كالمكعب أو متوازي الاضلاع في تكرار أفقي أو رأسي أو كليهما معاً، كالتكرار في الوحدة الانشائية في صالة الحجاج بجدة.

كما نحصل على تشكيل جميل من خلال إستخدام عناصر أخرى مثل مط العناصر “ستريتش”، أو لي العنصر “تويست”، كما نضمن تنظيم العلاقات التي تربط العناصر مع بعضها.

وبكدة نكون وصلنا لنهاية حلقتنا النهاردة
في الحلقة القادمة والي هنتحدث فيها عن معايير التصميم المعماري فانتظرونا.
والسلام عليكم ورحمة الله.

المراجع:

العمارة: كتلة وفراغ ونظام – تأليف فرانسيس شنج – ترجمة د. أحمد الخطيب

التكامل المعماري بين التشكيل القائم والمستجد – رسالة ماجستير م. أحمد عبد المنعم القطان

Exit mobile version