لماذا خلق الله أدم وحواء والبشرية بأكملها؟

لماذا خلق الله أدم وحواء والبشرية بأكملها؟

أولاً: لماذا ندرس التاريخ عموماً؟

التاريخ مرآة الأمم، يعكس ماضيها، ويترجم حاضرها، وتستلهم من خلاله مستقبلها، لذا كان من الأهمية بمكان الاهتمام به، والحفاظ عليه، ونقله إلى الأجيال نقلاً صحيحاً، بحيث يكون نبراساً وهادياً لهم في حاضرهم ومستقبلهم. فالشعوب التي لا تاريخ لها لا وجود لها، إذ به قوام الأمم، تحيا بوجوده وتموت بانعدامه.

يقول ابن خلدون في مقدمته الشهيرة لكتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر “إن فن التاريخ غزير المذهب جم الفوائد، شريف الغاية إذ هو يوقفنا على أحوال الماضيين من الأمم في أخلاقهم، والانبياء في سيرهم، والملوك في دولهم وسياستهم[1] وقد عرف التاريخ على أنه…في ظاهره لا يزيد على أخبار عن الأيام والدول والسوابق من القرون الأولى.. وفي باطنه نظر وتحقيق وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق، وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق..” 

التاريخ يمكن تعريفه بأنه تسجيل ووصف وتحليل للأحداث التي جرت في الماضي؛ على أسس علمية محايدة للوصول إلى حقائق وقواعد تساعد على فهم الحاضر والتنبؤ بالمستقبل، ويقسم إلى:

التاريخ السياسي: موضوعه هو دراسة الإنسان في المكان عبر الزمان وكان يقتصر على الجوانب السياسية والعسكرية فقط.

– التاريخ الحضاري: أضاف المؤرخين المحدثين للتاريخ السياسي الجوانب الحضارية من نظم وحياة اقتصادية واجتماعية وثقافية، ولاحظ المؤرخين أن التاريخ السياسي والحضاري أحياناً يلتقيان عندما يكون هناك استقرار سياسي يصاحب ذلك تقدم حضاري، وأحيانالا يوجد استقرار سياسي ولكن يوجد حضارة وتقدم في مجالات العلوم المختلفة.

بـــــــــــــــــــــداية تاريخ البشرية

يبدأ التاريخ البشري مع هبوط أدم عليه السلام ومعه حواء إلى الأرض، ولقد كانت الأرض مهيأة وعامرة بالحياة قبل نزول آدم فحين أخبر الله ملائكته {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرضِ خَلِيفَةً}، قال الملائكة {قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ}[2]، ويظهر أن هناك خلق قد سكنوا الأرض قبل خلق أدم u وقد أفسدوا في الأرض، وبشكل عام فإن البشر لديهم تصور بأن هناك خلق قبل أدم، ولكل مجموعة من البشر أفكار فيمن سكن الأرض أولاً، فبعضهم قال الجن، وبعضهم  قال” الحن والبن ” وهم خلق من خلق الله ليسوا من البشر ولا من الجن، أما علماء الاثار فقد وجدوا حفريات وجماجم من ملايين السنيين شبيهة بالإنسان، ولعلهم هم الخلق الذين رأتهم الملائكة يفسدون في الأرض، ولذلك لما خلق آدم u على هيئة تشبه هذا الخلق الذي أفسد في الارض، قاسوا على ذلك بأن هذا الانسان سيفعل مثل ما فعل هذا الخلق الأول.

لماذا خلق الله أدم وحواء والبشرية بأكملها؟

قصه خلق الانسان عند الديانات الأخرى: ذكرت قصه الخلق في أدبيات الحضارات القديمة المختلفة، بأشكال مختلفة، ولكنها اتفقت جميعها على أن بداية خلق الإنسان من الطين، فنجد في الاساطير السومرية: قصة الإله إنكى أو إنليل الذي خلق الإنسان كخادم للآلهة من الطين والدم، وفي الاساطير المصرية القديمة: الإله خنوم يخلق الأطفال من الطين قبل وضعهم في رحم الأم. وفى الاساطير اليونانية: فإن “بروميثيوس” الذي كلفه الإله “زيوس” بخلق الإنسان واستعان بالطين لخلق البشر، ومنحهم قدرات رائعة وعظيمة، أغضبت الإله “زيوس”، ونفس الأمر عند الحضارات الصينية والهندية واللاوسية والانكا، وغيرها من الحضارات القديمة.

قصه خلق الانسان عند الديانات السماوية: أما في الديانات السماوية الثلاث “اليهودية، المسيحية، الإسلام”، فقد ورد أن آدم وزوجته السيدة حواء كانا أول شخصين خلقهما الله وجاء من نسلهما باقي البشر أجمعين، وينظر إليهما على أنهما والدا كل البشر.

فعند اليهود: ورد قصة خلق آدم في الإصحاح الأول من سفر التكوين: في البدء خلق الله السماوات والأرض، وأن الله خلق حتى اليوم السادس من بدء الخليقة كل الكائنات الحية التي تعيش على الأرض أو في الماء أو في الهواء ثم خلق أخيراً آدم وحواء كليهما، على صورته، أي أن الإنسان قد خٌلق بعد أن خلقت الكائنات كلها على صورته التي هو عليها، وأن الإنسان منذ البداية قد انقسم إلى ذكر وأنثى، كما جاء في الإصحاح الثاني من سفر التكوين-7: (وجعل الرب الإله آدم ترابا من الأرض، ونفخ في أنفه نسمة حياة، فصار آدم نفساً حياً، فخلق له الله حواء من جزء من جسمه لتكون زوجاً له).

وعند النصارى: لم يرد ذكر لقصة أدم وحواء في الإنجيل بشكل مفصل كما وردت في التوراة والقرآن، ولكن الاخوة المسيحيون يؤمنون بكل ما ورد في العهد القديم الذي هو الجزء الأول من كتابهم المقدس والعهد الجديد هو الجزء الثاني لذلك يتبع المسيحين كل تفاصيل القصة التي وردت في التوراة، ورواية الخلق حول آدم وحواء يوردها (بولص) بصورة مقتضبة كما في رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 2 حيث يقول بولص: (لأن آدم جبل أولا ثم حواء، وأدم لم يغو، لكن المرأة أغويت فحصلت في التعدي). 13-14

عند المسلمين: رسم القرأن الكريم صورة كاملة منذ أوجدنا الله تعالى في هذا الكون لخارطـــــة الوجود، وأجاب على تساؤلات الفطرة والتي منها:

ما هو عمر البشرية على الأرض؟ وهنا يجب ان نفرق بين عمر الأرض، وعمر الإنسان على الأرض، وأجتهد الكثير من العلماء خلال الفترة الماضية خاصة في ظل تطور التكنولوجيا على معرفة ما هو عمر البشرية على الأرض وما هو تاريخ نزول آدم على الأرض فيرى بعض العلماء أن عمر الأرض قد يكون أكثر من 20 مليون عامًا، بينما اختلفوا في عمر الإنسان فوق هذه الأرض، وذكر بعضهم أنه قد يصل إلى 20 ألف سنة.

ويتميز الإسلام عن غيره من الديانات بأنه لم يحدد زمناً معيناً لعمر الأرض أو عمر البشرية على وجه التحديد؛ فقد ترك لنا هذه المهمة وحثنا على البحث في الموضوع بأنفسنا قال تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[8].

ومن رحمته سبحانه وتعالى بالخلق أرسل لهم عدداً كثيراً من الأنبياء والرسل لهدايتهم وتعريفهم بالله عز وجل، تابعنا في المقال القادم لتعرف من هم الانبياء والرسل الذين ارسلهم الله للبشرية؟.


[1] (مقدمة ابن خلدون في فضل علم التاريخ وتحقيق مذاهبه – المجلد الأول، ص 13)

[2] (البقرة: 30).

[3] (الأعراف: 189)

[4] (السجدة:7-8)

[5] (البقرة: 30)

[6] (الذاريات:56)

[7] (ال عمران: 133)

[8] (العنكبوت: 20).

Exit mobile version