ما هي مبادئ التصميم الداخلي؟: The Principles of Interior Design تحدثنا في مقال سابق عن: مبادئ التصميم المعماري وهي مجموعة من العوامل والمراحل والمعايير المستخدمة التي يتبعها المصمم الداخلي لتجميع وتنظيم عناصر التصميم لإنشاء مشروع ناجح، والتي تتمثل في المحددات الأفقية والرأسية ( الحوائط والأرضيات والأسقف)، والعناصر الإنتقالية (الأبواب، والنوافذ، والسلالم) بالإضافة للعناصر الأخرى التكميلية والتي عن طريقها يتحقق التناغم وهي (الأثاث، الخامات / المواد، الإضاءة، الإكسسوارات أو العناصر الديكورية والقطع النحتية ) وتقوم مراحل التصميم الداخلي على مجموعة من المبادئ التي تعكس تناغم العناصر، والعمل الفني لتحقيق الأهداف المرسومة.
1. الاتــــــــزان – Balance: يتعلق التوازن البصري في التصميم بتوزيع الأثاث والإكسسوارات بالتساوي قدر الإمكان، بين جميع العناصر التي تتكون منها الغرفة – من الألوان والخطوط والأشكال إلى الأثاث والإضاءة والديكور. بحيث يكون للعناصر نفس الوزن البصري عند النظر إلى غرفة المعيشة أو الطعام، إن الغرفة المتوازنة بشكل صحيح تنضح بإحساس بالثقة والهدوء في تصميم الديكور الداخلي للمنزل.
أنواع الاتزان: من أجل فهم مبدأ التوازن بشكل أفضل، دعونا نلقي نظرة سريعة على الأنواع الثلاثة المختلفة من التوازن المستخدمة بشكل شائع في التصميم الداخلي، وتتمثل على النحو الآتي:
1.1 الاتزان المحوري المتماثــــــــل: Formal Balance or Symmetrical تتطلب الغرف التقليدية توازناً متماثلاً، وهو فن الانعكاس ومطابقة كل جانب من جوانب التصميم. وتُعرف هذه التقنية أيضاً باسم تأثير المرآة، حيث يتم تصميم الغرفة وكأنها مقسومة إلى قسمين متماثلين تمامًا، وكأنما هناك خط وهمي يمر بينهم.
1.2 الاتزان غير المتماثل التقريبي: Informal Balance هذا النوع ليس مرتباً مثل التصميم المتماثل ويمكن أن يكون أكثر حداثة وإثارة. و يسمى بالتوازن النشيط ومن مميزاته أنه يتيح استخدام قطع مختلفة الأحجام والأوزان في الحجرة الواحدة، حيث يلعب الوزن البصري للقطعة دورًا كبير في هذا المبدأ، كاختيار كرسي من الساتان أو الخشب مع طاولة من الزجاج، حيث إن الوزن البصري للزجاج أخف من الوزن البصري للخشب والساتان، ما يجعل المزج بينهم يخلق حيزًا غير متماثل، لكن في الوقت ذاته غير ممل ومريح للغاية.
كما أنه يوحي بالاتساع، تتم موازنة الخطوط والألوان والأشكال والأقمشة دون الحاجة إلى تكرار دقيق، مثل المزج بين الألوان الدافئة كالأحمر والبرتقالي والأصفر مع الألوان الباردة مثل الأزرق والأخضر والبنفسجي.
1.3 الاتزان الاشعاعي: Radial Balance يتحقق عندما تكون هناك نقطة محورية مركزية مع عناصر أخرى حولها. على سبيل المثال، قطعة أثاث رئيسية حيث تكون نواة الشكل الشعاعي الذي سوف يدور حوله من جميع الزوايا القطع الأخرى، كطاولة طعام مستديرة مع كراسي من حولها، حيث تعد هذه النقطة محور جذب النظر ومن ثم يتحرك البصر على بقية العناصر من حولها. وهو ما نجده غالبًا في مداخل المنازل الواسعة
2. التباين – Contrast: هو الاختلاف، فحين يكون كل التصميم الداخلي على وتيرة معينة، ثـــــــــــــــم تجد عنصر واحد مختلف، سواءً في اللون أو الحجم الكبر والصغر، فالعين تتجه تلقائياً ناحية العنصر المختلف. وهناك طرق عديدة لخلق التباين. يمكن أن يؤدي الجمع بين الألوان الفاتحة والداكنة أو الدافئة والباردة إلى إحداث تغيير لافت للنظر.
يوفر التباين جو من الاثارة في التصميم، ولكن يجب أن يستخدم بحذر وإلا تحول لنشاز.
3. الانسجام والتناغم – Harmony: في عالم التصميم الداخلي، يعد الانسجام مفهومًا أساسيًا يتعلق بالمزج والتماسك السلس بين عناصر التصميم المختلفة داخل الفراغ. يتعلق الأمر بخلق جو موحد حيث تعمل جميع المكونات معًا لإنشاء رسالة موحدة، باستخدام الألوان والأنماط وأنواع الأثاث والمواد والمنسوجات في جميع أنحاء التصميم، لإنتاج بيئة متماسكة وممتعة من الناحية الجمالية. غالبًا ما يتضمن التناغم التوازن المدروس بين التناقضات والتكرار والوحدة في عناصر التصميم، مما يتيح للمساحة الشعور بالكمال والاتصال.
مثال على الانسجام في التصميم الداخلي: يمكن أن يكون في غرفة المعيشة حيث يتماشى جميع الأثاثات وألوان الجدران والديكورات مع المظهر الساحلي، باستخدام اللون الأزرق الناعم والبيج والأبيض، مع استكمالها بمواد مثل الأخشاب الطافية والكتان. هنا، يتم تحقيق الانسجام من خلال موضوع متسق ولوحة ألوان واستخدام المواد الطبيعية التي تربط العناصر المختلفة معًا، مما يخلق مساحة متماسكة ومريحة.
ومثلما يمكن للإيقاع أن يخلق الإثارة، فإن الانسجام يخلق إحساسًا بالراحة، فعلى سبيل المثال يمكنك إنشاء تناغم باستخدام لون واحد فقط، على الرغم من أن ألاشكال قد تختلف اختلافًا كبيرًا في الشكل والحجم والملمس.
4. التكرار Repetition: هو تكرار العنصر ذاته عدة مرات في التصميم، وهو تقنية تُستخدم لإعطاء الاتساق والتوازن للتصميم عن طريق استخدام عناصر متكررة في تكرار أفقي أو رأسي أو كليهما معاً، مثل تكرار الوحدة الانشائية في صالة الحجاج بجدة، مشكلة تكرار العناصر يمكن تظبيطها من خلال الايقاع لكسر التكرار في الواجهات بعدة طرق
كما في الامثلة التالية: حيث تم تحقيق الإيقاع من خلال التكرار المنتظم للخطوط و الأشكال و الألوان في السلم والدرابزين والمصابيح. و تكرار وحدة الحوض والمرايات، وفي تكرار الكراسي حول منضدة الطعام ووحدات الاضاءة.
5. الإيقــــــاع – Rhythm:
هو مبدأ إنشاء العناصر التي تخلق إيقاعًا بصريًا. يمكن تحقيق ذلك عن طريق تكرار العناصر أو الزخارف على فترات منتظمة أو غير منتظمة، في مكان معين بطريقة متناسقة ومتوازنة، كتكرار النغمة الموسيقية، أو تكرار الفتحات والبواكي بالنسبة لبعضها أو تكرار الاعمدة كما كان يستخدم في العمارة الكلاسيكية، أو تكرار الكتل الخرسانية والفتحات بشكل منتظم كما في العمارة الحديثة.
يمكن تحقيق الايقاع عن طريق اللعب بالأحجام وذلك بوضع عناصر التصميم الداخلي وفقًا للحجم مثلا من الأصغر إلى الأكبر ، أو ربما وفقًا لتدرج ألوانها. – ويعمل الإيقاع على خلق شعور بالتناسق والتدفق والحركة داخل التصميم، مما يجذب انتباه المستخدم ويحافظ على اهتمامه.
6. النسبة والمقياس – Scale and Proportion : يعتبر مفهوم النسبة والقياس هو الأسلوب المثالي لتوليد الشعور بالراحة. من خلال موازنة الأشياء مع بعضها البعض، سواء بالحجم أو الشكل أو اللون. تكمن أهمية هذا المبدأ في فهم كيفية استخدام المنطقة المحيطة. سواء كانت غرفة كبيرة أو صغيرة، حاول جمع قطع الأثاث التي تتمتع بارتفاعات وأبعاد متقاربة وتناسب المساحة.
النسبة تكون بين حجم جزء إلى آخر ، والمقياس هو كيفية ارتباط حجم كائن بآخر أو بالمساحة التي يتم وضعها فيه، فهناك بعض العلاقات النسبية أكثر إرضاء من غيرها، توصل الإغريق القدماء إلى القسم الذهبي، الذي سعى إلى تقليل كل التناسب إلى صيغة بسيطة يجب أن تكون نسبة القسم الأصغر إلى القسم الأكبر هي نفسها الخاصة بالقسم الأكبر إلى الكل، هذه النسبة موجودة في الطبيعة، وقد استخدمها الفنانون والمهندسون المعماريون أيضًا.
7. السيطرة: التركيز لا بد من وجود عنصر جذب في المشروع أو كتلة مميزة تلفت النظر وذلك يتحقق عندما بمبدأ السيطرة والذي يمكن تحقيقة بالشكل أو اللون أو الخامات وحتى بالموقع.
من قواعد التصميم الداخلي نشير إلى مبدأ التركيز، الذي يدعو إلى اختيار عنصر واحد في الغرفة ليكون مركز الاهتمام وتتمحور حوله بقية عناصر الديكور، ولعلّ اللون من أقوى الأدوات التي يمكنك استخدامها لخلق التركيز، فأول ما تقع عليه العين هو اللون الداكن لذا احرص على استخدامه، ولا تتردد باستخدام القماش الخشن الذي يبرز أكثر من الناعم، خاصةً في غرفة الضيوف أو غرف المعيشة.
8. الحركة – Movements: هي الطريقة التي يقود بها التصميم عيون المشاهد عبر الجزء الخارجي والداخلي من تكوين المبنى، مسترشدًا بالأنماط أو عناصر التصميم الأخرى، ويمكن استخدام أي عنصر من عناصر التصميم لتحقيق ذلك، بما في ذلك المواد والألوان والقيمة والنسب.
9. التناسق:
يتعلق التناسق في التصميم المعماري بمطابقة الأشكال والألوان والمواد المختلفة للمبنى، والتي تتوافق مع بيئتها الطبيعية والاجتماعية. ويتم ذلك من خلال توفير توازن بين المكونات المختلفة للمبنى، مثل المواد المستخدمة والتصاميم الزخرفية والأبعاد والأشكال.
ومن هذا المنطلق، نلاحظ أن مبادئ التصميم المعماري تتيح للمصممين القدرة على تحديد التصميم بشكل أكبر، وتلعب دوراً حاسماً في ضمان الحصول على تصميم مثالي وجميل وفعال ومناسب للاستخدام الذي يخدمه.
لذلك يجب على المصممين والمعماريين مراعاة هذه الأسس والعمل على تطبيقها بشكل صحيح في كل مشروع يسند إليهم. تابعنا في المقال القادم لتتعرف على:
10. الوحـــــــــدة والتناغم – Unity: تنتج وحدة التصميم عن وعي المصمم في تخطيطه للعناصر المتعددة الداخلة في تكوين التصميم الداخلي، ويركز بشكل كبير على تحديد العلاقات بين هذه العناصر لتتم وفق قاعدة تجعل المشاهد للعمل الفني يشعر عند رؤيته بارتياح ناشئ عن “وحدة التصميم”.
- الوحدة لا تعني بالضرورة التماثل أو التناسق في قطع الأثاث أو النقشات واللوحات في المكان نفسه، لكن يجب أن يوحي المنظر العام بالاستمرارية وأن يكون هناك نقاط مشتركة تنتقل خلالها العين من مكان إلى آخر، كطلاء الجدران بلون واحد، أو توحيد خامة الأرضيات المستخدمة في الغرف جميعها.
- يجب أن يتناسب حجم قطع الأثاث مع الفراغ الذي تشغله، وإختيار قطع أحجامها متناسبة مع مساحة الغرفة، لتفادي الأجواء غير المريحة والمكتنزة بمستلزماتٍ كثيرة وغير ضرورية؛ كغرف النوم أو الممرات أو غرفة الجلوس.
- وتلعب الخطوط والألوان دوراً بارزاً في ربط وحدات التصميم المختلفة وتجميعها في تكوين موحد، وتظهر وحدة التصميم من خلال وجود علاقات رابطة بين الأجزاء المكونة للتصميم على النحو التالي :
- -الارتباط بالتماثل الشكلي والحجمي. -الارتباط بالتقارب المكاني. -الارتباط بالتماثل اللوني. -الارتباط بالتوازي.
- يتم تحقيق الوحدة في التصميم عن طريق تجميع عدة عناصر مختلفة ولكنها متلائمة لإنشاء التصميم ككل بشكل موحد بحيث تحقق تناغم وترابط، وكل عنصر على حدة له شخصية مميزة ، يؤثر في شكل التصميم العام ويعتبر مكمل له بحيث تكون جميع أجزاء التصميم مترابطة ومتوازنة ومنظمة لتحقيق الجودة والوحدة.
- ونستطيع تحقيق عناصر الوحدة في التصميم الداخلي، من خلال إنشاء مساحة داخلية موحدة ومتناغمة ودراسة العناصر الأساسية مثل اللون والملمس والنمط. أو إنشاء نقطة محورية. والتناغم في التصميم الداخلي يجعل المساحات تبدو متماسكة وجذابة، مما يضيف جمالاً لتصميمك الداخلي، ويتم تحقيق الوحدة من خلال تطبيق مجموعة من المبادئ التي تعمل معًا لخلق مساحة متناغمة وممتعة بصريًا. وتشمل هذه المبادئ:
المبــــــــــــــدأ | الوصـــــــــــــــــــــــــــــف |
الاتــــــــزان Balance | ترتيب العناصر بطريقة تخلق الشعور بالاستقرار والتوازن. يمكن أن يكون التوازن متماثلًا، أو غير متماثل، أو شعاعيًا. |
الإيقــــــاعRhythm | خلق تدفق بصري في الفضاء من خلال تكرار العناصر والأنماط. يمكن تحقيق الإيقاع من خلال اللون، أو الملمس، أو الشكل، أو النمط. |
التكرار Repetition | استخدام نفس النمط، أو الملمس، أو اللون، أو الشكل عدة مرات في جميع أنحاء التصميم لخلق شعور بالاستمرارية والانسجام. |
المراجع:
العمارة: كتلة وفراغ ونظام – تأليف فرانسيس شنج – ترجمة د. أحمد الخطيب