نظرية الانفجار الكوني العظيم
نظرية الانفجار الكوني العظيم: يمكن تعريف الكون على أنّه ذلك الحيز الشاسع الذي يحتوي على كلّ ما يحيط بالإنسان من المادة أو الطاقة، ويدخل في تعريف الكون وجود ملايين المجرات والكواكب والنجوم والسُّدُم، بما في ذلك النظام الشمسي الذي يتألف من الشمس ومجموعة ن الكواكب التي تدور حول الشمس، بالإضافة إلى وجود بعض الأقمار التي تدور حول بعض كواكب المجموعة الشمسية وفق مسارات محددة، وتم وضع مجموعة من النظريات والتفسيرات العلمية التي أسهمت في تفسير نشأة الكون، وتمثل نظرية الانفجار العظيم أفضل محاولات علماء الكونيات لتفسير أمور كونية عالقة حيّرت العلماء. ويرى مناصرو فكرة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم بأن نظرية الانفجار العظيم تتفق مع عدد من آيات خلق الكون في النص القرآني كما يلي:
نظرية الانفجار الكوني العظيم Big Bang[4]
كان الاعتقاد السائد عن الكون منذ القدم بأن الكون سرمدي، بلا بداية أو نهاية إلى أن برزت نظرية الانفجار العظيم وهي إحدى أبرز النظريات العلمية التي أعطت تفسيرات عن الكيفية التي نشأ من خلالها هذا الكون الفسيح، وقد وُضعت هذه النظرية في العام 1927م حيث عرض عالم الفلك البلجيكي جورج لوميتر، صورة أولية لنظرية الانفجار العظيم، والتي تقول بأن الكون قد بدء نشأته منذ حوالي 13.7 مليار سنة، وكان كتلة غازية شديدة الكثافة واللمعان والحرارة، اسماها البيضة الكونية.
ثم حدث إنفجار عظيم بتأثير الضغط الرهيب للبيضة الكونية، أحث فتق للكتلة الغازية وقذف بإجزائها في كل إتجاه، وقد خلق الكون الذي نعيش فيه في الثواني الاولى من جسيمات متناهية في الصغر، تسمي الكواركات، وعدد قليل من الفوتونات والاليكترونات، وكانت في حالة كثافة عالية للغاية، وفي درجة حرارة هائلة، وإزداد الحجم في البداية بسرعات عظيمة مما أدى لانخفاض درجة حرارته، فسمح للجزيئات الاولية بالاندماج لتشكيل جسيمات، مثل البروتونات والنيوترونات والهايدرونات، ثم أنوية ذرات بسيطة، ثم ذرات الهيليوم والهيدروجين مع قليل من الليثيوم.
الصورة الجانبية: لمراحل تطور الانفجار الكوني عن: إم أر إتش جيه-ويكيبيديا.
وقد استفاد علماء بارزون من أفكار جورج لوميتر، وتطوّرت فكرة “البيضة الكونية” أو “الذرة البدئية” إلى ما بات معروفًا اليوم باسم “الانفجار العظيم” أو “الانفجار الكبير”، وهي التسمية التي أتى بها العالم الفريد هابل عام 1929م، عندما قدم نظريته التي أصبحت قانون في علم الكون ينص على أن: “السرعة التي تبتعد بها مجرة من المجرات عنا تتناسب تناسبا طرديا مع المسافة بينها وبين الأرض“. لتَكُونَ هذه النظرية بصورتها الحديثة أكثر منطقية.
يقول ألفريد هابل: “تقول نظرية الانفجار الكبير: بأن الكون نشأ نتيجة انفجار كبير، ونحن نعلم أن كل انفجار يبعثر المادة دون نظام، ولكن الانفجار الكبير عمل العكس، إذ عمل على جمع المادة وفق تصميم وقدرة فريدة؛ لتشكيل المجرات والنجوم والتوابع، ونشأة الإنسان على هذه الأرض”، وقال جورج كرنشتاين: “كلما دقَّقنا في الأدلة التي يقدمها الكون المفتوح الصفحات أمامنا واجهتنا على الدوام الحقيقة نفسها، وهي أن هناك قدرة إلهية خلف بدء الخلق وكافة الأحداث”
كل انفجار يبعثر المادة دون نظام؛ فكيف انتظمت عوالم النجوم والمجرات بلا إرادة واعية وسبق تقدير وقصد!.
- ومن خلال النماذج الرياضية تم تقدير حجم توسُّع الكون، كما ساهمت بعض التلسكوبات الفضائية في المساعدة على تقدير حجم توسع الكون، ومن أبرز هذه التلسكوبات: تلسكوب هابل الفضائي، وتلسكوب سبيتزر الفضائي، كما كان للنظرية النسبية للعالم ألبرت أينشتاين بعض الاسهامات في فهم نظرية الانفجار العظيم.
- وفقًا لبعض الحسابات الفيزيائية والرياضية فإنّ درجة الحرارة في منطقة حدوث الانفجار العظيم بعد ثانية منه قد بلغت 10 مليار درجة مئوية.
وصف العلماء الآلية التي تشرح كيفية حدوث الانفجار العظيم الذي تشكلت عنه الحياة بكل ما فيها في الوقت الحاضر، حيث كانت المادة والطاقة التي يحتوي عليها الكون بأكمله محصورة ومركزة في مجال لا يتعدى حجم الذرة بعد خلقها في أول لحظة من الزمن، ثم انفجرت هذه المادة ذات الكثافة العالية جدًا بقوة هائلة، انتشرت وكونت عدد هائل من المجرات المتوزعة في الكون، ويمكن تشبيه الانفجار العظيم بانفجار القنبلة الهيدروجينية، حيث ينشأ عن الانفجار كمية هائلة من الطاقة والحرارة، ثم بدأ الكون بعد ذلك بالتوسع شيئًا فشيئًا.
في 8 نوفمبر سنة 1989م أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية مركبة فضائية باسم (مستكشف الخلفية الإشعاعية للكون) وذلك في مدار على ارتفاع (900) كيلومتر فوق مستوى سطح الأرض، وأرسلت المركبة الفضائية ملايين الصور والمعلومات إلى الأرض، عن آثار الدخان الأول الذي نتج عن عملية الانفجار العظيم للكون قبل عشرة مليارات من السنين الضوئية (13,7 بليون سنة)، حيث كان الكون قبل خلق الأرض والسماوات (سحابة) من الجسيمات الأولية لكل من المادة والطاقة. وكان في إثبات وجود الدخان الكوني والخلفية الاشعاعية للكون بعد إثبات توسع الكون، ما يدعم كلاً من نظرية الانفجار العظيم، وما تنطوي عليه من مسألة أن الكون حادث، وأن الله قد خلقه من العدم، وبهذا أسقط علم الفلك فرضيات الإلحاد التي شاعت في القرن التاسع عشر، بتأكيدها أن للكون ابتداء يُعلن بضرورة الخالق كحقيقة يشهد بها كل الخلق، وأيدت الفيزياء علم الفلك أن في الكون منذ البداية إبداعًا يفوق الوصف، وتوازنًا يهز الوجدان، وتصميم وتخطيط بإتقان يفوق الخيال، لا يمكن أن تصنعه مصادفة.
ملحوظة: الطرح المذكور تقريبي وخاضع للمراجعة بناءً على اكتشافات أو تحليلات جديدة.
المراجع:
- الإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغــــزى دلالتهــا العلميـة – د. زغلول النجار
- الله يتجلى في عصر العلم – تأليف نخبة من العلماء الامريكيين.
[1] ) فصلت: 9 ـ 12
[2] ) الذاريات: 47
[3] ) واقتسم الجائزة العالمان الامريكيان سول بيرلماتر وآدم ريس والاسترالي بريان شميتدت على اكتشافهما تسارع اتساع الكون، وجاء في بيان اللجنة المانحة ان الفائزين بالجائزة درسا عشرات النجوم المنفجرة، التي تعتبر فائقة الحداثة، واكتشفا بنتيجة البحوث، ان سرعة اتساع الكون تتزايد باطراد، وأن الكون توسع بشكل متسارع ابان دراسة نجوم بعيدة فائقة الحداثة”.)