أشهر 10 عمارات مصرية: ذكرنا في مقالات سابقة كيف حول الخديوي إسماعيل مدينة القاهرة لمدينة عصرية ذات طراز معمارى خاص يأسر قلوب روادها، حيث تميزت القاهرة الخديوية بـ شوارع وميادين وعمارات تتمتع بأنواع متناسقة من الزخارف المعمارية المنقوشة بعناية شديدة، جعلت الغرب يطلقون عليها باريس الشرق، ومن أشهر تلك العمــــــــــــارات:
- عمارة الإيموبيليا: العمارة ضمن ممتلكات المليونير المصري أحمد عبود باشا، أغنى أغنياء مصر في ذلك الوقت، وكانت تقدر ثروته بحوالي 30 مليون جنيه في الثلاثينات. وقد تم طرح مشروع تشييدها في مسابقة معمارية، وتلقت الشركة العمومية 13 مشروعًا، وتم منح الجائزة الأولى للمشروع للمعماريين ماكس أدرعي، جاستون روسيو، بينما حصل المهندسان أنطوان نحاس، وجاك بورديه على الجائزة الثانية، وقد بدأ العمل في إنشاء العمارة في 30 أبريل 1938م. وتعتبر الايموبيليا أول ناطحة سحاب تم بناؤها في مدينة في القاهرة، حيث يبلغ ارتفاعها 70 مترًا، ومساحه المشروع 5,444 متر مربع، ويصل عدد الشقق بها إلى 370 شقة، وتتكون العمارة من برجين على شكل حرف U أحدهما بحري، ويتكون من 11 طابق، والآخر قبلي بإرتفاع 13 طابقًا، وتقع في شارع شريف بوسط القاهرة، وأكتمل تشيد المشروع في عام 1940م، وتكلف بناؤها – آنذاك – مليونا و200 ألف جنيه مصري، ومع بدء تأجير الشركة المالكة لشقق العمارة نشرت إعلانا في الصحف لتشجيع الناس على السكن بها من خلال التركيز على عدد المصاعد الموجود بها، والذي يقدر بنحو 26 مصعدا، وكانت تقسم إلى ثلاث فئات “بريمو” للسكان، و “سوكوندو” للخدم وثالث للأثاث وأغرت البناية العديد من الفنانين للسكن بها، ووصل عددهم إلى نحو 30 فنانًا، منهم نجيب الريحاني، محمد فوزي، أنور وجدي، ليلى مراد، محمود المليجي، محمد عبدالوهاب، ماجدة الصباحي. ظلت العمارة مملوكة لعبود باشا حتى عام 1961م حين أمم جمال عبد الناصر أملاكه ومن بينها عمارة إلايموبيليا، فأصيب بذبحة صدرية وأوصى طبيبه بسفره للخارج فغادر مصر وآلت ملكية العمارة لشركة الشمس للإسكان والتعمير.
2. عمارة جروبي: وتقع في ميدان طلعت حرب بمنطقة وسط البلد وقد شيدت في العام 1924م، حيث تبلغ مساحة الأرض المقام عليها العمارة 1,445 متر مربع، وقام بتصميم العمارة المعماري جوسيي مازا على الطراز الكلاسيكي المستحدث “النيو باروك“، ومعظم وحدات العمارة تتكون من شقق 4 غرف وصالة، ويحتل الدور الأرضي منها مطعم ومقهى جروبي الشهير بالمشروبات والحلويات على الطراز الفرنسي، والمعروف باسم لاروتوندا وافتتح عام 1925م، وكان جاك جروبي الحلواني السويسري مالك العقار يسكن بها حتى مجيء ثورة 1952م وبعد تأميم العمارة ضمت لشركة مصر للتأمين، ومعظم وحدات العمارة مؤجرة بإيجارات قديمة بأسعار زهيدة ويقوم أصحاب الشقق بدفع الإيجار الزهيد لشركة مصر للتأمين، ولكن لم يتم تأميم المحل بسبب وكان “چروبى” يقوم بعمل الحفلات الخاصة بالرئاسة في عهد الرئيس جمال عبد الناصر.
3. عمارة تيرنج: من أشهر عمارات وسط البلد، وتقع بمنطقة العتبة بالقاهرة، وصممها المعمارى اليهودى النمساوى “أوسكار هورويتز” فى أوائل القرن العشرين، ويعتبر المبنى من طراز “النيــــــوباروك” بنقوشه وقبته العالية الجميله و التي يعلوها تمثال للكرة الأرضية يحملها أربعة أشخاص، وشيدت العمارة في العام 1913م وكان المقاول هو شركة ليون رولان، وتعتبر العمارة من المعالم الرئيسية في وسط البلد.
وتعود ملكيه العمارة الى الثرى اليهودى «فيكتور تيــــــرنج»، المولود فى اسطنبول، والذي أراد أن يقلد فى عمارته مجموعة محلات «سيزار ريتز» التجارية فى أوروبا، وقد وقع اختياره على منطقة العتبة الخضراء، كونها تربط بين القاهرة القديمة والجديدة لتصبح «تيرنج» بذلك من أول و اكبر المتاجر متعددة الطوابق بالقاهرة فى ذلك الوقت. وقد تم استخدام واجه العمارة المعمارية في تصوير عدد من الأفلام، وتتكون العمارة من خمسة طوابق، كانت تستغل بأكملها فى عرض المنسوجات النمساوية والأدوات المنزلية الألمانية والعطور الباريسية والأقمشة الإنجليزية، وفي ﻋﺎﻡ 1915 ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎني ﻗﺪ ﻓﺮﺽ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻌﺮﻓﻴﺔ وقام بمصادرة ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻤﺘﻠﻜﺎﺕ التي تعود ملكيتها ﻟﻸﺟﺎﻧﺐ، من بينها مبنى “تيرنج” ولكن في نهاية ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﺗﻢ ﻣﻨﺢ متجر “تيرنج” ﺗﺮﺧﻴﺼﺎ ﻣﺸﺮﻭﻃﺎ ﻟﻠﺘﺠﺎﺭﺓ في ﻣﺼﺮ ﻣﻊ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ، ﻭﻧﻈﺮﺍ ﻟﻔﻘﺪﺍن المتجر ﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺍﻹﻣﺪﺍﺩ بالبضائع فقد ﺗﻢ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﻧﺸﺎطه ﻋﺎﻡ 1920، وﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﻨﻘﻠﺖ ﻣﻠﻜﻴته ﺑﻴﻦ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟملاك، آخرهم التاجر حسين عبد العظيم صاحب إحدى المدابغ الكبرى بمنطقة العتبة، والذي اشتراها بمبلغ 80 ألف جنيه عام 1951، والآن تحولت طوابق العمارة إلى محال تجارية وورش ومخازن واحتل مدخلها الباعة الجائلين.
4. عمارة الشواربي باشا: تعتبر هذه العمارة من أجمل وأشهر 10 عمارات مصرية في القاهرة، وتقع عند تقاطع شارعي 26 يوليو مع شارع رمسيس، وقد بنيت عام 1925م، وصممها مهندس مصري من أصل لبناني وهو حبيب عيروط (1876 – 1956)، وقد صممها على طراز (آرت ديكو)، وتتميز بقبتها التي تحتل ناصية المبنى، وبالوجوه الفرعونية التي تزينها.بزخارف على شكل تمثال (أبو الهول)، كما تتميز بتعدد مداخلها. وتستغل وحداتها حاليا الكثير من الشركات والأسر، والعمارة تحمل أرقام 33 شارع 26 يوليو و59 شارع رمسيس، وتبلغ مساحتها 1835 مترا، وهي في حقيقتها عبارة عن مجمع من ثلاث عمارات ذات فناء داخلي. أما عائلة الشواربي فهي عائلة ثرية عريقة يقال أنها جاءت إلى مصر مع عمرو بن العاص، وهي تعج بالباشوات الذين تولوا الكثير من المناصب المختلفة في الدولة. بعد ثورة 1952 تم تأميم أملاك العائلة، والعمارة حاليا ملك لشركة مصر لإدارة الأصول العقارية التابعة للشركة القابضة للتأمين.
5. عمارة التأمين الأهلية: تتميز العمارة بالشكل الجمالي وهي من تصميم معماريين فرنسيين وتحمل الرقم 41 شارع قصر النيل وبنيت عام 1900م، في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، وللعمارة مدخل واحد وبهو مدخل العمارة يتسم بالضخامة، فهو يحفل بديكورات من الرخام، وله سقف مرتفع يأخذ شكلًا نصف دائرى، ويمتد حتى سلالم الصعود، وللعمارة سلّمين للخدمة،وتتميز العمارة ذات السبعة طوابف بالواجهات المميزة على شكل قوس حول ميدان مصطفى كامل، ولها 3 واجهات تطل على ميدان مصطفى كامل، وشارعي قصر النيل ومحمد فريد، وتضم ما بين مكاتب إدارية ومحامين وشقق سكنية إضافة إلى دور السطح. وأهم ما يميز العمارة أنها لم تقم على وجود أساسات مسلّحة، بل هي عبارة عن تضافر للأسياخ الحديدية مع بعضها، وهو ما جعلها صامدة أمام أية زلازل على مدى الأعوام الـ119، وقد تعاقب على السكن بتلك العمارة المميزة العديد من المشاهير، أبرزهم الدكتور حسام موافى رائد طب الباطنة وأستاذ طب الحالات الحرجة بمستشفى قصر العيني”.
نتابع في الجزء الثاني من هذا المقال باقي أشهر 10 عمارات مصرية والتي تم تنفيذها في بدايات القرن العشرين.