Web Analytics
تاريخ العلومتاريخ العمارةتطور الحركة العلمية عبر العصور

ما هي الديانات في الامبراطورية الاغريقية و الرومانية؟

ما هي الديانات في الامبراطورية الاغريقية و الرومانية؟ بعد أن تحدثنا عن الديانات التي كانت سائدة في الجزء الشرقي من العالم في ايران والهند والصيـــــــــن تعالوا بنا نستعرض الاحوال في الجزء الغربي من العالم ونبدأ بـــــ

الامبراطورية الإغريقيــــــــــــــــة :
في مطلع القرن الرابع ق.م إستطاع الإسكندر المقدوني في سنة 332 ق.م تكوين أكبر إمبراطورية في تاريخ آسيا وأوربا بعد أن انهى الحكم الفارسي واستولى على فارس وبابل والهند والشام ومصر وشمال أفريقيا.
وبدأ الحكم الاغريقي، والذي إستمر من سنة 269 ق.م. وانتهي في سنة 63 ق.م بدخول الدولة الرومانية العظمى. وظهر في تلك الفترة أرسطو وأستاذه أفلاطون.

وكان الاغريق يعبدون ثلاثة أصناف من الآلهة وهى السماوية وهي التي تسكن فى أعالى السماء، والبحرية وهي التي تسكن فى البحر، والسفلية وهي التي تسكن فى الأماكن المظلمة تحت الأرض، فالآلهة السماوية هى جوبيتر وأبولو والمريخ وعطارد وباخس وفلكان ويونيو ومنارفا والزهرة والزهر وديانا وسيرس وفستا، وأعظم هذه الآلهة جوبيتر، وكان اليونانيون إذا حصل رعد أو برق يظنون أن جوبيتر قد غضب عليهم، وكان فينوس: آلهة الحسن والحب، وثيميس: ربة العدل، وأطلس: إلاله الذي يحمل الأرض على منكبيه.

وكانوا يحتفلون مرة كل أربع سنوات احتفالا ضخماً يتخلله ألعابا يدعونها ألعاب الأولمبوس.

الإمبراطورية الرومانية:
ليس هناك تاريخ محدد يبين انتقال روما من الجمهورية إلى الإمبراطورية، ولكن يمكن القول أن بداية الإمبراطورية الرومانية بدأت مع تعيين يوليوس قيصير دكتاتوراً دائماً لروما سنة 44 ق. م، ثم إنقسمت الإمبراطورية الرومانية عام 450م إلى:
الإمبراطورية الرومانية الشرقية: (البيزنطية) وعاصمتها القسطنطينية وعاشت لأكثر من ألف سنة، من 450م وحتى 1453م.

الإمبراطورية الرومانية الغربية: فقد سقطت في سنة 476 ميلادية، وألت أملاكها للإمبراطورية الرومانية الشرقية، وكانت الديانة السائدة في الإمبراطورية الرومانية والمناطق الخاضعة لها هي: اليهودية ثم تحولت للنصرانية.
تعالوا بنا لنرى علاقة الديانة اليهودية والنصرانية بالامبراطوريتين الاغريقية والرومانية.

نرجع بالزمن للوراء قليلاً فبعد أن تبوّأ يوسف عليه السلام في مصر منصبا لدى حاكم مصر، يوازي منصب وزير المالية في عصرنا الحالي، انتقل يعقوب وبنوه للحاق بيوسف في مصر، وبعد وفاة يوسف عليه السلام، مرت اليهودية عبر التاريخ بعدة أطوار وهي:

الطور الأول :

إنتصار أحمس الاول على الهكسوس

عندما إنتصر أحمس الاول على الهكسوس سنة 1550 ق.م، أعتبر الفراعنة أن بني إسرائيل كانوا أعواناً للهكسوس.
فبدأ الاضطهاد والقهر والبطش لبني إسرائيل، واستمر قرابة 300 سنة، فأرسل الله موسى عليه السلام سنة 1250 ق.م تقريبا إلى بني إسرائيل لينقذهم من إضطهاد الفراعنة لهم.

الطور الثاني: بعد وفاة موسى عليه السلام بعث الله داوود عليه السلام وقاد بني إسرائيل ودخل مدينة القدس وأسس مملكة اليهود، واستمرت 40 سنة من عام 1004 ق.م – 963 ق.م، ثم ورث سليمان عليه السلام داوود عليه السلام، وسيطر على نفس الاماكن التي كان يسيطر عليها داوود، وبوفاة الملك/النبي سيدنا سليمان دخلت مملكة بني إسرائيل في نزاع داخلي حول وراثة الحكم، ما أدى إلى انقسامها إلى مملكتين: «إسرائيل» في الشمال وعاصمتها السامرة (في نابلس حاليًّا) تحت حكم يربعام بن سليمان، ومملكة «يهودا» وعاصمتها أورشليم، تحت حكم شقيقه رحبعام بن سليمان.

الطور الثالث: حدثت غزوات من الآشوريين، الذين دمروا مملكة إسرائيل تمامًا وحدث ما يعرف في التاريخ بالسبي البابلي الاول: في سنة 597 ق.م عندما أرسل الله قوماً من العراق فجاثوا خلال الديار، وحصل تدمير لعدد كبير من القرى، وأخذوا سبي من مملكة يهوذا حوالي عشرة الاف من اليهود، وساقوهم إلى بابل في العراق كى يعملوا بالسُّخرة.

بوختنصر وتدمير مملكة يهوذا

السبي البابلي الثاني: عندما سلط الله نبوخذ نصر أو بوختنصر على اليهود، ودمر مملكة يهوذا بكاملها ودمر المسجد الاقصى سنة 586 ق.م، وساق معه نحو أربعين ألفا من الأسرى اليهود إلى بابل.. وكان ذلك نهاية الحكم اليهودي لفلسطين، والذي إستمر حوالي 418 سنة، وحدث إنحرف اليهود فعبدوا الاصنام والالهة التي كان يعبدها الكنعانيون.

الطور الرابع: بعد السبي البابلي الثاني وفي سنة 539 ق.م. إنتصر الفرس بزعامة قورش على البابلين بمساعدة اليهود، وضمت فلسطين للحكم الفارسي، وعاد اليهود مرة اخرى إلي أرض فلسطين، وأعطاهم قورش حكم ذاتي على مساحة صغيرة من أرض بجوار القدس، وإستمر الحكم الفارسي 207 سنة وانتهي في سنة 332 ق.م.

الطور الخامــــــــس لليهود: دخل القائد الاغريقي الاسكندر المقدوني في سنة 332 ق.م وانهى الحكم الفارسي وبدأ الحكم الاغريقي، وإستمر الحكم 269 سنة وانتهي في سنة 63 ق.م بدخول الدولة الرومانية العظمى، ثم أصبحت اليهودية مجموعة من الطقوس والتقاليد، لا روح فيها، وتأثرت بعقائد الامم التي جاورتها، من البابليين ثم الفرس واخيراً الاغريق.

الطور الســــــــادس :
في سنة 63 ق.م. هزم الرومان الاغريق وسيطروا على فلسطين وألغوا الحكم الذاتي لليهود.
في سنة 37 ق.م. دخل في اليهودية هيرودس – أحد الزعماء الرمان، وجدد بناء المسجد الاقصى، ولم يكن هيرودس محبوباً من شعبه رغم تجديدة بناء الهيكل، ليس لقسوته فحسب، بل لأن أمه لم تكن يهودية، ولأنه كان مواليًا للسياسات الرومانية بشكل كامل، إلى حد بنائه مزارات ومعابد وثنية في مملكته. 

وقد عاصر هذا الملك يحى وزكريا عليهما السلام، وكان هيرودس شديد الفساد، وقد أراد أن يتزوج من بنت أخته، وزواج المحارم حرام في الدين اليهودي، فأعترض على زواجة يحي عليه السلام فقام بقتله، ثم قتل زكريا عليه السلام ظلمًا بأيدي اليهود المجرمين، وقد أخبرنا الله عن إجرام اليهود وقتلهم الأنبياء قال تعالى: {أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ}[1] .

في أخر عهد هيرودس ولد السيد المسيح عليه السلام بدون أب، وكانت معجزة ومفاجأة كبيرة لعامة سكان فلسطين، وأتهموا مريم عليها السلام بالزنا فأشارت إليه، فنطق سيدنا عيسى وهو في المهد أمام بني إسرائيل، قال تعالى: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ ۖ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا – قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا} [2]، وشعرت السيدة مريم بوجود خطورة على إبنها فهربت به إلى مصر، ثم عاد عيسى وعاش فترة في أرض فلسطين يدعو إلى الله عز وجل، وكان اليهود في هذه الفترة يكرهوا سيدنا عيسى كراهية شديدة جداً، ووشوا به إلى الحاكم الروماني كان إسمة بلاطس، وعملوا له محاكمة وتحرج الحاكم الروماني أن يقتل عيسى عليه السلام، وكان من أمن بعيسى عدد قليل جداً.

إجتمع اليهود وقاموا بشبه ثورة على مركز الحكم وقالوا: أصلبه أصلبه ودمه علينا وعلى أولادنا، ونجى الله سيدنا عيسى والقى شبهه على أحد أتباعة كان قد وشى به، قال تعالى: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا} [3]، وتعرض أتباع المسيح للاضهاد على يد الرومان بإيعاز من اليهود فهربوا من أرض فلسطين، وكان منهم بولس الذي هرب إلى روما وبدأ ينشر المسيحية في أوروبا.

القائد الروماني تيتوس قام بتدمير المسجد الاقصى.

وفي سنة 70 ميلادية حاول اليهود أن يقوموا بثورة ليصلحوا من أوضاعهم، فحاصر القائد الروماني تيتوس القدس ثم أمر اليهود أن يقتل بعضهم بعضاً، وحدثت مجزرة لم ينجو منها إلا الذي كان خارج المدينة، وقام بتدمير المسجد الاقصى، وبيع اليهود كعبيد.

ثم في سنة 130 ميلادية، حاول اليهود أن يقوموا بثورة جديدة، فدخل أحد القوات الرومان واسمه إيليانوس وقضى على الوجود اليهودي، ودمر تماماً مدينة أورشليم «القدس» وأنشأ على أنقاضها مدينة جديدة سميت باسمه (إيليا)

وظل العرب ينطقونها (إيلياء) حتى جاء الإسلام، وهذا الاسم هو الذي كتب في العهدة العمرية بعد ذلك. وتبعثر اليهود بعد ذلك في الارض.

وبكدة نكون وصلنا لنهاية حلقتنا النهاردة
في الحلقة القادمة والي هنتحدث فيها عن الديانات في مصر والحبشة والجزيرة العربية قبل الإسلام، فانتظرونا.

[1] سورة البقرة الاية 87 [2] سورة مريم الاية 30. [3] سورة النساء الاية 157.

المراجع:

  • أطلس الكتاب المقدس والمسيحية
  • سلسلة محاضرات للدكتور راغب السرجاني بعنوان: فلسطين – خط الزمن.

م. أشرف رشاد

هنا يمكنكم الاطلاع على فنــــــــــــون العمارة المختلفة ولان العمارة هي ام الفنون فسنلقي الضوء على المبادئ الأساسية للهندسة المعمارية مثل: تاريـــــــــــــــــخ وطرز العمارة عبر العصور المختلفة، وأهم النظريات والمدارس المعمارية، وكذلك التصميم المعماري عبر تحليل الأفكار المعمارية للمشاريع المختلفة، وأعمال الديكورات الداخلية والتشطيبات، نسأل الله أن ينفع بهذا العمل ويكون خالصاً لوجهه الكريم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى