تاريخ حضارات العراق القديم-ج2

تاريخ حضارات العراق القديم: تحدثنا في المقال السابق عن عصر دويلات المدن أو ما يعرف بالعصر السومري الاول، والامبراطورية الاكدية والامبراطورية البابلية الاولي ونستكمل اليوم باقي أحداث تاريخ العراق القديم وموعدنا مع:

  1. الإمبراطورية البابلية الثانية (العصر الكلدي): (626-539 ق.م.): في عام 627 ق.م. مات كندلانوا حاكم مدينة بابل الذي عينة الاشوريين أثناء حكمهم للمنطقة، وبعد موته ظلت بابل لمدة عام كامل بدون حاكم يحكمها، وهنا قام أحد الكلدانيين وهو نبوبولاسر وأعلن نفسه حاكم على مدينة بابل. ثم تحالف نبوبولاسر مع (الميديين- السكوثيون- الكيميريين) وحاصر مدينة نينوى عاصمة الاشوريين، لكن أوباليت أخر حكام الاشوريين نجح في الخروج من نينوى بعد الحصار والاستيلاء على المدينة من قبل التحالف البابلي. إتجه الآشوريين بقيادة اوباليط نحو مدينة حران في شمال سوريا واتخذوها عاصمة جديدة لهم بعد سقوط نينوى. في تلك الفترة إستلم الحكم في مصر الملك نخاو الثاني بعد وفاة والدة بسماتيك الأول وكانت الساحة السياسية تشهد سقوط الإمبراطورية الاشورية وقيام الإمبراطورية البابلية الحديثة، فأختار نخاو الثاني أن يدخل في تحالف مع الاشوريين في محاولة تصديها للبابليين.
  2. استطاع التحالف بقيادة نبوخذ نصر هزيمة الجيش المصري وبقايا الاشوريين في معركة كركميش في عام 605 ق.م. وتمكن نبوخذ نصر من السيطرة على المناطق التي كانت محتلة من قبل الآشوريين ومنها الشام وفينيقية، ولم يقم نبوخذ نصر بتدمير المدن التي كان يدخلها واكتفى فقط بفرض الجزية عليها.  وعاد نخاو الثاني إلى وطنه مهزوماً بعد أن راهن على الحصان الخسران وهم الاشوريين، وكان من الأفضل له عدم الخروج والدخول في تحالف مع البابليين. وفي نفس العام 605 ق.م. وفي شهر أغسطس توفي والد نبوخذ نصر الملك نبوبولاسر، فعاد نبوخذ نصر إلى بابل ملكا شرعيا عليها.

نبوخذ نصر الثاني أو بختنصر: فترة حكمة من (605-562 ق.م.)

  • بعد انسحاب المصريين من الأراضي الشامية بدأت تحرض الممالك الكنعانية ضد سلطة بابل، فكانت مدينة عسقلان أول المدن التي عصت في سنة 604 ق م، فقام نبوخذنصر باحتلالها وسبى بعض من سكانها وعين ملكا آخر عليها.
  • معركة غزة سنة 601 ق. م.: بسط البابليون سيطرتهم على الجزء الأكبر من سوريا وفلسطين، وظلت سوريا وفلسطين تتمرد على الحكم البابلي بدعم من مصر فقرر الملك نبوخذ نصر أن يشن حربًا على مصر، وبالفعل جهز جيشًا كبيرًا للهجوم على مصر فخرج الملك المصري نكاو الثاني على رأس الجيش المصري لمقابلة البابليين سنة 601 ق. م في المكان المعروف حاليا بقطاع غزة وقامت حرب ضروس ومميتة كبدت الطرفين خسائر فادحة وانتهت المعركة بدون اي حسم لأي طرف مما منع البابليين من التوغل إلى مصر وانسحبت الجيوش البابلية.

قام نبوخذنصر الثاني ببناء إمبرطورية كلدانية بابلية كبيرة إمتدت قوتها من الخليج العربي وبلاد الفرس إلى البحر الأبيض المتوسط، وكانت بابل الإمبراطورية الأقوى في زمنه، ويعد بحق واحد من أهم المحاربين والحكام في التاريخ القديم، وشهد عهدة فترة انتعاش قوية عاشتها الحضارة البابلية، وسجلت الكتابات التي خلفها هذا الملك أخبار البناء والتعمير في جميع مدن العراق المهمة.

المراجع:

Exit mobile version