حضارات الامريكتين القديمة: تعتبر حضارة نورتي شيكو من أقدم الحضارات الأمريكية، وظهرت في وسط بيرو، واستمرت من 2500 إلى 3000 عام ق.م.، وتضمنت العديد من المعالم على شكل تلال منخفضة، ومنصة ترابية ضخمة.
كما ازدهرت حضارة أولمك في المكسيك على ساحل الخليج في الفترة من 400 إلى 1200 ق.م. وكان في أولمك الكثير من الملوك الذين بنوا أهرامات هائلة، كما أنهم طوروا الكتابة في الأمريكتين، ومن أشهر حضارات الامريكتين القديمة:
حضارة المايا : ترجع جذور حضارة “المايا” إلى عام 2500 ق.م. في البداية كان سكان هذه المناطق يعتبرون من الشعوب البدوية التي تعتمد على الصيد وجمع الغذاء، ثم نشطت تلك الشعوب زراعيا، وصلوا إلى درجات من التطور في الزراعة ونظام التحكم في المياه، وزرعوا الذرة والبطاطا والحبوب، فضلا عن تربية الحيوانات مثل (آلاما) لغرض الحصول على لحومها وأصوافها، كما شيدوا الطرق للنقل، وبنوا المعابد والبيوت الضخمة، وازدهرت لديهم صناعة الملابس الصوفية والقطنية، وبلغت حضارة “المايا” ذروتها في الفترة بين 250 ق.م. وعام 900 ميلادي وفق تقديرات المؤرخين، وبلغت مراتب فكرية وفنية لا تضاهيها أي منطقة في العالم في تلك الفترة.
واخترعت حضارة “المايا” وطورت طريقةً للكتابة وكانت خليط من الصور الرمزية،وكانت تمثل كلمات تامة يمكن قراءتها ونطقها، ساعدتهم على تدوين التقويمات الشمسية الخاصة بهم نحتًا على الأحجار. وأبدعت في مجالات كثيرة مثل: الهندسة المعمارية فبنت المعابد والأهرامات الرائعة، والأعمال الفنية والجداريات المذهلة، وفي الرياضيات والفلك، وازدهر الاقتصاد وتنوعت التجارة.
كانت حضارة “المايا” عبارة عن مجموعة من المدن المستقلة، ولم يكن لهم زعيم مركزي واحد، ولم يتم توحيدهم في دولة واحدة، إلا أن دول هذه المدن كانت تشترك في الثقافة والدين، وكان للمايا آله متعدد، وكان لكل مدينة قادة محليين، بعضهم أقوى من البعض الآخر. وسكنت في أمريكا الوسطى في الدول التي تعرف حاليا بـ غواتيمالا، وهندوراس، والسلفادور، كما سكنت في خمسة ولايات جنوبية في المكسيك، وكانت تمثل قوة سكانية ضخمة ووصل عدد سكانها إلى 750 الف نسمة في ذروتها، وازدهرت في هذه الفترة المدن والتجارة والحركة الفكرية للمايا وبرز اسم بعض المدن مثل: تيكال، وباينك، وكوبان، وبيدراس، وكانوا يتحدثون مئات اللهجات التي تولد منها اليوم حوالي 44 لغة ماياوية مختلفة.
ولم يحدث انهيار الأنظمة السياسية للمايا في وقت واحد، فقد نهض عدد من مدن المايا وسقطت أخرى في أوقات مختلفة، بعضها خلال الفترة من 800 إلى 1000 ميلادية، فالمناطق جنوب أمريكا الوسطى، مثل تيكال التي تُعرف الآن بغواتيمالا، تراجعت في القرنين الثامن والتاسع بسبب المشاكل البيئية والاضطرابات السياسية، بينما ارتفع عدد السكان في مناطق أخرى مثل تشيتشن إيتزا، التي تُعرف الآن بالمكسيك. واستمرت دول المايا في الوجود حتى بعد أن دمر المنطقة الحرب والمرض الذي أحدثته الغزوات الأوروبية في أمريكا الوسطى، ولم يختف شعب “المايا” تماماً فلا يزال هناك العديد من أحفاد هذه الحضارة يعيشون في جميع أنحاء أمريكا الوسطى.
إمبراطورية الأزتك”
بعد قرنٍ من سقوط حضارة شعب المايا في المكسيك وأمريكا الوسطى، وتقريبا في سنة 1428م دخلت 3 مدن متنافسة في تحالف فيما بينها بقيادة إنزكواتل، حيث دخل الأزتكيون في تحالف ثلاثي مع مدينة التكسكوكان ومدينة التاكوبان؛ ليحاربوا أقوى منافسيهم وهم التيبانيك ويهزموهم ويستولوا على عاصمتهم أزكابوتزالكو، ثم خَلَف مونيزوما الأول إنزوكواتل سنة 1440 وكان محاربًا عظيمًا، مما أدى إلى ظهور دولة جديدة تحت حكم وادي المكسيك، وبحلول القرن 16م كان الأزتك يحكمون أكثر من 500 دويلة صغيرة بعدد سكان يُقدَّر بنحو 5-6 مليون نسمة، وفي ذلك الوقت فضل الناس اسم “المكسيك” على اسم “الأزتك”. وشيدت معابد عظيمة، وقصور وميادين وتماثيل تجسّد تفاني الأزتك وإخلاصهم تجاه آلهتهم العديدة، مثل: إله الحرب والشمس، وإله المطر.
الغزو الأوروبي وسقوط حضارة الأزتك: مع بداية رحلات كريستوفر كولومبس عام 1493م لاكتشاف الامريكتين بتمويل من حاكم أسبانيا، ثم واصل الأسبان خططهم التوسعية فأرسل الملك الاسباني دييغو فيلاسكيز قوةً كبيرةً بقيادة إرنان كورتيز ومعه نحو 400 جندي لأراضيَ المكسيك في عام 1519م، ورست السفن على شاطىء بلدة تاباسكو.
وتقول بعض الاخبار بأنه حسب الأساطير عند الازتك، فقد كان الأزتكيون ينتظرون عودة إلإله كويتزالكواتل ذي الجلد الفاتح اللون، ونتيجة الشبة بين القائد الاسباني كورتيز وبين الاله الذي ينتظرون عودته فقد ظنوة هو الاله، فاستقبلهم الحاكم موكتيزوما الثانيم وشعبه باعتبارهم ضيوفًا مكرّمين حسب التقاليد الأزتكية.
وبعدما ظهرت نوايا القائد الاسباني كورتيز نشبت معركة طاحنة بين “الإنكا” والتحالف الإسباني والتحالف الثلاثي “الأزتك” بقيادة هرنان كورتيس في 1521م، خسرت “الأزتك” فيها مما أدى إلى سقوط حضارة “الأزتك” إلى الأبد.تفوق الأزتيكون على جيش كورتيز من حيث العدد لكن أسلحة الأخير كانت أكثر تطورًا، واستطاع كورتيز احتجاز مونيزوما وحاشيته من النبلاء رهائن عنده فأصبح بمقدوره السيطرة على تينوشتيتلان، ثم قتل الإسبان آلاف النبلاء الأزتكيين في أثناء احتفال طقوسي راقص، ومات مونيزوما في حجزه ف
هذه الحضارة خلال القرن الثامن أو التاسع وصول الأسبان والأوروبيين إلى الأمريكتين سبباً في تدمير هذه الحضارة.
حضارة الإنكا
كانت الإنكا أكبر إمبراطوريةٍ قامت في أمريكا الشمالية في العصر ما قبل الكولومبي (قبل الزحف الأوروبي للأمريكتين).
ازدهرت هذه الحضارة بشكلٍ واسع منذ بداياتها؛ حيث شملت مناطق واسعةً منها: الإكوادور والبيرو وتشيلي حاليًا، وقد كان مركزها الإداري والعسكري والسياسي في “كوسكو-Cusco” التي تقع في البيرو.
سُمي ملك الإنكا بـ”سابا إنكا” والذي يعني ابن الشمس وذلك نسبةً إلى آلهتهم التي اتبعوها؛ والتي عرفت بـ “إنتي-Inti” أي إله الشمس.
“باتشوكي-Pachacuti” وهو أول إمبراطور في حضارة “الإنكا” والذي قام بتحويلها من قريةٍ متواضعةٍ إلى مدينةٍ عظيمةٍ على شكل فهد. بعد موت الملك يحصل ابنه على القوة والنفوذ السياسي بينما يتم توزيع الثروة والأموال على بقية الأقارب والذين في المقابل يتعهدون بحفظ موميائه ويحمون نفوذه السياسي. أدت هذه السياسة إلى زيادةٍ ملحوظةٍ وكبيرةٍ في قوة ونفوذ حضارة “الإنكا”، حيث استمروا ببناء الحصون والمواقع مثل “ماتشو بيتشو-Machu Picchu” ومدينة “كوسكو-Cusco” التي لا تزال قائمةً حتى يومنا هذا.
وبكدة نكون وصلنا لنهاية موضوعنا حضارات الامريكتين القديمة و في الحلقة القادمة هنتحدث عن: حضارات وادي السند والهند، وهي الحضارة التي ازدهرت في المناطق الممتدة من شمال شرق أفغانستان إلى باكستان وشمال غرب الهند.
المصدر: livescience