مشروع نيوم بين الطموح والتحديات

مشروع نيوم بين الطموح والتحديات الواقعية

المقدمة: يُعدّ مشروع نيوم (NEOM) أحد أضخم المشاريع العمرانية في القرن الحادي والعشرين، حيث يطمح إلى إنشاء مدينة ذكية مستدامة تمثل مستقبل العيش البشري في بيئة صحراوية. هذا المقال الأكاديمي يقدّم تحليلًا نقديًا شاملاً لمشروع نيوم من منظور عمارة المدن، والاستدامة، والتخطيط الحضري، مع تسليط الضوء على العلاقة بين التصميم الحضري والجدوى الاقتصادية والبيئية. كما يناقش المقال أبعاد المشروع الثقافية والاجتماعية.

أُعلِن عن مشروع NEOM عام 2017 باعتباره ركيزة رئيسية لـ رؤية السعودية 2030، التي تسعى إلى تنويع الاقتصاد السعودي وتقليل الاعتماد على النفط. فكرة المشروع هي تقديم نموذجًا حضريًا عصريًا يتخطّى مفهوم المدينة التقليدية. لتكون مركزًا عالميًا للتقنية، والطاقة المتجددة، والذكاء الصناعي، والسياحة الفاخرة.
وعلى الرغم من ضخامة الرؤية، فإن الفجوة بين الحلم والواقع تثير تساؤلات معمارية واقتصادية حول جدوى التنفيذ، وما إذا كان المشروع يُمثّل ثورة عمرانية حقيقية أم حلمًا معماريًا عالقًا بين الرمال.

المبحث الأول: نيوم كرؤية عمرانية مستقبلية

لتوضيح الصورة المعمارية الأعم للمشروع، فإن مشروع مدينة نيوم NEOM كان يضم عدة مشاريع فرعية ضخمة، منها: The Line، Oxagon، Trojena، Sindalah، وغيرها. ونفصل فيما يلي أهم هذه المراحل:

1.1 مشروع The Line – مدينة خطية بطول 170 كم

أحد أبرز مكوّنات مشروع نيوم NEOM هو “ذا لاين – The Line”، وهي مدينة خطية بطول 170 كيلومترًا وارتفاع 500 متر، وعرض 200 متر، فكرة المشروع هي دمج الخدمات والمرافق في طبقات رأسية متصلة بالذكاء الصناعي، وكان مخطط للعيش فيها نحو 9 ملايين شخص، مدينة بدون سيارات ولا شوارع تقليدية، بحيث تحقق صفر انبعاثات كربونية.

المرحلة الاولى: كانت تضم 20 برج سكني كل برج منهم طوله 800 متر وعرضة 200 متر وإرتفاعة 500 متر، وكان من المفترض ان تنتهي في 2025، الأبنية ستتضمّن واجهات زجاجية ضخمة وجسورًا معلّقة فوق الصحراء، بالإضافة إلى بنى تحتية ضخمة تشمل أنفاقًا مترابطة «The Spine». بدأ تنفيذ أول أعمال الحفر لـ 3 مليون م³ من التراب، واستخدام أكثر من 260 حفّارًا و2,000 شاحنة في أعمال الأساسات.
لكن من الناحية البيئية، تواجه The Line عقبات عدة: من بينها إمكانية هجرة الطيور فوق المسار الطويل، تأثر الطبيعة المحيطة، استهلاك الطاقة والتكييف الهائل، إضافة إلى التكيُّف مع التضاريس الصحراوية والجبال.

لكن، وكما يشير المعماري Peter Hall (2002)، فإن المدن المستقبلية تحتاج إلى قابلية النمو التدريجي والتكيّف مع السكان، وهو ما يُشكّل تحديًا أمام نموذج خطي مغلق بهذا الحجم.

1.2 مشروع Oxagon – أكبر مدينة صناعية عائمة في العالم

يهدف مشروع Oxagon إلى دمج الصناعة المتقدمة مع البنية التحتية اللوجستية الذكية، بتوفير ميناء متكامل، شبكة توريد ذكية، مصمّمًا ليكون مركزًا للتكنولوجيا النظيفة، والتشغي́لات اللوجستية، والطاقة المتجددة.
من منظور معماري وتخطيطي، يُمثّل Oxagon نموذجاً لـ العمارة التي تتعامل مع التوسع البحري، بمفهوم يعيد تعريف «المدينة الصناعية» بدمجها مع البيئة البحرية والتكنولوجيا الذكية التخطيط المعماري، مفهوم «الحياة قرب العمل» حيث أن الصناعة، الخدمات، السكن تتواجد في أماكن قريبة، تُخطّط بنية عائمة ممتدة إلى البحر الأحمر، تتضمّن مرافق صناعية ومنشآت سكنية، مع استهداف نحو 90,000 ساكن بحلول 2030.

التحديات والمعوقات:

التنفيذ في بيئة بحرية وعائمة يشكّل تحديات تقنية وهندسية كبيرة (البنية التحتية البحرية، العوامات، مقاومة البيئة البحرية).
الجدوى المالية والزمنية: كغيرها من المشاريع الضخمة، تواجه تساؤلات حول التكلفة، الجدول الزمني، والقدرة على جذب الصناعات والمستخدمين.
المراقبة البيئية والمعيشية: الدمج بين الصناعة الثقيلة والبيئة المعيشية يشكّل تحدياً في خلق توازن بين المعيشة والصناعة.

1.3 مشروع Trojena – منتجع جبلي لرياضة التزلج

يُخطّط مشروع Trojena ليكون وجهة سياحية جبلية تقع في منطقة المرتفعات، قرية تزلج (Ski Village) على المرتفعات الجبلية، حيث يتراوح الارتفاع بين 1,500 و2,600 م فوق سطح البحر، وتتضمّن 36 كم من منحدرات التزلّج الاصطناعي، بحيرة صناعية، وشاليهات وفيلات فاخرة.

بحيرة اصطناعية بطول 2.8 كم تقريبًا (The Lake) مخصصة للأنشطة المائية والمنتجعات.
منطقة سكنية فاخرة تشمل شاليهات وفيلات وشقق سكنية مُطلة على المنحدرات والجبل.

من منظور العمارة والتخطيط، يمثل هذا المشروع تحديًا مزدوجًا: أولًا من حيث التأقلم مع المرتفعات والمناخ البارد نسبياً، ثانيًا من حيث دمج السياحة الجبلية ضمن مدينة صحراوية ضخمة المشروع يُطرح كمقترح “على مدار السنة” للرياضة الجبلية والأنشطة الخارجية.

1.4 مشروع Sindalah – منتجع جزيرة فاخرة

يُنفَّذ مشروع Sindalah كمجمع سياحي جزيري فاخر ضمن بيئة البحر الأحمر، ويشمل عددًا من الفنادق والفلل والشاليهات ومارينا لليخوت (86 رصيفًا لليخوت حتى 50 م)
من الناحية المعمارية، يتطلب المشروع هندسة بحرية، مقاومة الملوحة، دمج المناظر الطبيعية البحرية والصخور المرجانية، وإدارة الحركة البحرية والسياحية.

المرسى (Marina): تم تخطيطه بأن يحتوي 86 رصيفًا لليخوت حتى طول ~50 متر، بالإضافة إلى عوامات بحرية (Buoys) لليخوت العملاقة حتى ~180 متر تقريبًا.
الضيافة: أكثر من 413 غرفة فندقية فاخرة بالإضافة إلى 333 شقة فندقية.
الفيلات: يُتضمن المشروع عددًا من الفيلات الفاخرة (على سبيل المثال 88 فيلا) ضمن برامج الإقامة العالية المستوى.
المطاعم والخدمات: المشروع يشمل حوالي 38 منشأة طعام / مشروبات متميزة، مع نادي شاطئي، نادي يخوت، ومنتجعات صحية
ملعب غولف: تصميم ملعب غولف من الطراز الدولي؛ على سبيل المثال ملعب بطول ~6,474 يارد (≈5,920 م) / بار.
البيئة البحرية: المياه المحيطة تضم أكثر من 1,100 نوع سمك و300 نوع من الشعاب المرجانية، مما يُضفي بُعدًا طبيعيًا وسياحيًا مميزًا

1.5 مكونات إضافية ومناطق مستقبلية

إلى جانب هذه المشاريع الأربعة، فإن هناك عدد من المشاريع الاخرى مثل:

مبنى “الثريا” (Thara Tower) – مبنى ارتفاعه 30 طابقًا مقلوب بين قوسين،
بالرغم من وجود مطار قريب من مدينة نيوم وهو مطار خليج نيوم، إلا أنه كان مخطط إقامه مطار جديد بإسم مطار نيوم الدولي بسبب منطقي وقتها إن مطار خليج نيوم لن يستطيع إستيعاب عدد السياح الكبير المتوقع لمشروع نيوم، لذلك كان التوجه لعمل مطار جديد في المنطقة الشرقية يضم 5 مدارج للطائرات ويستوعب 100 مليون سائح كل عام.
ملعب كرة قدم معلق بسعة 45 الف متفرج على ارتفاع 350 م فوق سطح البحر
غير أن هذه التفاصيل غير موثقة بالكامل عبر المصادر المراجعة، لذا يُنصح باستخدامها بحذر كمعلومات غير مؤكّدة.

المبحث الثاني: الأرقام والميزانيات – من 1.5 تريليون إلى 4.5 تريليون دولار

2.1 تقديرات الميزانية

كانت التقديرات الأولية للمشروع تبلغ نحو 500 مليار إلى 1.5 تريليون دولار بحسب عدة تقارير، حيث ذكرت CNBC أن تكلفة NEOM قد تصل حتى 1.5 تريليون دولار.
وتُشير تقارير أخرى إلى أن بعض التقديرات تشير إلى أن الميزانية قد تتجاوز 4.5 تريليون دولار، أو حتى أكثر لدى اكتمال المراحل اللاحقة (بما فيها توسعات وخدمات إضافية). ومن الجدير بالذكر أن التكلفة التقديرية على مدى عقود قادمة، وليس فقط في مرحلة التنفيذ الأولى.

2.2 الأرقام التنفيذية والنفقات حتى الآن

بحسب مصدر تابع لـ NEOM، تم إنفاق نحو 50 مليار دولار تقريبًا حتى الآن على المشروع حتى وقت التقرير. (المعلومة وردت في تحليل إعلامي حول “sinkhole” مالي للمشروع

2.3 السكان المستهدفون والمساحة

كان من المقرّر أن يسكن المشروع نحو 9 ملايين إنسان على طول المشروع الخطي الذي يمتد نحو 170 كم تقريبًا.

لكن مشروع نيوم بين الطموح والتحديات بدأ يتداعى منذ فترة، ففي ربيع عام 2024، أُعلن أن مدينة “ذا لاين”، ستتقلص إلى 2.4 كيلومتر فقط. وعلمت صحيفة “بليك” السويسرية من مصادر مطلعة أنه في 16 أيلول/ سبتمبر، أوقف صندوق الاستثمارات العامة السعودي العمل على ، المنتجع السياحي الفاخر المُخطط له على البحر الأحمر، حتى إشعار آخر.

فإن التناقض بين الطموح والواقع يُطرح مبكرًا: فقبل عدة سنوات كانت الميزانيّة المرصودة للمشروع تبلغ حوالي 1.5 تريليون دولار، ثم ترددت تقديرات تفيد بأنها قد تضاعفت إلى نحو 4.5 تريليون دولار.
في المصدر الأصلي للمشروع، كان من المقرر أن تسكنه حوالي 9 ملايين إنسان على مساحة تمتد إلى نحو 170 كم من الصحراء، تبتدئ من خليج العقبة مرورًا بالجبال حتى جبال الحجاز.

ومع هذا، تبدو هذه الأرقام والمكونات كأنها تتحدّى القابلية التنفيذية، وتثير تساؤلات حول جدوى المشروع من الناحية المعمارية، البيئية، والاقتصادية.

المبحث الثالث: تحديات الاستدامة بين الطموح والواقعية

3.1 التحديات البيئية والمعيشية

البيئة الصحراوية الشديدة الحرارة، فدرجات الحرارة في المنطقة تتجاوز 45 درجة مئوية صيفًا، والموارد المائية محدودة، مما يطرح أسئلة جوهرية حول كيفية تطبيق الاستدامة الحقيقية وليس الرمزية. ومسألة التهوية الطبيعية والتكييف الجوي من أهم التحديات.
الهجرة الطبيعية للطيور والتنوع البيولوجي: بسبب طول المشروع الخطي ومساره، فهناك قلق من تأثيره على مسارات هجرة الطيور وكذلك على النظام البيئي المحلي.
الموارد المائية المحدودة: المدينة ذات مقترح أن تكون خالية من السيارات، مع الطاقة المتجددة، لكن مورد المياه وتبريد الأبنية يشكّلان عبئًا استهلاكيًا هائلًا.

3.2 التنفيذ المعماري – من التصميم إلى الواقع

رغم التصاميم الغريبة والرمزية، التنفيذ مازال في مراحل أولية: فمشروع نيوم بين الطموح والتحديات مثلاً، رغم الإعلان عن مدينة بطول 170 كم، إلا أن الواقع حتى الآن يظهر أن جزءًا صغيرًا من المشروع العملاق قيد التنفيذ.
الهندسة الإنشائية: بناء أبراج بارتفاع 500 م وطول 170 كم يتطلّب معايير تقنيات لم تُختبر في مثل هذا النطاق من قبل، وبالتالي هناك مخاطر ضمنية في السلامة، الزمن، والتكلفة.
تكلفة تكييف هواء الفضاءات الداخلية في الأبراج الزجاجية المقترحة ستكون هائلة، ما لم تُعتمد حلول بيئية مبتكرة تعتمد على التهوية الطبيعية، والتظليل، والطاقة الشمسية.

3.3 الجدوى الاجتماعية والاقتصادية

الإسكان المحلي: أحد الجوانب الأكثر جدلًا هو ترحيل السكان المحليين (من قبيلة الحويطات) من مناطق المشروع.
وهذا يثير أسئلة أخلاقية حول مدى توافق المشروع مع مبادئ العدالة العمرانية التي تؤكد عليها الأمم المتحدة ضمن “الهدف 11 للتنمية المستدامة.
الجدوى الاقتصادية: مع إنفاق أولي كبير والحاجة لعوائد طويلة الأجل، فإن مخاطرة تأخر الربحية عالية، خاصة في ظل تغيّر أسواق الطاقة العالمية.
الهوية والتخيّل المعماري: حين يصبح التصميم شكليًا أكثر من كونه وظيفيًا، فقد يفقد المشروع جدواه الحقيقية كمكان للعيش، لا كمجرد رمز معماري. كما قال المعماري Louis Sullivan: “الشكل يتبع الوظيفة”.

المبحث الرابع: دروس معمارية مقارنة

4.1 مقارنة مع تجارب عالمية

مشروع مدينة مصدر في أبوظبي: بدأ كنموذج للاستدامة، لكن التنفيذ تباطأ، وأصبح نموه أقل من الطموح الأصلي.
مشروع Songdo في كوريا الجنوبية: مدينة ذكية تم بناؤها من الصفر، لكنها ما زالت تشهد نقصًا في الإشغال.
من هذه التجارب، يمكن استنتاج أن المشاريع الضخمة التي تبدأ من الصفر تواجه دائمًا مخاطر الجدوى الاجتماعية والسكنية.

4.2 العمارة كهوية – بين المحلي والعالمي

من المهم أن لا يكتفي المشروع بجمالية الشكل، بل بأن ينشئ هوية معمارية تنسجم مع البيئة والثقافة المحلية. فكرة المعماري حسن فتحي بأن “العمارة تتحدث بلسان الناس” تظل ذات أهمية في هذه السياقات.
إذا لم يُدمج المجتمع المحلي في مشروع NEOM، فقد يتحول إلى نموذج احتفالي أكثر من كونه تجربة معيشة يومية.

المبحث الخامس: التحديات التقنية والتنظيمية

5.1 التكنولوجيا كعامل محفّز ومخاطرة

الاعتماد المفرط على التكنولوجيا يثير تساؤلات حول الأمان السيبراني وخصوصية البيانات.
ففي مدينة تعتمد كليًا على الذكاء الصناعي وإدارة البيانات السحابية، يمكن لأي خلل تقني أن يشلّ الخدمات الحيوية.
وهذا ما يؤكده Richard Sennett (2018) حين يحذر من “المجتمعات المحوسبة التي تفقد الحس الإنساني في التخطيط”.

5.2 البنية التحتية والتنفيذ

من الناحية التنفيذية، يمثل مشروع نيوم بين الطموح والتحديات تحديًا هندسيًا غير مسبوق. فبناء مدينة خطية بارتفاع 500 متر في منطقة زلزالية نسبيًا يتطلب تقنيات معقدة وأسسًا عميقة، مما يرفع التكلفة والمدة الزمنية.

المبحث السادس: البعد الرمزي والثقافي

تسعى نيوم إلى أن تكون رمزًا لتحول المملكة إلى مركز عالمي للابتكار.
لكن الرمزية لا يمكن أن تكون بديلة عن الهوية المحلية. فالمعماري المصري حسن فتحي شدّد على أهمية أن “تتحدث العمارة بلسان الناس، لا بلسان الغرباء”.

إذا لم تنجح نيوم في دمج الثقافة المحلية مع التقنيات الحديثة، فقد تتحول إلى نموذج غريب مفصول عن بيئته.

الخاتمة

يُظهر تحليل مشروع نيوم أن الطموح وحده لا يكفي لبناء المستقبل.
إنها تجربة معمارية طموحة تسعى إلى إعادة تعريف مفهوم المدينة، لكنها تواجه تحديات بيئية، اقتصادية، اجتماعية، وتنفيذية حقيقية.
نجاح نيوم يعتمد على مدى قدرتها على تحقيق توازن بين الرؤية والواقعية، وبين الابتكار والهوية.

في النهاية، قد تكون نيوم مختبرًا حضريًا يعيد صياغة علاقة الإنسان بالمكان،
لكن الوقت وحده سيكشف ما إذا كانت يوتوبيا ممكنة أم حلمًا معلّقًا في الرمال.

وبكدة نكون وصلنا لنهاية حلقتنا النهاردة عن: مشروع نيوم بين الطموح والتحديات:
في الحلقة القادمة والي هنتحدث فيها عن: مدينة مصدر في أبوظبي فانتظرونا.

المراجع

Hall, P. (2002). Cities of Tomorrow: An Intellectual History of Urban Planning and Design. Blackwell Publishing. urbanagendaplatform.org+1
موقع: https://www.designboom.com/
موقع: https://neom.directory/
Gehl, J. (2010). Cities for People. Island Press.
Sennett, R. (2018). Building and Dwelling: Ethics for the City. Farrar, Straus and Giroux.
Graham, S., & Thrift, N. (2021). Seeing Like a City. Polity Press.
World Architecture Journal (2023). The Challenge of Building Sustainable Cities in Desert Climates. Issue 14.
Financial Times (2024). Saudi Arabia Scales Back NEOM Project amid Economic Pressures.
Fathy, H. (1973). Architecture for the Poor: An Experiment in Rural Egypt. University of Chicago Press.
Sullivan, L. (1896). “The Tall Office Building Artistically Considered.” Lippincott’s Magazine.