المنهج الاجتماعي والدعوي للرسول
الفصل الاول: المنهج الاجتماعي والدعوي للرسول
✨ المقدمة
بدأت مرحلة جديدة من الدعوة الإسلامية فور وصول رسول الله ﷺ إلى المدينة؛ مرحلة تُعدّ الانطلاقة الحقيقية لبناء الدولة الإسلامية على أسسٍ اجتماعية راسخة وقيمٍ إيمانية متينة. وفي هذه المرحلة الحساسة، شرع النبي ﷺ في ترتيب المجتمع الناشئ وتأسيس بنيانه الداخلي، مركزًا على تربية الأفراد وتوحيد الصفّ وتأصيل قيم الأخوة، لتتحول المدينة شيئًا فشيئًا إلى نواة الدولة الإسلامية الأولى.
ولقد ارتكز منهجه ﷺ في هذه المرحلة على مجموعة من الركائز الأساسية التي شكّلت ملامح المجتمع الجديد، وفي مقدمتها: بناء المسجد ليكون القلب النابض للمجتمع، والتربية بالقدوة العملية التي أظهرت معاني القيادة الراشدة، والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار التي كسرت حدود العصبية القبلية وأقامت مجتمعًا يقوم على الحب في الله. كما وضع النبي ﷺ نظامًا اجتماعيًا متكاملًا يرسخ التكافل، ويوفر السكن والطعام للمهاجرين، ويحفظ الضروريات الخمس التي تقوم عليها حياة الإنسان.
ويستعرض هذا الفصل الأسس الاجتماعية والدعوية التي اعتمد عليها النبي ﷺ في بناء المجتمع المدني، والتي كانت نواة الدولة الإسلامية الأولى.
بدأ الرسول منذ دخوله المدينة يسعى إلى إنجاز المهام الملقاة على عاتقة في مطلع المرحلة الجديدة من الدعوة والتي تستهدف إنشاء الدولة الاسلامية على أسس راسخة وتهئية كافة الظروف لتحقيق هذا الهدف، وإرتكز منهج الرسول ﷺ في تربيته لاصحابة على الجوانب التالية:
- بناء المسجد.
- التربية بالقدوة العملية.
- المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار وجعل الحب في الله أساس بنية المجتمع المدني.
- النظام الاجتماعي الذي أرسي دعائمه رسول الله ويتمثل في الامور التالية.
أ: تحقيق التكافل الاجتماعي.
ب: توفير السكن للمهاجرين.
ث: توفير الطعام للنازحين المهاجرين.
ث: حفظ الضروريات الخمس التي تقوم عليها دعائم الحياة.
- بناء المسجد: كان أول عمل قام به رسول الله rحين وصل المدينة، ليؤسس الدولة الجديدة هو أنه بدأ بإنشاء المسجد رمزاً لشمولية الاسلام، فاشترى الموضع الذي بركت فيه الناقة؛ ليبني فيه المسجد، واتخذ حجراته التي عاش فيها في جانب من صحن المسجد، وتجمع المسلمون لبناء المسجد، ليكون متعبداً لصلاة المؤمنين، يدخله كل مسلم، ليقيم صلاته وعبادته لله.
وكان من نتائج بناء المسجد أن أمتزجت القلوب، وتألفت الأرواح، وذابت روح العصبية القبلية، وكان أنشاء المسجد خطوة تنظيمية مهمة قدمت على غيرها من الامور التالية ليكون:
أنشئ المسجد ليكون مدرسة علمية وتشريعية يجتمع في ساحاتها الصحابة وتلقي على منبرها التعاليم والاداب الاسلامية لتكون بذلك جامعة للعلوم والمعارف الشرعية والكونية.
كان بناء المسجد هو الخلية الاولى للبناء الاجتماعي للاسرة والجماعة، يتعلم فيه المسلمون النظام والمساواة ويمارسون التوحيد والاخاء والانضباط، ومن خلال حلقات العلم والقضاء والبيع والشراء وإقامة المناسبات المختلفة، الامر الذي جمع الصحابة في وحدة إيمانية متكاملة…
2. اتخاذ المسجد مقراً للحكم والادارة:
فلم يكن المسجد مقراً للصلاة فقط، بل كان شأنه شأن الاسلام نفسه متكاملاً في مختلف جوانب الدين والسياسة والاجتماع، ففيه يلتقى رسول الله بأصحابه، وفيه يقضي بين المسلمين، وفيه تستقبل الوفود القادمة عليه طلباً للهداية، وفيه يتدارس رسول الله مع المسلمين امور الدولة ويتخذ القرارت المناسبة، منه تنطلق الجيوش إذا دعى داع الجهاد، ومنه إنطلقت الرسل إلى الملوك والرؤساء لدعوتهم لدين الله، فأصبح المسجد مركزاً سياسياً ومؤسسة إجتماعية.
3. التربية بالقدوة العملية:
كان رسول الله ﷺ يشاور صحابته الكرام فإذا إستقر الرأي على شئ بدأ بنفسه وعمل بيده فتتبعه الجماعة عن طواعيه وإقتناع، فكان يربي اصحابه بالقدوة الحسنة.
تخير جماعة من رؤساء المهاجرين والانصار توسم فيهم الكفاءة والقدرة على العمل والتنفيذ، فجعلهم أهل مشورته والمنفذين لما يعد من مشروعات وخطط، فنشأت حوله مدرسه تربى أفرادها ليكونوا قدوة للاجيال من بعدهم.
جبل الله تعالى رسوله الكريم على مكارم الاخلاق ومعالي الاداب ومحاسن الاعمال وهناك الكثير من النماذج العملية في السيرة النبوية، التي توضح أهمية القدوة، غير أن الأمر هنا ليس الهدف منه استقصاء تلك النماذج المباركة وإنما نذكر بعضاً منها:
- في غزوة الاحزاب: أعطى رسول الله القدوة العملية في مشاركته لأصحابه في حفر الخندق، فكان يحمل الحجارة [1] وينقل اللبن على صدره وكتفيه، ويحفر الأرض بيديه كأي واحد منهم، فكان مثال الحاكم العادل الذي لا يفرق بين رئيس ومرؤوس، أو بين قائد ومقود، أو بين سيد ومسود، أو بين غني وفقير، فالكل سواسية أمام الله، وقد كان لمشاركته لهذه المهمة الأثر البالغ في نفوس الصحابة، وعبروا عن ذلك بإنشادهم: نحن الذين بايعوا محمدا ***على الجهاد ما حيينا أبدا، فأجابهم النبي r فقال: اللهم لا عيش إلا عيش الآخره *** فأكرم الأنصار والمهاجره [2]
- آمن بسبب القدوة: بعث ﷺ عمرو بن العاص إلى الجلندي ملك عمان يدعوه إلى الإسلام فأجاب الجلندي: “والله لقد دلني على هذا النبي الأمي أنه كان لا يأمر بخير؛ إلا كان أول آخذ به، ولا ينهى عن شر إلا كان أول تارك له، وأنه يغلب فلا يبطر، ويُغلب فلا يضجر، وأنه ويفي بالوعد، وينجز العهد وأنه لا يزال بسر قد اطلع عليه لا يساوي فيه اهله وأشهد أنه نبي”[3]
- ضرب المثل على حقارة الدنيا: علمهم أن يخرجوا الدنيا من قلوبهم وانها لا تساوي جناح بعوضة وفي اسلوب حواري عملي عندما مر رسول اللَّه r بالسوق والناس ناحيته، فمر بجدي أَسك ميت، فتناوله، فأَخذ بأذنه، ثم قال: أيكم يحب أن يكون هذا له بدرهم؟ فيصل معهم في الحوار إلى انهم قالوا: ما نحب أنه لنا بشيء، وما نصنع به؟! ثم قال: أتحبون أنه لكم؟ قالوا: لو كان حيا وهو مقطوع الاذنين ما رغبوا فيه، فكيف وهو ميت؟! وحين يصلون إلى هذا القرار يعظهم فيقول: فواللَّه للدنيا أهون على اللَّه من هذا عليكم [4].
– كان ﷺ عظيم الاحساس بالقيمة المعنوية للانسان لم يبسط يده للناس ليقبلوها قط، كان يجلس في الناس كواحد منهم، يحضر أعراسهم، يزور المرضى، ويصلي على الاموات من أصحابه.
4. المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار وجعل الحب في الله أساس بنية المجتمع المدني:
للمرة الاولى يعرف العرب شيئاً يسمى الاخوة دون قرابة أو صلة رحم، قال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [5] ، وقال رسول الله [ المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم] [6]، وكانوا قبل ذلك في الجاهلية لا يعرفون سبيلاً إلى التعاضد والتناصر إلا من خلال عصبية النسب، أو الحلف مع قبيلة أخرى، أو عصبية الوطن،
فكانت يثرب قبل الهجرة تموج بالصراعات والحروب والدسائس، فنار العداوة مشتعلة بين قبيلتي الأوس والخزرج، والحرب بينهما سجال، فإذا انتصر أحدهما عمل الآخر بكل طاقته على إلحاق الهزيمة به، حتى فني الرجال، وترملت النساء وتيتم الأبناء، وكان اليهود يقفون خلف الستار، يزيدون النار اشتعالا، فيمدون الطرفين بالسلاح، ويثيرون بينهما العداوات والفتن؛ فدخل بنو قريظة في حلف الأوس، ودخل بنو النضير وبنو قينقاع في حلف الخزرج، آملين أن يقضي بعضهم على بعض، حتى تكون لليهود السيادة والكلمة الأولى في المدينة.
أنشأ الرسول أمة متأخية متعاونة تقوم على أساس العقيدة، والقواعد الاخلاقية، وذم التعصب للقوم والقبيلة والبلد، بحيث يقف مع قومه أو قبيلته أو أهل بلده، سواء كانوا على الحق أو على الباطل.
إلغاء نظام الاحلاف الذي كان في الجاهلية يقوم على الفتن والقتل والغارات، أما ما كان يقوم على التعاضد والتساعد والاتفاق فلم يزدة الاسلام إلا قوة، قال رسول الله: [ لا حلف في الاسلام وأيما حلف في الجاهلية لم يزده الاسلام إلا شدة] [7].
وبدأ رسول الله ينظم دولته الجديدة، ولان أهم شيء في هذه الدولة هم الأفراد الذين يعيشون فيها؛ لأن الامة تعتمد عليهم ولا تنهض إلا بهم، فكان عمل الرسول الثاني بعد بناء المسجد هو أنه ربط بين المهاجرين والانصار برابطة المؤاخاة في الدين، ولذلك حرص النبي r على حل هذه المشكلات جميعها، بأن يزيل أثار الماضي ويوحد قلوب المسلمين جميعاً، ويؤلف بين سكان المدينة من مسلمي الاوس والخزرج والمهاجرين، فعمل على تعميق معاني الحب في الله في المجتمع المسلم الجديد، قال رسول الله r : [ إن الله يقول يوم القيامة أين المتحابون بجلالي، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي][8] وعلمهم أن رابطة الدين
هي أقوى من رابطة الدم والنسب، و اكثر تماسكاً من رابطة الجنس والحسب، وأكثر إنسجاماً من رابطة اللغة والمصالح الاقتصادية، وأن المسلمين هم إخوتة الحقيقيون لا أشقاؤة إن كانوا يختلفون عنة في العقيدة،
يتوارثون بعد الموت، دون ذوي الارحام إلى حين غزوة بدر حين نزل قولة تعالى: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} [9] ، وأن المؤاخاة على الحب في الله من أقوى الدعائم في بناء الأمة المسلمة، فإذا وهت يتآكل كل بنيانها، ولكي يذهب عنهم وحشة الغربة ويؤنسهم من مفارقة الأهل والعشيرة ويشد أزر بعضهم ببعض قال رسول الله: [ تأخوا في الله أخوين أخوين] [10]
ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب وقال هذا أخي، وأخى بين سائر المهاجرين والانصار، فأخي بين ابي بكر وخارجة بن زيد وبين عمر بن الخطاب وعتبان بن مالك، وبين ابي عبيدة بن الجراح وسعد بن معاذ، واخي بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع، وبين سلمان الفارسي وأبي الدرداء، وبين مصعب بن عمير وأبي أيوب، وبين حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة مولى رسول الله.
وجعل هذه الاخوة أقوى من رابطة النسب، وعلم صحابته أن هذا المجتمع متحد في العقيدة، متفق في الفكرة، كما أن القيادة فيه تشبة القلب من الجسد، وهكذا كانت الاخوة في الله خطوة مهمة في توحيد المجتمع الجديد، وقد حلت الاخوة الايمانية محل نظام الاحلاف الذي كان سائداً في الجاهلية.
وعلمهم أن الجنسيات كلها تذوب في بوتقة لا إله إلا الله، فبلال قد عطر الاجواء بقولة الصلاة خير من النوم، وصهيب قد ضحى بماله كله ليهاجر إلى الله عز وجل فقال له الرسول الكريم ربح البيع ابا يحى، وسلمان قد هجر عبادة النار وتوجه إلى عبادة الواحد القهار، فقال النبي: [السبّاق أربعة أنا سابق العرب وسلمان سابق الفرس وبلال سابق الحبشة وصهيب سابق الروم] [11].
ولقد قدم الانصار للمهاجرين أكثر مما توقعوه إذ قالت الانصار للرسول: يا رسول الله إقسم بيننا وبينهم النخل قال: لا ثم قال: [ تكفونا المئونة وتشركونا في التمر] [12] قالوا سمعنا وأطعنا.
وعندما آخى النبي بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع، قال سعد: ” الأنصار تعرف أنى أكثرهم مالا اقسمه بيني وبينك، ولى زوجتان انظر أعجبهما إليك أطلقها وتتزوجها أنت، ولئن كان موقف سعد يفوق الوصف في العطاء والبذل فقد ساواه بن عوف بخلق العفة والورع، فقال له: بارك الله لك في مالك وزوجك، دلني على السوق، فدلوة على سوق بني قينقاع.
وكان هذا التكافل الرائع هو القوة الوحيدة التي يمتلكها المجتمع المسلم في البداية، ومن ثم فأن هذا الاجراء كان ضرورياً لتفادي وقوع المهاجرين في مشاكل إقتصادية وإجتماعية خطيرة، ولا سيما أنهم يتقنون التجارة في حين أن مجتمع المدينة كانوا يتقنون الزراعة والصناعة.
أخوة الدين: في معركة بدر حمل فيها راية المسلمين مصعب بن عمير وقاتل قتال الأبطال حتى انتصر المسلمون انتصارا ساحقا، وبعد انتهاء المعركة مر مصعب بأخيه أبي عزيز بن عمير الذي خاض المعركة ضد المسلمين وهو أسير لدى أحد الأنصار فقال له: أشدد عليه وثاقه فإن أمه ذات متاع لعلها تفديه منك؟ فقال أبو عزيز لمصعب: أهذه وصاتك بأخيك؟ قال مصعب: إن هذا الأنصاري هو أخي دونك. نعم إن أخوة الدين أقوى وأسمى من أخوة النسب.
✨ الخاتمة
لقد نجح رسول الله ﷺ، عبر منهجه الاجتماعي والدعوي في المدينة، في تأسيس مجتمع متماسك يقوم على القيم الإيمانية والإنسانية، ويجمع بين الروحانية والتنظيم، وبين العبادة والعمل. لقد كان المسجد مركز البناء الروحي والسياسي والعلمي، وكانت القدوة النبوية مدرسة عملية في القيادة، وكانت المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار نموذجًا فريدًا للوحدة والتضامن.
ومن خلال هذا البناء الاجتماعي الراسخ استطاع النبي ﷺ أن يقيم دولة قادرة على مواجهة التحديات، وأن يشيد مجتمعًا يحمل رسالة السماء ويطبقها في واقع الحياة. وفي الفصول التالية سنتناول منهجه ﷺ في تأسيس المؤسسات السياسية والعسكرية والإدارية، لنرى كيف تطور هذا المجتمع المتآخي إلى دولة متماسكة تُعدّ من أعظم التجارب الإنسانية في التاريخ.
[1] ومن معجزات النبي بالحديث عن المستقبل: أنة في أثناء بناء المسجد أخبر بأن عمار ابن ياسر ستقتله الفئة الباغية فعن أبي سعيد الخدري قال: كنا ننقل لبن المسجد لبنة لبنة وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين فمر به النبي ومسح عن رأسه الغبار وقال: [ويح عمار تقتله الفئة الباغية ، عمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار]. (البخاري. 1/122)
[2] أخرجه البخاري في صحيحه (2 /348) كتاب: الجهاد والسير عن أنس بن مالك، باب: البيعة في الحرب أن لا يفروا برقم: (2961)
[3] ذكره وثيمة في كتاب الردة عن ابن إسحاق”
[4] صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله
[5] (الحجرات:10)
[6] (أخرجه أحمد عن أبي هريرة (2/277 ، رقم 7713) ، ومسلم (4/1986 ، رقم 2564).
[7] (أخرجه الامام احمد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده حديث رقم:6917).
[8] (مسلم: 4661، عن أبي هريرة)
[9] (الانفال: 75)
[10] (حديث مرفوع عن محمد بن إسحاق)
[11] (عن أنس بن مالك، و أم هانئ و أبو أمامة – المحدث : الألباني|المصدر : ضعيف الجامع – الصفحة: 3333)
[12] (البخاري: 2873 عن أبي هريرة)
للحصول على مزيد من المعلومات برجاء متابعى على المنصات التالية:
الفيسبوك: https://www.facebook.com/profile.php?id=100088893776257
اليوتيوب: https://www.youtube.com/@ashrafrashad8031
التيك توك:https://www.tiktok.com/@ashraf.r1
الانستاجرام: https://www.instagram.com/ashraf.rashad.58/



