Web Analytics
الحضارة الاسلامية

أهم الاحداث قبل مولد النبي

أهم الاحداث قبل مولد النبي: وقبل أن نشرع في بيان ميلاده الكريم ورعاية الله عز وجل له قبل نزول الوحي عليه، وسيرته العطرة قبل البعثة، نريد أن نتحدث عن الآيات العظيمة، والأحداث الجليلة التي سبقت ميلاده ﷺ، فلقد سبق مولده الكريم أمور عظيمة، دلت على إقتراب تباشير الصباح ومن أهم هذه الاحداث:

  1. قصة حفر عبد المطلب لزمزم: جاء ركب من قبيلة جرهم فسكنوا مكة، وكانوا أول أناس يسكنون مكة، وإستولت قبيلة جرهم على الحكم بمكة، وانتزعته من يد أبناء إسماعيل عليه السلام، واستمرت قبيلة جرهم في مكة حتى نهاية القرن الثالث الميلادي، إلى أن جارت وظلمت، فسلّط الله عليها قبائل بني بكر وخزاعة، فطردوهم من مكة، وعند مغادرتهم لمكة طمرت (دفنت) جرهم بئر زمزم.
  • استمرت خزاعة في مكة ما يقارب ثلاثمائة سنة، وقام سيدها عمرو بن لحي بعبادة الأوثان، فكان أول من غيّر دين النبي إبراهيم u وعبد الأوثان في جزيرة العرب، ثم انتقل أمر مكة بعد ذلك من يد خزاعة إلى قريش وهي إحدى القبائل العربية التي تنتسب إلى قبيلة كنانة إحدى قبائل مضر، تحت أمرة قصي بن كلاب جد النبي الرابع.
  • وظلت زمزم مطمورة إلى عهد عبد المطلب جد رسول الله  ﷺ، فرأى رؤيا في المنام تدله على مكان البئر. قال عبد المطلب: إني لنائم في الحجر إذ أتاني آت فقال لي: احفر طيبة ؟ قلت: وما طيبة ؟ قال: ثم ذهب عني” قال: فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه، فجاءني، فقال: احفر بَرَّة [1] و قلت وما بَرَّة ؟ قال: ثم ذهب عني قال: فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي فنمت فيه، فجاءني. فقال:احفر المضنونة. قال: قلت: وما المضنونة ؟
  • قال: ثم ذهب عني ” فلما كان الغد رجعت إلى مضجعي، فنمت فيه. فجاءني فقال:احفر زمزم. قلت: وما زمزم ؟ قال: لا تنزف أبداً [2] ولا تذم تَسقِي الحجيج الأعظم، وهي بين الفرث والدم، عند نقرة الغراب الأعصم[3]، عند قرية النمل، فلما تبين عبد المطلب شأنها، ودلَّ على موضعها، غدا بمعوله ومعه ابنه الحارث، وليس معه يومئذ ولد غيره، فحفر فيها، فلما بدا لعبد المطلب الطي” حجارة البئر ” كبَّر، فعرفت قريش أنه قد أدرك حاجته، فلما تمادى في الحفر وجد غزالين من ذهب، وهما الغزالان اللذان دفنتهما جرهم حين خرجت من مكة، ووجد أسيافاً وأدراعاً.
  • قام اسياد قريش إليه فقالوا: يا عبد المطلب إنها بئر أبينا إسماعيل، وإن لنا فيها حقا، فأشركنا معك فيها. قال: ما أنا بفاعل، إن هذا الأمر قد خصصت به دونكم، وأعطيته من بينكم . قالوا له: فأنصفنا، فإنا غير تاركيك حتى نخاصمك فيها، قال : فاجعلوا بيني وبينكم من شئتم أحاكمكم إليه. قالوا : كاهنة بني سعد بن هذيم، قال: نعم، وكانت بأشراف الشام .
  • ركب عبد المطلب ومعه نفر من بني أمية، وركب من كل قبيلة من قريش نفر فخرجوا والأرض إذ ذاك مفاوز، حتى إذا كانوا ببعضها نفد ماء عبد المطلب وأصحابه، فعطشوا حتى استيقنوا بالهلكة فقال عبد المطلب: إني أرى أن يحفر كل رجل منكم حفرته لنفسه، فكلما مات رجل دفعه أصحابه  في حفرته ثم واراه، حتى يكون آخرهم رجلاً واحداً، فضيعة رجل  واحد أيسر من ضيعة ركب جميعه . فقالوا : نعم ما أمرت به . فحفر كل رجل لنفسه حفرة، ثم قعدوا ينتظرون الموت عطشاً.
  • ثم إن عبد المطلب قال لأصحابه : والله إن إلقاءنا بأيدينا هكذا للموت لا نضرب في الأرض، ولا نبتغي لأنفسنا لعجز، فعسى الله أن يرزقنا ماء ببعض البلاد ارتحلوا، فارتحلوا حتى إذا بعث عبد المطلب راحلته انفجرت من تحت خفها عين ماء عذب، فكبر عبد المطلب، وكبر أصحابه، ثم نزل فشرب وشرب أصحابه، واستسقوا حتى ملأوا أسقيتهم، ثم دعا قبائل قريش فقال : هلموا إلى الماء فقد سقانا الله، فجاءوا فشربوا واستقوا كلهم.
  • ثم قالوا: قد والله قضى لك علينا، والله ما نخاصمك في زمزم أبداً، إن الذي سقاك هذا الماء بهذه الفلاة هو الذي سقاك زمزم، فارجع إلى سقايتك راشداً. فرجع ورجعوا معه، ولم يصلوا إلى الكاهنة، وخلوا بينه وبين زمزم[4].

2. فداء عبد الله والد النبي  ﷺ: أحسَّ « عبد المطلب » عند حفر بئر زمزم بالضعف في قريش لقلة اولاده، ولهذا نذر إذا رزقه اللّه عشرة بنين أن يقدم أحدهم قرباناً لله عند الكعبة، ولما بلغ عدد ابنائه عشرة جمعهم، ثم أخبرهم بنذره، ودعاهم إلى الوفاء لله، فأطاعوا وقالوا كيف نصنع؟

  • قال ليأخذ كل رجلً منكم قدحاً، ثم يكتب فيه إسمه، ثم إئتوني، ثم دخل بهم على هبل في جوف الكعبة، وتمت عملية القرعة، فاصابت « عبدَ اللّه » والد رسول اللّه ﷺ فاخذ عبد المطلب بيد ابنه، ثم أقبل به إلى إساف ونائلة ليذبحه، فقامت إلية قريش فقالوا: لئن فعلت هذا لا زال الرجل يأتي بأبنه حتى يذبحة، فما بقاء الناس على هذا، إنطلق به إلى الحجاز فإن به عرافة لها تابع، فسلها، فلما قدموا عليها، قالت لهم: إرجعوا عني اليوم حتى يأتيني تابعي فأسأله، ثم عدوا عليها فقالت لهم: قد جاني الخبر، كم الديه فيكم؟ قالوا: عشرٌ من الابل، قالت: إرجعوا إلى بلادكم، وقَرّبوا عشراً من الإبل واضربوا عليها وعلى صاحبكم « أي عبد اللّه » القداح فان خرجت القرعة على صاحبكم فزيدوا عشراً، حتّى يرضى ربُكم، وإن خرجت على الإبل فانحروها فقد رضي ربُكم ونجا صاحبكم وكانت عنه فداء.
  • فخرجوا حتى قدموا « مكة » ثم قربوا عبد الله وعشراً من الابل، فخرج القداح على عبد الله، وزادوا عشراً عشراً حتّى إذا بلغ عدد الإبل مائة خرجت القداح على الإبل، فقالت قريش: قد إنتهى رضا ربك يا عبد المطلب، فقال لا والله حتى أضرب عليها ثلاث مرات، فخرج القداح على الابل فنحرت، ثم تركت لا يصد عنها إنسان ولا سبع، ونجا « عبد اللّه » من الذبح.

3. قصة أصحاب الفيل: ذكر محمد بن إسحاق كما نقلة ابن هشام في سيرته:- أن أبرهة الحبشي كان عاملا للنجاشي ملك الحبشة على اليمن، وكان يغضب كثيراً كلما رأى الناس يحجون الى بيت الله الحرام في مكة – شرفها الله – فبنى كنيسة كبيرة بصنعاءوزينوها بالجواهر الكثيرة و سماها القليس. وكتب إلى النجاشي ” إني بنيت لك كنيسة لم يبن مثلها، ولست منتهيا حتى أصرف إليها حج العرب ” فسمع به رجل من بني كنانة فغضب لذلك وخرج حتى أتى الكنيسة ليلاً، فدخلها فأحدث فيها.

  • فقال أبرهة من الذي اجترأ على هذا ؟ قيل رجل من أهل ذلك البيت سمع بالذي قلت. فحلف أبرهة ليسيرن إلى الكعبة حتى يهدمها.
  • من كان دليل جيش أبرهة؟ مر أبرهة الأشرم بالطائف فلمّا بلغَها، جاءه مسعود بن معتب الثّقفيّ ومعه قومه من ثقيفٍ فطلبوا منه أن يدعَ بيتَهم اللات وأخبروه أنّ البيتَ الذي تعظّمه العرب في مكّة، وبايعوه على السّمع والطّاعة، وأرسلوا معه دليلًا إلى مكّة يقال له أبو رُغال[5].
  • ولما نزل أبرهة قريباً من مكة، بعث رجلا من الحبشة على مقدمة خيله وأمر بالغارة على أنعام الناس، وأصاب لعبد المطلب بن هاشم مائتي بعير وهو يومئذ كبير قريش وسيدها، ثم بعث أبرهة رسولاً إلى أهل مكة، فقال أبلغ سيد أهل هذا البلد وشريفها أنني لم آت لحربكم بل جئت لأهدم البيت. فأن لم تعرضوا دونه بحرب، فلا حاجة لي بدمائكم، فأن هو لم يرد حرباً فأتني به.
  • فقال عبد المطلب سنخلي بينه وبين ما جاء له. فإن هذا بيت الله. وبيت خليله إبراهيم. فإن يمنعه فهو بيته وحرمه. وإن يخل بينه وبين ذلك فوالله ما لنا به من قوة. قال فانطلق معي إلى الملك.
  • كان عبد المطلب رجلا جسيما وسيما. فلما رآه أبرهة أعظمه وأكرمه. وكره أن يجلس معه على سريره. وأن يجلس تحته. فهبط إلى البساط فدعاه فأجلسه معه. فطلب منه أن يرد عليه مائتي البعير التي أصابها من ماله. فقال أبرهة لترجمانه قل له إنك كنت أعجبتني حين رأيتك. ولقد زهدت فيك. قال لم ؟ قال جئت إلى بيت – هو دينك ودين آبائك، وشرفكم وعصمتكم – لأهدمه. فلم تكلمني فيه وتكلمني في مائتي بعير؟ قال أنا رب الإبل. والبيت له رب يمنعه منك. فقال ما كان ليمنعه مني. قال فأنت وذاك. فأمر بإبله فردت عليه.
  • خرج عبد المطلب وأخبر قريشا الخبر. وأمرهم أن يتفرقوا في الشعاب ويتحرزوا في رءوس الجبال خوفا من جيش أبرهة ففعلوا. وأتى عبد المطلب البيت، وأخذ بحلقة باب الكعبة، ومعه نفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه على أبرهة، وجعل يقول: يا رب لا أرجو لهم سواكا يا رب فامنع منهم حماكا، وقال أيضا:

لا هم إن المرء يمــــــــنع رحله وحلاله فامنع حلالك   لا يغلبن صليبهــــم و محالهم غدوا محالك

جروا جموعهم وبلادهم والفيل كي يسبوا عيالك        إن كنت تاركهم وكعـ بتنا فأمر ما بدا لـــك

ثم إنطلق عبد المطلب هو ومن معه من قريش إلى الجبال فتحرزوا فيها ينتظرون ما يفعل أبرهة بمكة إذا دخلها.

عام الفيل

فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة، وعبأ جيشه. فلما وجهوا الفيل إلى مكة برك، فبعثوه فأبى فوجهوه إلى اليمن، فقام يهرول. ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك . فصرفوه إلى الحرم فبرك. فأرسل الله طيرا من قبل البحر مع كل طائر ثلاثة أحجار. حجران في رجليه وحجر في منقاره. فلما غشيت القوم أرسلتها عليهم.

فلم تصب تلك الحجارة أحدا إلا هلك. وليس كل القوم أصابت. فخرج البقية هاربين يتساقطون بكل طريق ويهلكون على كل منهل . وبعث الله على أبرهة داء في جسده. فجعلت أنامله تتساقط أنمله أنمله، حتى قدموا به صنعاء وهو مثل فرخ الطائر. وما مات حتى انصدع صدره عن قلبه ثم هلك.

الخاتمة

وبذلك نكون قد وصلنا لنهاية موضوعنا عن: أهم الاحداث قبل مولد النبي والذي تحدثنا فيه عن: قصة حفر عبد المطلب لزمزم، وقصة فداء عبد الله والد النبي  ﷺ، وقصة أصحاب الفيل.
في الحلقة القادمة سوف نتحدث عن: مقدمة للسيرة النبوية فانتظرونا.

المراجــــــــــع:

[1]  (مشتقة من البر، والبر: هو الخير والطهارة.)

[2]  (أي لا يفرغ ماؤها ولا يلحق قعرها.)

[3]  (الذي في ساقيه بياض.)

[4] (السيرة النبوية لابن هشام، 1/ 142- 155 قال ابن إسحاق: فهذا ما بلغني عن علي بن أبي طالب والحديث صحيح من طريق البيهقي وابن هشام)

[5] (شخصية عربية توصف بأنها رمز الخيانة، فما كان الأحباش يعرفون مكان الكعبة وكلما جاؤوا بدليل من العرب ليدلهم على طريق الكعبة يرفض مهما عرضوا عليه من مال، ولم يقبل هذا العمل سوى أبو رغال فكان جزاؤه من جنس عمله، فنعت كل خائن للعرب بعده بأبي رغال، وقال ابن كثير في كتابه البداية والنهاية : «والجمع بين هذا وبين ما ذكره ابن اسحاق أن أبا رغال هذا المتأخر وافق اسمه اسم جده الأعلى الذي كان في ثمود فرجمت قبره العرب، ورجم الناس قبر ابي رغال المتأخر كما رجموا قبر الأول أيضا، والله أعلم.» )

للحصول على مزيد من المعلومات برجاء متابعى على المنصات التالية:

الفيسبوكhttps://www.facebook.com/profile.php?id=100088893776257

اليوتيوب: https://www.youtube.com/@ashrafrashad8031

التيك توك:https://www.tiktok.com/@ashraf.r1

الانستاجرام:https://www.instagram.com/ashraf.rashad.58/

م. أشرف رشاد

هنا يمكنكم الاطلاع على فنــــــــــــون العمارة المختلفة ولان العمارة هي ام الفنون فسنلقي الضوء على المبادئ الأساسية للهندسة المعمارية مثل: تاريـــــــــــــــــخ وطرز العمارة عبر العصور المختلفة، وأهم النظريات والمدارس المعمارية، وكذلك التصميم المعماري عبر تحليل الأفكار المعمارية للمشاريع المختلفة، وأعمال الديكورات الداخلية والتشطيبات، نسأل الله أن ينفع بهذا العمل ويكون خالصاً لوجهه الكريم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى