Web Analytics
نشأة الكون - السيرة العطرة

الهجرة والطريق إلى المدينة

الهجرة والطريق إلى المدينة:

رحلة الهجرة النبوية وأسرار نجاح أعظم انتقال حضاري

مقدمة

لم تكن هجرة النبي ﷺ من مكة إلى المدينة مجرد انتقال مكاني، بل كانت منعطفًا تاريخيًا فاصلاً غيّر مسار الدعوة الإسلامية، ونقلها من مرحلة الاستضعاف والاضطهاد إلى مرحلة التمكين وبناء الدولة. وفي الهجرة تجلت معاني التوكل مع الأخذ بالأسباب، والتخطيط الدقيق مع الثقة المطلقة بنصر الله، فكانت نموذجًا خالدًا في القيادة والإدارة والإيمان.

أولًا: أسباب اختيار المدينة عاصمة للدولة الإسلامية

جاء اختيار يثرب[1] – المدينة المنورة لاحقًا – بوحيٍ إلهي، فقد رأى النبي ﷺ في منامه أنه يهاجر من مكة إلى أرض ذات نخل، فقال: «رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل… فإذا هي المدينة يثرب»)[2] وقال أيضًا: «أُريت دار هجرتكم ذات نخل بين لابتين». ) [3].

وإلى جانب هذا التوجيه الرباني، وُجدت أسباب واقعية مهمة، من أبرزها أن الأوس والخزرج كانوا أصحاب السيادة في يثرب، أهل نخوة وفروسية، اعتادوا القتال ولم يخضعوا لهيمنة أحد، مما جعل التحالف معهم مصدر قوة وحماية للدعوة. كما أن بني عدي بن النجار أخوال النبي ﷺ، وكانت الروابط القبلية والرحمية ذات وزن كبير في المجتمع العربي.

ثانيًا: طلائع المهاجرين وبداية الرحيل:

بعد بيعة العقبة الثانية، علمت قريش بخطورة الموقف، فاشتد أذاها للمسلمين. وبعد ثلاث عشرة سنة من الفتنة والاضطهاد، أذن الله لرسوله ﷺ أن يسمح للمؤمنين بالهجرة، فقال: إني رأيت دار هجرتكم، أريت سبخة ذات نخل بين لابتين، وهما الحرتان” [4]، ثم مكث أياماً، ثم خرج إلى أصحابه مسروراً فقال: ” قد أخبرت بدار هجرتكم، وهي يثرب، فمن أراد الخروج فليخرج إليها”

بدأ المسلمون يهاجرون تباعًا، فرارًا بدينهم، وكان أول من هاجر أبو سلمة رضي الله عنه، ثم تتابع الصحابة، حتى لم يبق في مكة إلا رسول الله ﷺ، وأبو بكر، وقلة ممن حالت ظروفهم دون الهجرة. وتأخر النبي ﷺ عن الخروج لأنه القائد والمدبر، يراقب الموقف عن كثب.

وهنا أدركت قريش أن الخطر بات وشيكًا، وأن الهجرة إن اكتملت فستفقد السيطرة تمامًا، فبدأت المؤامرات تُحاك في الخفاء للقضاء على النبيﷺ .

ثالثًا: فشل خطة المشركين لاغتيال النبي ﷺ

اجتمعت قريش في دار الندوة للتشاور، وتعددت الآراء بين الحبس، والنفي، والقتل، حتى استقر رأيهم على القتل الجماعي، بأن يشترك فيه شباب من جميع القبائل، ليتفرق دمه بينها، فلا تستطيع بنو هاشم الأخذ بالثأر.

لكن الله سبحانه وتعالى أحبط كيدهم، كما قال تعالى: : {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}[5]. فبينما هم يبرمون خطّتهم ويحيكون مؤامرتهم، أعلم الله نبيه بما تم في دار الندوة، وأمرة ألا يبيت هذه الليلة على فراشة، وأذن لنبيه بالهجرة إلى المدينة.

أُوحي إلى النبي ﷺ بخطتهم، وأُمر ألا يبيت في فراشه، وأُذن له بالهجرة، فبدأ التنفيذ.

رابعًا: التخطيط النبوي للهجرة والأخذ بالأسباب

وضع النبي ﷺ خطة دقيقة للخروج من مكة دون مواجهة مباشرة مع قريش. بدأ بالتوجه إلى بيت أبي بكر رضي الله عنه وكان ذلك وقت الهاجرة إذ يغلب على هذه الساعة هجوع الناس، فلا يسترعي إليه الانتباه، وقال النبي ﷺ لأبي بكر أخرج من عندك فقال أبو بكر إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله قال فإني قد أذن لي في الخروج فقال أبو بكر الصحبة بأبي أنت يا رسول الله قال رسول الله ﷺ نعم، فبكى أبي بكر رضي الله من شدّة الفرح.

وكان أبي بكر قد جهّز راحلتين استعداداً للهجرة، فلما أعلمه النبي ﷺ بقرب الرحيل قام من فوره واستأجر رجلاً مشركاً هو عبد الله بن أُريقط، دليلًا للطريق، رغم كونه مشركًا، لما عُرف به من أمانة وخبرة، ودفع إليه الراحلتين واتفقا على اللقاء في غار ثورٍ بعد ثلاث ليالٍ، وتسارعت الأحداث.

وانطلق النبي ﷺ متخفّياً إلى بيت أبي بكر رضي الله عنه، وكان الميعاد بينهما ليلاً، فخرجا من فتحةٍ خلفيةٍ في البيت، وفي الوقت ذاته أمر النبي  ﷺ علي بن أبي طالب رضي الله عنه بأن يتخلّف عن السفر ليؤدي عنه ودائع الناس وأماناتهم، وأن يلبس بردته ويبيت في فراشه تلك الليلة من أجل إيهام قريشٍ؛ وقد تنزل نصر الله، فعلاً مباشرا مرئياً، حيث إرادة الله التي لا راد لها…

وقد حفظه الله تعالى من بطش المشركين وصرف كيدهم، وألقى الله عليهم النوم حتى لم يره أحد، وخرج النبي ﷺ من دارة وهو يتلو: { يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ * لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ * إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا فَهِيَ إِلَى الْأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ * وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ }[6]،

وعبر هذا السد الذي أغشى الله به أبصار المشركين، انطلق الرسول ورفيقه إلى الهدف، ووقف رسول الله عند خروجه من مكة وقال: “والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلي الله، ولولا أني أخرجت منك ما خرجت“، ثم إنطلق رسول الله إلى بئر ميمون (في طريق منى) حيث واعد الصديق، ثم دخلا الغار،

ولم يكتشف المشركون الأمر إلا عندما أصبح الصباح وخرج عليهم عليٌ رضي الله عنه وهو لابسٌ بردة النبيﷺ، فجُنّ جنونهم، وانطلقت قريشٌ مسرعةً إلى بيت أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه، لأنّهم يعلمون أنه صاحبه ورفيق دربه، ولابد أن يصلوا من خلاله إلى معلومة تقودهم إلى وجهته، إلا أنهم فوجئوا برحيله هو الآخر، ولما سئلوا أسماء عن والدها، فلم تجبهم، غضب أبو جهل لعنه الله ولطمها لطمة أسقطت الحليّ من أذنها.

خامسًا: غار ثور وتقسيم الأدوار

بدأت محاولات المطاردة للنبيﷺ، فقاموا بمراقبة جميع منافذ مكّة مراقبة دقيقة، وأعلنت قريش في نوادي مكة وبين أفراد القبائل أن هناك جائزة ثمينة قدرها مائة ناقة لمن يأتي بمحمد حيّاً أو ميّتاً، وأرسلوا كلّ من له خبرة بتتبّع الآثار، وانطلقت جموعهم شمالاً في إتجاة المدينة علّهم يقفوا له على أثر، إتجه النبي إلى غار ثور بعد أن تدارس الموقف مع أبو بكر وأفراد عائلته، ولا سيما أولئك الذين لهم دور في الخطة، فاتبع مبدأ تقسيم الأدوار كما يلي:

  • علي بن أبي طالب: المبيت في فراش النبي ورد الأمانات.
  • عبد الله بن أبي بكر: مراقبة تحركات قريش وجمع الاخبار والاتيان بها لرسول الله وصاحبه في الغار، وكان إختيار عبد الله في غاية الحكمة فهو شاب حاذق سريع الفهم فلا يسمع من قريش أمراً يبيتونه إلا وعاه حتى يأتيهما في المساء بخبرة.
  • أسماء بنت أبي بكر: عملت في أمورٍ عدّة تناسب أنوثتها، فكان دورها أن تقوم بتزويد رسول الله ﷺ ومن معه بالماء والغذاء، وتتحمّل الكثير من المخاطر، دون أن يشعر بها أحد من المشركين. وفي أحد المرات حين جهّزت الماء والغذاء لرسول الله وأصحابه لم تجد ما تربط به الوعاءين، فقامت بشقّ حزامها إلى نصفين حتّى تضع الماء والغذاء، وذهبت إلى غار ثور بلا نطاق؛ فسمّيت من يومها بذات النطاقين .
  • عامر بن فهيرة: كان مولى لابي بكر فكان يرعى خلفهم بقطيع الاغنام ليشربا من لبنها، ويخفي آثار أسماء و عبدالله بن أبي بكر.
  • عبد الله بن أريقط: دليل الهجرة الامين، وخبير الصحراء البصير، ينتظر في يقظة إشارة البدء من رسول الله، ليأخذ الركب من الغار إلى يثرب.

فهذا تدبير للامور على نحو رائع دقيق، ووضع كل شخص في مكانه المناسب، وسد لجميع الثغرات، وقام كل واحد من هؤلاء بدورة المرسوم في الخطة بدقة عجيبة، ولقد أخذ رسول الله بالاسباب المتاحة أخذاً قوياً حسب إستطاعته وقدرته، ولا يبقى إلا أن يتنزل نصر الله على قادة إستكملوا من الاسباب التي منحهم الله إياها…

وبالرغم من أن رسول الله ﷺ قد أخذ بكل الاسباب فقد قادت جهود قريش في البحث والطلب قادتها إلى غار ثورٍ، وصعدوا إلى باب الغار، وبات الخطر وشيكاً، وبلغت أصواتهم
سمع أبي بكر فقال رضي الله عنه: (يا رسول الله، لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا)، فأجابه الرسول ﷺ  إجابة الواثق المطمئنّ بموعود الله: [يا أبا بكر، ما ظنّك باثنين الله ثالثهما؟]،

إن الرسول ورفيقه في حماية الله وكفى… وما أروع كلمات الله وهو يعلن هذه الحماية التي لا حماية بعدها: {إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[7]، وصدق ظنّه بربه، فإن قريشاً استبعدت وجود النبي ﷺ  في هذا المكان، و انصرفت تجرّ أذيال الخيبة .

وأقام النبي ﷺ في الغار ثلاث ليالٍ، حتى خف الطلب وجاء عبدالله بن أريقط في الموعد المنتظر، ومعه رواحل السفر، وفي ليلة الإثنين من شهر ربيع الأوّل انطلق الركب إلى المدينة متّخذاً طريق الساحل، وظلوا يسيرون طيلة يومهم، و أبو بكر t يمشي مرّة أمام النبي ﷺ، ومرّة خلفه، ومرّة عن يمينه، ومرّة عن يساره، خوفاً عليه من قريش، حتى توسّطت الشمس كبد السماء، فنزلوا عند صخرةٍ عظيمةٍ واستظلّوا بظلّها، وبسط أبو بكر رضي الله عنه المكان للنبي ﷺ وسوّاه بيده لينام.

سادسًا: الطريق إلى المدينة وقصة سراقة بن مالك

بعد خفوت الطلب، خرج الركب متخذًا طريق الساحل. وفي الطريق لحق بهم سراقة بن مالك طمعًا في مكافأة قريش، لكن الله أظهر له آية، فغاصت قدما فرسه في الأرض إلى الركبتين، وتصاعد الدخان من بينهما، وهنا أدرك سراقة أنه لا يطارد رجلين مرهقين، قد عصرهما الجوع، وأرهقهما السفر الطويل، لكنه يقف بإزاء جند الله التي لا ترى، فأنى له ما يريد؟ فطلب منهم الأمان وعاهدهم أن يخفي عنهم، وكتب له النبي ﷺ  كتاب أمان وقال لسراقة: “كيف بك إذا لبست سواري كسرى”[8]،

طريق هجرة الرسول للمدينة

وهنا نرى العبقرية الامنية للرسول والذي نجح في إستقطاب  سراقة دون أن يعطية مالاً، وقد كان بائمكانه أن يأخذ 100 ناقة بالاضافة لما سيحوزة من شرف ومكانة لدى قريش، ولكن سراقة أوفى بوعده، فكان لا يلقى أحداً يبحث عن النبي ﷺ إلا أمره بالرجوع، وكتم خبرهم حتى وصلوا إلى المدينة، ثم حكى خبر لقائه برسول الله ﷺ بعد فتح مكة وإسلامه.

وفي الطريق كان الصديق إذا سئل عن النبي ﷺ قال: هذا الرجل يهديني السبيل، فيحسب الحاسب أنه إنما يعني الطريق، وإنما يعني طريق الخير[9].

ومن بعض ما وقع في الطريق أثناء الهجرة، يحدّثنا البراء رضي الله عنه عن أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه، قال:

“سرنا ليلتنا ومن الغد حتى ارتفع النهار، واشتد الحر حتى بلغت الشمس وسط السماء، وخلا الطريق فلم يعد يمر فيه أحد. فظهرت لنا صخرة طويلة لها ظل لم تصل إليه الشمس، فنزلنا عندها. فقمت أهيئ للنبي ﷺ مكانًا بيدي ينام فيه، وبسطت له فروة، ثم قلت: يا رسول الله، نم وأنا أكفيك ما حولك.” فنام رسول الله ﷺ، وخرج أبو بكر ينفض ما حول الموضع. يقول:

“وبينما أنا كذلك إذا براعي غنم مقبل إلى الصخرة، يريد ما أردناه من الظل. فقلت له: لمن تكون هذه الغنم يا غلام؟ قال: لرجل من قريش – وذكر اسمه فعرفته. فقلت: أفي غنمك لبن؟ قال: نعم. قلت: أفتحلب؟ قال: نعم.”

فأخذ الغلام شاة من غنمه، فقال له أبو بكر:
“انفض ضرعها من التراب والشعر والقذى.”
فحلب في قدح قليل من اللبن. وكان مع أبي بكر إداوة يحملها للنبي ﷺ يشرب منها ويتوضأ.

يقول أبو بكر:
“فأتيت النبي ﷺ وكرهت أن أوقظه من نومه، فوافقته وقد استيقظ. فصببت شيئًا من الماء على اللبن حتى برد أسفله، ثم قلت: اشرب يا رسول الله.”

فشرب النبي ﷺ حتى قال أبو بكر:
“حتى رضيت.”

ثم قال رسول الله ﷺ:
“ألم يأنِ للرحيل؟”

قال أبو بكر: بلى يا رسول الله.
“فارتحلنا من المكان، وتمّت هذه المرحلة من الرحلة بما فيها من مشاق وأحداث.”

ويمكن تلخيص خط سير الهجرة النبوية الشريفة في النقاط التالية:

التاريخخط سير الهجرة النبوية الشريفة
الخميس 27 صفر 1هـ، 13 سبتمبر 622 ممغادرة مكة ثم المكوث 3 أيام في غار ثور بالقرب من مكة  حتى خف الطلب  
الاثنين 1 ربيع الاول 1هـ، 16 سبتمبر 622 ممغادرة  غار ثور في إتجاة يثرب
الاثنين 8 ربيع الاول 1هـ، 23 سبتمبر 622 مالوصول إلى قباء بالقرب من المدينة المنورة والمكوث فيها بضعة أيام.
الجمعة 12 ربيع الاول 1هـ، 27 سبتمبر 622 مالوصول إلى المدينة المنورة.

خاتمة

وصلنا لنهاية المقال عن الهجرة والطريق إلى المدينة، وبهذه الهجرة العظيمة انتهت مرحلة مكة، وبدأ عهد المدينة، عهد الدولة والتنظيم والتشريع. ولم تكن الهجرة مجرد حدث تاريخي، بل منهجًا متكاملًا في القيادة، والتخطيط، والتوكل، والصبر. ومن هذا الحدث الجليل انطلق التقويم الهجري، ليكون شاهدًا زمنيًا على أعظم تحول عرفته الدعوة الإسلامية، وبداية فصل جديد من فصول النور والعدل في تاريخ الإنسانية.

وبهذا تمت هجره رسول الله ﷺ بعد وصوله سالماً إلى المدينة، وبدأت معها رحلة من المصاعب والتحديات، والتي تغلب عليها رسول الله r للوصول إلى المستقبل الباهر للامة الاسلامية.

المراجـــــــــع:

[1] (هذا السهل الذي يقوم على جانبيه مرتفعان من البازلت الاسود يسميان بالحرتين أو اللابتين، ولم تكن مدينة عندما هاجر إليها رسول الله بل كانت واحات متفرقة في سهل فسيح منها: قباء ويثرب وحسيكة  وغيرها، وكانت قبائل الاوس والخزرج والمجموعات اليهودية الكبيرة تسكن واحات خاصة بها، لكل جماعة منهم (أطم) أي حصن وحوله أرض مزروعه وأرض للمرعى هي منازل القبيلة، والذي أنشأ هذة المدينة هو رسول الله، لانه عندما نزل في دار أبي أيوب الانصاري بدأ في تحويل هذا الجزء من سهل المدينة إلى مركز عمراني إجتماعي سياسي نشأت حولة المدينة).

[2] (صحيح مسلم – (7 / 57) – عن أَبى بردةَ جده عن أَبى موسى عن النَبى r أنه قد رأى رؤيا قصها على أصحابة قال: ” أريت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل ، فذهب وهلي إلى أنها اليمامة، أو هجر، فإذا هي المدينة يثرب، ورأيت في رؤياي هذه أني قد هززت سيفا فانقطع صدره، فإذا هو ما أُصيب من المؤمنين يوم أحد، ثم هززته أخرى فعاد أَحسن ما كان فإذا هو ما جاء اللَّهُ به من الفتح واجتماعِ المؤمنين، ورأيت أَيضا بقرا وَاللَّهِ تنحر فإذا هم النَفر من المؤمنين يوم أحد، وإذا الخير ما جاء اللَّهُ به من الخير، وثواب الصدق الذي أَتانا اللَّهُ بعد يوم بدر” .

[3] (العسقلاني: ابن حجر، فتح الباري: 7/231)

[4] (رواه البخاري عن عروة بن الزبير عن أم المؤمنين عائشة رقم الحديث: 3694)

[5] (الأنفال : 30)

[6] (سورة يس الاية 1-9)

[7] (سورة التوبة الاية 40)

[8] (لما أوتي عمر بن الخطاب بالغنائم بعد معركة القادسية، وكان فيها سواري كسري، ومنطقته وتاجه، دعا سراقة بن مالك فألبسه إياها، وقال له: ارفع يديك، فقال: الله أكبر، الحمد لله الذي سلبهما كسرى بن هرمز، الذي كان يقول: أنا رب الناس، والبسهما سراقة بن مالك بن جشعم أعرابي من بني مدلج” – الروض الانف (4/218)

[9] (أخرجه البخاري ح (3911).

للحصول على مزيد من المعلومات برجاء متابعى على المنصات التالية:

الفيسبوكhttps://www.facebook.com/profile.php?id=100088893776257

اليوتيوب: https://www.youtube.com/@ashrafrashad8031

التيك توك:https://www.tiktok.com/@ashraf.r1

الانستاجرام:https://www.instagram.com/ashraf.rashad.58/

م. أشرف رشاد

هنا يمكنكم الاطلاع على فنــــــــــــون العمارة المختلفة ولان العمارة هي ام الفنون فسنلقي الضوء على المبادئ الأساسية للهندسة المعمارية مثل: تاريـــــــــــــــــخ وطرز العمارة عبر العصور المختلفة، وأهم النظريات والمدارس المعمارية، وكذلك التصميم المعماري عبر تحليل الأفكار المعمارية للمشاريع المختلفة، وأعمال الديكورات الداخلية والتشطيبات، نسأل الله أن ينفع بهذا العمل ويكون خالصاً لوجهه الكريم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى