أشهر 10 عمارات مصرية: لا شك أن القاهرة تحتضن آلاف المباني والعقارات.. من بينها مبانٍ ربما تراها كل يوم وتمر عليها دون ان تلفت انتباهك.. وتبدو مهمة البحث عن أشهر وأجمل 10 عمارات مهمة صعبة وسط فوضي الإنشاءات التي نعاني منها ومئات الآلاف من العمارات التي أصبحت تفتقر لكل معالم الجمال، وقد ذكرنا في المقال السابق خمسة من أشهر العمارات المصرية والتي تم تنفيذها في بدايات القرن العشرين واليوم نستكمل الحديث عن باقي العمــــــــــــارات:
6. عمارة البنك المركزي: توجد على ناصية شارع قصر النيل مع شارع شريف، وتعتبر من أجمل المباني، يرتبط طرازها المعماري بقصة طريفة؛ إذ إن المبنى الذي بني في أوائل القرن تم تجديد واجهته على طراز «نيو كلاسيك» على يد أحد عملاء البنك، الذي كان مقاول وقد فشل في تسديد ديونه للبنك، فاقترح ترميم الواجهة، وتغييرها إلى طراز مختلف مقابل إسقاط ديونه.
وعلى صعيد أخر هناك عمارة يمتلكها البنك المركزي ولذلك يطلق عليها “عمارة البنك المركزي” وتقع في 12 شارع علوي بمنطقة البورصة، وتطل إحدى واجهاتها على شارع قصر النيل ويطلق عليها عمارة “تريستا” ويمتد تاريخها لأكثر من مائة عام، حيث تم بنائها في العام 1910 على يد المعماري أنطونيو لاشياك، وهي تمتد على مساحة 1,330 مترًا، وتضم خمسة طوابق إدارية. كما تحمل زخارف إسلامية تجعلها من العمارات المتميزة جدًا في موقعها المطل على شارع قصر النيل.
7. عمارة سوارس: تقع في 3 ميدان “مصطفى كامل باشا” بمنطقة وسط البلد في القاهرة وتطل بأحد جوانبها على شارع “محمد فريد بك” ، وتطل بجانبها الآخر على شارع قصر النيل، وكانت مقر نادي “ريزوتو” الاجتماعي الإيطالي، أنشأها عائلة المصرفي “روفائيل سوارس” وإخوته وكانت من العائلات الثرية اليهودية، والتي هاجرت من إيطاليا إلى مصر في القرن التاسع عشر واستقرت وأقامت في القاهرة.
قام المهندس المعماري الإيطالي العبقري المبدع “أنطونيو لاشياك بك” كبير مهندسي القصور الخديوية وعضو لجنة حفظ آثار الفنون العربية والذي يعد أحد أبرز وأنجح وأشهر المهندسين المعماريين في الفترة من أواخر القرن التاسع عشر حتى ثلاثينيات القرن العشرين بتصميم عمارة “سوارس” والإشراف على بنائها وتشييدها في عام 1897م.
يتسم تصميم عمارة “سوارس” بالطابع المعماري لعمارة إيطاليا بفينيسيا (مدينة البندقية) “العمارة القوطية” على طراز «الكلاسيك المستحدث»، وهو طراز يعتمد على إعادة إحياء عصر النهضة الإيطالي بشكل معاصر، وتبلغ مساحة عمارة “سوارس” 910 متر مربع، وتتكون من ( بدروم + دور أرضي “محلات تجارية” + دورين + غرف سطح) تم تصميم واجهة عمارة “سوارس” بشكل النصف قوس والذي يتناسق ويتناسب مع التصميم والشكل الدائري للميدان مثل باقي العمارات التي تطل على ميدان “مصطفى كامل باشا” وقد تم إجراء ترميم وصيانة وتجديد وتطوير للعمارة وطلاء واجهتها لإعادتها إلى رونقها الجذاب وإظهارها بشكلها المعماري الحضاري المميز الرائع ضمن مخطط المشروع القومي لإعادة إحياء وتطوير القاهرة الخديوية التراثية التاريخية.
8. عمارة صيدناوي: في قلب ميدان «الخازندار» بحى الموسكي وعلى ميدان طلعت حرب، شارع قصر النيل، شيد الأخوان السوريان سليم وسمعان صيدناوي (وهم من طائفة الروم الكاثوليك)، المبنى الذي يحمل اسمهما عام 1913م، والعمارة من تصميم المعماري الايطالي جوزيبي ماتسا وتم تصميم المبنى على طراز الأرت ديكو المعماري، على مساحة تبلغ 8,530 متراً ليكون صرحا تجاريا ضخما بارتفاع 4 طوابق، وكان متخصصا في بيع الأقمشة، والمنسوجات المصرية الصنع، والتي كانت تصنع في الورش المملوكة لهما، وكانت المساحة المسطحة للطابق الواحد تبلغ حوالى 1700 متر، وتميزت بشرفاتها الكثيرة 14 شرفة في الطابق الواحد، الأمر الذي يتيح رؤية الميدان من النوافذ جميعها.
وبعد قيام ثورة 23 يوليو عام 1952م تم تأميم محال صيدناوى في الستينات واللي يبلغ عددها 72 فرع، وأكثر من 65 مخزن، وتغير الاسم إلى شركة الملابس والمنتجات الاستهلاكية بعد دمج محلات شملا والطرابيشى سنة 1967. ونظرا لقلة خبرة القائمين على الفروع، وعدم تحديث المحال والمنتجات، تدهورت الشركة، ولم يتم تجديد فرع الخازندار وهو الفرع الرئيسى الى عام 1989م.
يذكر أن الملك فاروق الأول افتتح في 5مايو 1941 مستشفى صيدناوي والتي أسسها سمعان صيدناوي بمدخل شارع الجمهورية خلف مسجد الفتح بميدان رمسيس حالياً، ومنح أكبر أبنائه يوسف سمعان صيدناوي في نفس اليوم رتبة الباشاوية وابنه الآخر إلياس سمعان صيدناوي رتبة البكوية.
9. عمارة عمر أفندي: تعود الجذور التاريخية لـ«عمر افندي» إلى عام تأسيسها في 1856 على يد عائلة أودلف أوروزدي في عهد الخديوي سعيد باشا، إذ بدأت أول فروعها في شارع عبد العزيز بالقاهرة لتلبية احتياجات العملاء من المصريين والأجانب، وصممه المعماري راؤول براندن على الطراز الفرنسي الباروك وفيكتوريا ” الروكوكو” عام “1905 – 1906” اللذين يعتمدان علي استخدام الحديد لعمل زخارف خاصة بشرفاتها، وهو مكون من 6 طوابق، ثم أممها الرئيس الراحل جمال عبدا لناصر عام 1957.
في مطلع الثمانيات ومع تراكم الديون تم خصصه عمر أفندي وبيعيه لرجل الإعمال السعودي جميل القنبيط في عام 2005 بقيمة 560 مليون جنيه، وهو أقل من قيمتها كثيرا بحسب اللجنة التي تم تشكيلها لدراسة الأمر، ثم مرت السنوات سريعًا، ليسجل العام 2011 عودة شركة عمر أفندي للدولة المصرية، بعد نجاح دعوى قضائية بأن الشركة ملكية مصرية 100%.
10. عمارة ديفيس براين: العمارة من تصميم المعماري روبيرت وليامز، وهي للأخوان الإنجليز جون جوزيف، و إدوارد ديفيس. حيث أسسوا عام 1886م في القاهرة في شارع عماد الدين، احد أكبر متاجر الشرق التي حازت على ثقة المصريين والعرب بشكل جارف، ثم أصبحت لها فروع كبرى في القاهرة والإسكندرية وبورسعيد والخرطوم. وقد أنشأوا العمارة عام 1910م، ثم باعوها في أوائل الخمسينات لعائلة الشوربجي، والمبنى ما زال موجود حتى الآن
هكذا فإن عمارات القاهره التاريخيه تدل علي ذوق ورقي تصميماتها، وكانت هذه بعض الاختيارات والتي لا تعني بالضرورة أن هذه العمارات هي أفضل العمارات علي الاطلاق، إلا أن معظم المعماريين قد إجتمعوا علي تميزها وتفردها.
