العمارة الإسلامية نشأتها وتطورها-ج1
العمارة الإسلامية نشأتها وتطورها: نهدف إلى دراسة العمارة الإسلامية في الأقاليم المختلفة، أنماط المباني في العمارة الإسلامية وفي مدينة القاهرة القديمة – تطور العمارة الإسلامية (من خلال دراسة المباني الدينية والعامة والسكنية).
مقدمــــــــة تاريخيــــــــــــــة: الجزء الاول (الخلافة الراشدة – الخلافة الاموية في الشام والاندلس – الخلافة العباسية)
أولاً: عصر النبوة والخلفاء الراشدين: دام حكم الخلافة الراشدة 39 عاماً من عام (1هـ – 41هـ /622 م – 661 م)
* ولد رسول الله محمد صلي الله علية وسلم حوالي عام 570م في مكة المكرمة، وفي عام 622م هاجر من مكة إلي المدينة، وكان قباء وهو المسجد الأول الذي بناه رسول الله في ضاحية المدينة المنورة ليضم شتات المسلمين ويكون مظهرا من مظاهر الرابطة الإسلامية، ويعتبر هو الصفحة الأولى في كتاب الحضارة الإسلامية العمرانية.
واعتبر تاريخ الهجرة فيما بعد بداية للتقويم الإسلامي ومات النبي صلي الله علية وسلم قبل أن يتم توحيد بلاد العرب فاختار المسلمين من بعدة أبا بكر خليفة للمسلمين في الفترة من: (632م-634م)، ثم جاء من بعدة الخليفة عمر بن الخطاب (634م-644م) ثم الخليفة عثمان بن عفان (644م-656م) ثم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه (656م-661م) وهؤلاء المعروفون بالخلفاء الراشدين.
وقد غزت جيوش الخلفاء الراشدين سوريا والعراق ومصر وشمال أفريقيا وفتحتها ولم يكن فتح إيران من الأمور السهلة علي العرب إذ كان الإيرانيون يدينون بالزردشتية وهي عقيدة تقوم على عبادة النار، وعلي أي حال فقد انهزم الساسانيون في موقعة نهاوند عام 642م في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، ودخلت الجيوش العربية مدينة هرات سنة 661م وتقع غرب أفغانستان، واستمرت في تقدمها حتى أشرفت علي بلاد الهند.
ثانياً: عصر الخلافة الاموية في الشام: دام حكم الخلافة الاموية في الشام 91 عاماً من عام (41هـ – 133هـ /661 م – 750 م) – وبلغ إجمالي عدد الخلفاء (14 خليفة) – 8 خلفاء في القرن الهجري الاول، و6 خلفاء في القرن الهجري الثاني.
ففي عام 661م اغتيل الخليفة علي بن أبي طالب على يد ابن ملجم، ثم تنازل الحسن بن على عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان وهو من سلالة بني أمية من قبيلة قريش وبه تبدأ الدولة الاموية، وقد انتقل مركز الخلافة من الكوفة إلي دمشق ببلاد الشام، وفي فترة شباب وصعود الخلافة الاموية اتسعت رقعة الدولة الإسلامية وامتدت فتوحاتها من أسبانيا وشاطئ المحيط الأطلسي غرباً إلي حدود الصين شرقاً.
ثم أصيبت الدولة الأموية بالضعف إثر وفاة عاشر خلفائها هشام بن عبد الملك سنة 743م، ثم تعاقب من بعده أربعة خلفاء هم: الوليد بن يزيد الذي قتلته الأسرة الأموية لانشغاله عن الدولة وأمور السياسة، ويزيد بن الوليد وإبراهيم القاسم ومروان بن محمد، وتميزت فتراتهم بانقسام داخلي حاد، واستشراء الحروب الداخلية، فضلًا عن الوضع الاقتصادي المتردي، مما أسهم في تقوية الجماعات والأحزاب الدينية والحركات السياسية المعارضة لحكمهم، والتي كانت منتشرة بشكل أساسي في العراق وخراسان، البعيدة عن حاضرة الخلافة في دمشق، وزال حكم الأمويين في الشام سنة 749م عقب الثورة التي قامت في إقليم خراسان بشرق إيران وانتهت بانتصار أسرة بني العباس عم النبي.
ثالثاً: عصر الدولة الاموية في الاندلس: دام حكم الخلافة الاموية في الاندلس 280 سنة من عام (138هـ – 418هـ /168 م – 1031 م) وبلغ إجمالي عدد الحكام 8 أمراء + 9 خلفاء.
تمكن احد أفراد أسرة بني أمية وهو عبد الرحمن بن معاوية الملقب بعبد الرحمن الداخل من الفرار من بغداد إلي أسبانيا واستطاع أن يؤسس فيها خلافة إسلامية عام 138 هـ/756 م، ولم تلبث هي الأخرى أن زالت في 1031م وحكمت البلاد من بعدها أسرات من البربر من شمال افريقية إلي أن سقطت غرناطه سنة 1492م في يد فرديناند وإيزابيلا فانتهي بذلك حكم المسلمين في أسبانيا.
- كان الأتراك العثمانيون من بين القبائل التركية العديدة التي استوطنت أسيا الصغرى في النصف الأخير من القرن الثالث عشر الميلادي وفي سنة 1299م اتخذ عثمان مؤسس الأسرة لقب الأمارة وحارب هو وخلفائه الدولة البيزنطية وانتصر عليها وفي سنة 1453م فتح محمد الثاني القسطنطينية وفي سنة 1516م استولي سليم الأول علي مصر وسوريا وانتزعها من المماليك واتخذ لنفسه لقب خليفة المسلمين .
- قامت في بداية القرن السادس عشر في شمال غرب إيران الدولة الصفوية التي حكمت من سنة 1502-1736م
العمارة الإسلامية نشأتها وتطورها:
وقد تعامل المسلمون بذكاء حضاري مع الثقافات الجديدة إذ أبقت عليها وأضافت إليها ولم تحاول طمس تلك الثقافات بل سمت بها ووجهتها الوجهة الصحيحة من خلال أرضية قوية تتجه إلى هدف واحد.
تأثرت العمارة الإسلامية بالحضارات التي احتكت بها والبلاد التي فتحتها فتأثرت بالأساليب البيزنطية والهيلينية والساسانية والإيرانية بالإضافة إلى الرصيد الحضاري للحضارة العربية في الجزيرة العربية، ورغم هذه التأثيرات تلحظ الوحدة في الفن الإسلامي على الرغم من تعدد المراكز وبعد المواقع يرجع ذلك لوحدة المنبع والأساس الفكري للحضارة الإسلامية.