Web Analytics
الحضارة الفرعونيةتاريخ العمارة

العمارة المصرية القديمة – ج2

العمارة المصرية القديمة: نتابع في هذا المقال ما كنا قد بدأناة في المقال السابق، حيث صنفنا العمارة المصرية لاربع عناصر واليوم نتحدث عن:

ثانياً المعـــــــــابد المنحـــــــــوتة في الجبال:

1. معبد حتشبسوت: (1508-1458 ق.م.): شيدت الملكة حتشبسوت واحد من أروع المعابد وأكثرها روعة وفخامة على الضفة الغربية للنيل المقابلة لطيبــــة (عاصمة مصر القديمة “مدينة الأقصر اليوم”). والمعبد فريد في تصميمه وليس له مثيل بين معابد العالم القديم كلها.
 
تصميم معبد حتشبسوت: جاء تصميم المعبد مغاير تماما لتصميم المعابد المصرية القديمة التي كانت تتكون من صرح كبير “بوابة ضخمة” يتلوها بهو أعمدة، ثم صرح أصغر ثم بهو أعمدة، ثم صرح ثالث ثم بهو أعمدة ينتهي بمحراب قدس الاقداس للإله.
حسث استبدل الصرح بـالـــــرواق واستبدل بهو الأعمدة بشرفات على ثلاثة مستويات فوق أعمدة، تعلو بعضها البعض و يوصل منحدر بين الرواق الأول والرواق الثاني، وعلى واجهة الرواق الثاني يوجد 26 تمثال لحتشبسوت في هيئة أوزوريس، واتصلت المستويات بالهضبة الغربية التي نحت فيها حرم المعبد، ما أوجد نوعاً من الوحدة الجمالية بين الموقع الطبيعي والتصميم المعماري، أما الاعمدة فهي كتلة مستطيلة أو مشطوفة وتيجانها على هيئة زهرة اللوتس أو البردي، كما يمتزج النحت مع العمارة في تماثيل أبو الهول التي تحرس طريق الموكب بين معبد الوادي على النيل والمعبد الجنائزي لحتشبسوت ويبلغ طول طريق الموكب نحو 1 كيلومتر، ويعد محراب حتشبسوت والمحراب الريئيس لآمون أكبر محاريب المعبد.
 
سنمـــــــوت: المهندس الذي بنى المعبد ما يزال لغزاً مثيراً في حياة حتشبسوت، والذي منحته 80 لقباً، وكان يتولى تربية وتعليم ابنتها الأميرة الصغير (نفرو رع)، وقد بلغ من حبه لمليكته أن حفر نفقا بين مقبرتها ومقبرته، ليكون قريباً منها في الحياة الأخرى، كما كان قريباً منها في الدنيا. أما هي فقد كانت تقدر نبوغه وقوة شخصيته، لدرجة جعلها تسمح له ببناء مقبرته في حرم معبدها ليجاورها في مماته كما كان يفعل في الدنيا.
سميت المنطقة بعد ذلك بالدير البحري. وفي الدير البحري توجد عدة معابد مصرية قديمة ومقابر للفراعنة، من ضمنها معبد حتشبسوت، وبجانبه معبد منتوحوتب الثاني وبالقرب منهما معبد تحتمس الثالث وهو معبد صغير لم تتبق منه إلا آثار بسيطة.
معبد حتشبسوت
معبد حتشبسوت

2. معبد ابي سنبل: أنشأه رمسيس الثاني في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، كنصب دائم له وللملكة نفرتاري، للاحتفال بذكرى انتصاره في معركة قادش.

يُعد معبد أبو سمبل بمحافظة أسوان، واحدا من أشهر المعابد الأثرية في مصر، حيث ترجع أهمية معبد أبو سمبل الكبير إلى ارتباطه بظاهرة تعامد الشمس على وجه تمثال الفرعون رمسيس الثاني مرتين في السنة، توافق الأولى 22 أكتوبر والثانية 22 فبراير من كل عام.

بدأ بناء المعبد في حوالي 1244 ق.م. واستمر لمدة 21 عاما تقريباً، حتى 1223 ق.م. وهو منحوت في كتلة جبلية في أسفل الجنوب، وفي واجهته أربع تماثيل ضخمة تمثل رمسيس الثاني جالساً بجانبه بعض زوجاته وأبنائه وبناته، ترتفع واجهته 33م وتمتد أفقياً 38م، ويبلغ ارتفاع كل من التماثيل 20م. تتوسط واجهته باب صغير يؤدي إلى بهو الأعمدة الذي تزينه أعمدة تلتصق بها تماثيل الملك على هيئة أوزيريس. وزينت الجدران والسقف برسوم الصقر المجنح أو النجوم المتلألئة ومعركة قادس بألوان زاهية، ومن بهو الأعمدة إلى بهو ثانٍ نقشت على أعمدته رسوم رمسيس الثاني وثم إلى الحجرة المقدسة (قدس الأقداس) التي هي على امتداد 63م من مدخل المعبد.

تعامد الشمس: تتكرر ظاهرة تعامد الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني، بالدقة نفسها مرتيـــــــن في السنة: الاولى يــــوم 22 فبراير وهو يوافق يوم ميلاده، والثانية يــــــــــوم 22 أكتوبر ويوافق يوم تتويجه ملكا، حيث تخترق أشعة الشمس الممر الأمامي لمدخل المعبد بطول 200 متر، حتى تصل إلى “قــــــــدس الأقـــــــــــداس” لتضيء ثلاثة من تماثيل المعبودات الأربعة (آمون رع، ورع حورآختي، ورمسيس الثاني) لمدة عشرين دقيقة تقريبا، بينما يظل التمثال الرابع الذي يمثل إله الظلام “بتـــــــاح” غارقا في الظلام.

ويبقى سر التعامد على وجه رمسيس الثاني، أحد أسرار الحضارة المصرية القديمة التي احتفظ بها المصريون القدماء، مثل سر التحنيــــــط وحفظ الموتى الذي أبهر العالم، واسرار الرسومات بألوان زاهية ونقوش بارزة لا تبلى عبر الزمن على جدران وأعمدة المعابد والمقابر الفرعونية، وتبقى كل تلك الأسرار، شاهدة على تفوّق المصري القديم وبراعته.

معبد-ابي-سنبل

جـ . انواع الأعمدة المعمارية في مصر القديمة:

الأعمدة المربعـــــة: أول انواع الأعمدة الحجرية، ظهر مع الأسرة الرابعة، ولم يكن عليها اى زخارف، كان يصنع من الجرانيت الصلب، إستخدم فى المعابد مثل معبد خفرع ومعبد سيتى الأول.

الأعمدة المستديرة: ظهر فى عصر الدولة القديمة وإستمر إستخدامة حتى عصر الدولة الحديثة، وكانت تلك الأعمدة شديدة الضخامة، وليس للعمود اى تاج او رأس، إستخدم فى معبد ساحورع.

الأعمدة الحتحورية: سُميت بذلك نسباً لوجود الإله حتحور عليها عند رأس العمود، إستخدم فى معبد حتحور.

الأعمدة النخيليــــة: سُميت بذلك لأن تركيب ساق ورأس العمود يعطى شكل النخيل.، ويوجد للعمود قاعدة دائرية الشكل، إستخدم فى معبد الرميسيوم، معبد فيلآى، معبد أهرام ابو صير.

تطور الاعمدة في مصر القديمة

أعمدة اللوتــــــس: من الأعمدة ذات الطراز النباتى، رأس العمود تشبة زهرة اللوتس المفتوحة، يوجد أسفل رأس العمود خمس شرائح دائرية ملونة تشير الى طريقة ترابط سيقان زهرة اللوتس، كما في معبد ادفو ” معبد حورس”.

أعمدة البــــــردي: رأس العمود عبارة عن تجمع خمس شرائح دائرية من نبات البردي المترابط من الأسفل بواسطة شرائح.، وللعمود قاعدة دائرية، إستخدم فى معبد الأقصر، مقابر تل العمارنة.

الأعمدة المركبة: بدأ ظهور العمود المركب فى العصر البطلمى، كان عبارة عن خليط من عدة أعمدة (العمود اللوتس والعمود البردي والعمود المستدير)، رأس العمود كانت عبارة عن تاج من زهرة اللوتس يعلوه تاج زنبقى ثم يعلوة تاج من البردي؛ إستخدم ذلك العمود فى معبد فيلآى.

د- تخطيط المدن في العمارة المصرية القديمة:

أنواع المدن المصرية القديمة:

المدن ذات التخطيط الهندسي المتكامل: استخدم هذا النوع كمدينة للسكن والإدارة في الدولة الوسطى، وغالباً ما تتصل بيوتها من الجوانب مكونة سلسلة من البيوت المتصلة مع بعضها، واستخدمت لسكن العمال والمهنيين. مثل: مدينة العمال ومدينة الهرم.

أما موظفي الحكومة فخصصت لهم القصور في الأجزاء الكبرى من المدينة، ويقع قصر الملك في المجمع المصن محاط بسور للحماية ويقع في الجهة الشمالية للمدينة.

المدن ذات التخطيط الهندسي العضوي مثل: مدينة ممفيس، مدينة طيبة، مدينة تل العمارنة.

  • مدينة ممفيس: أولى كبريات المدن المصرية ويعود تأسيسها للملك مينا موحد القطرين، وتم الشروع في بنائها تحت إشراف رئيس المعماريين إمحوتب والذي شيد مجمع الملك زوسر.
  • مدينة طيبــــــــة: شكل المدينة يأخذ شكل شبه منحرف، وتحتوي على شبكة من الشوارع المتعامدة تقسم المدينة إلى مجموعة من الاحياء السكنية هندسية الشكل.
  • مركز المدينة وأحيائها: تحتل المباني الدينية والقصور مواقع مركزية في المدينة خصوصاً في المدن الملكية. أما الاحياء السكنية فتأخذ مكانها حول مركز المدينة.

 التركيبة الاجتماعية: تتشكل بنية المدينة الاجتماعية على أساس العزل الاجتماعي الطبقي، حيث تفصل أحياء الفقراء عن أحياء الاغنياء والكهنة والملوك: قصر الملك – فلل الطبقة العليا – أحياء الصناع – بيوت العمال وعامة الشعب. ونلاحظ ذلك التباين عن طريق مقاييس الشوارع ومساحة الأراضي المخصصة لمباني كل من هذه الفئات الاجتماعية المختلفة.

مكانة المياه في تخطيط المدن: نظراً لقدسية المياه عند المصريين القدماء فنجدالمياه الوافرة في المدن المصرية بأشكال مختلفة: مثل القنوات – برك – بحيرات صغيرة مندمجة مع مساحات خضراء.

  • مدينة تل العمارنة: قام بتشييدها الملك أخناتون في مدينة الفيوم لتنافس مدينة طيبة، وتأخذ هذه المدينة شكلاً شريطياً ومنحنياً على طول ضفة نهرالنيل.

مركز المدينة بمبانيه الاعتيادية “المعبد، والقصر، والادارة” يقع على أطراف الشارع الرئيسي بلا تشكيل محوري) عنقودية(، ويفصل الشارع قصر الحكم عن فيلا الملك، لكن التواصل بينهما يتم من خلال جسر مغطى في وسطه فتحتة يظهر الملك من خلالها على عامة الناس اثناء الاحتفالات.

م. أشرف رشاد

هنا يمكنكم الاطلاع على فنــــــــــــون العمارة المختلفة ولان العمارة هي ام الفنون فسنلقي الضوء على المبادئ الأساسية للهندسة المعمارية مثل: تاريـــــــــــــــــخ وطرز العمارة عبر العصور المختلفة، وأهم النظريات والمدارس المعمارية، وكذلك التصميم المعماري عبر تحليل الأفكار المعمارية للمشاريع المختلفة، وأعمال الديكورات الداخلية والتشطيبات، نسأل الله أن ينفع بهذا العمل ويكون خالصاً لوجهه الكريم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى