Web Analytics
الحضارة الاغريقيةتاريخ العلومتاريخ العمارةتطور الحركة العلمية عبر العصور

تطور الحركة العلمية والفكرية عند الإغريق

تطور الحركة العلمية والفكرية عند الإغريق: تعد الحضارة اليونانية أو الإغريقية واحدة من أعظم الحضارات القديمة، والتي استمرت من عام 1200 ق.م، وانتهت كسلطة حضاريّة ذات نفوذ مع وفاة الإسكندر الأكبر عام 323 ق.م، ولقد استعان الإغريق باكتشافات المصريين القدماء والبابليين السابقة ضمن بنائهم العلمي ثم تشعبوا ضمن عدة مجالات كالفلسفة، والفلك والعلوم الرياضيّة، والطب، والهندسة والعمارة، والنحت، للتوصل لحقائق علمية جديدة إضافة إلى اهتمامهم بدراسة الأخلاق والآداب، وكان لهم اهتمام بالبحث العلمي واعتمدوا على التأمل والنظر العقلي للامور، وبذلك فإن فلسفة الإغريق عبرت عن روح العصر القديم وطبيعة المجتمع الذي عاش فيه، وبقيت الحضارة الاغريقية كثقافة وفلسفة إنسانية موروثة ملكًا للجميع، وتمثّلت تلك الحضارة في كثير من الفنون، وكان للحضارة الإغريقية تأثير كبير على باقي الحضارات التي تلتها، وفي هذه المقالة سنتناول بعض أهم تلك الإنجازات والإسهامات التي تركتها لنا الحضارة الإغريقية.

تطور الحركة العلمية والفكرية عند الإغريق في الكتابة:

أسهمت الحضارة الإغريقية في تطوير أول أبجدية حقيقية إعتمدت على الأبجدية الفينيقية، وتضمنت مجموعة من الحروف الصامتة والمتحركة مع شرح لأصواتها، واتسمت الابجدية الخاصة بالحضارة الإغريقية بسهولتها، وقد ساعدهم ذلك في التواصل فيما بينهم بشكل كبير، وكذلك مكنهم من الاحتفاظ بأفكارهم وتدوينها بشكل كتابي، وتم الاعتماد.

ثم قام اليونانيون بإدخال الأبجدية الإغريقية إلى أوروبا، واضافتها إلى الأبجدية اللاتينية ثم عملوا على نشرها في نطاق واسع، وحتى وقتنا الحالي لا تزال الأبجدية اللاتينية الممزوجة بالأبجدية اليونانية مستخدمة في الكتابة باللغة الإنجليزية والعديد من اللغات الحديثة الأخرى.

تطور الحركة العلمية والفكرية عند الإغريق في نظام الحكم والديمقراطية:

قدّم القائد الأثيني كليسثنيس نظامًا من الإصلاحات السياسية في سنة 507 ق.م، أطلق عليه اسم «ديموكراتيا» ومعناه «حكم الشعب»، ديموس الإغريقية تعني شعب، وكراتوس تعني سلطة. وكانت هذه أول ديمقراطية معروفة في العالم. وقد تألّف النظام الديمقراطي من ثلاث مؤسسات منفصلة هي:

م.أسم المؤسسة مهام المؤسسة
1الإكليسيا:مؤسسة سياسية ذات سيادة تشرع القوانين وتسيطر على السياسة الخارجية.
2البويل:مجلس ممثلين (برلمان) عن القبائل الأثينية العشر، تكون من 500 رجل، بحيث يكون هناك 50 رجل من كل قبيلة، يخدم كل منهم في المجلس عامًا واحدًا، وعلى عكس الإكليسيا اجتمع مجلس الخمسمئة يوميًا، وكان على عاتقه القيام بمعظم الواجبات الحكومية عمليًا.
3الديكاستريا:محكمة شعبية يطرح فيها المواطنون قضاياهم أمام مجموعة من القضاة المُختارين بالقرعة. أسمى فضائل الديمقراطية هي المساواة أمام القانون وقد ساهمت أعظم مساهمةٍ في تعزيز الديمقراطية

تطور الحركة العلمية والفكرية عند الإغريق في الفلسفة:

كان اليونانيين من أكثر الناس المهتمين بالبحث عن المعرفة والسعي ورائها. ولذلك ستجد أن أشهر الفلاسفة في العالم من اليونان، وقد أطلقوا على البحث عن المعرفة بالفلسفة أو حب الحكمة، وقد ضمت الحضارة اليونانية أو الإغريقية الكثير من الفلاسفة المشهورين من أمثال:

الفيلسوف سقراط: عاش من 470ق.م. ألى 399ق.م. يلقب بأنه أكثر الرجال حكمة في العالم القديم، وقد ابتدع طريقة للتحقيق والتعليم عن طريق كتابة سلسلة من الأسئلة تهدف إلى الحصول على تعبير واضح ومتماسك عن شيء يفترض أنه مفهوم ضمنًا من كل البشر، ولا يزال هذا المنهج مستخدمًا في مجال واسع من النقاشات التي تطرح مجموعة من الأسئلة ليس بهدف الحصول على إجابات فردية فحسب، وإنما كوسيلة لتشجيع الفهم العميق للموضوع المطروح، وفي نهاية حياته اتُّهِمَ بإفساد الشباب، وحُكِم عليه بالموت بتجرع سم الشوكران القاتل.

الفيلسوف أفلاطون: عاش من 427ق.م. ألى 347ق.م. وكان تلميذاً لسقراط، سافر أفلاطون إلى إيطاليا وصقلية ومصر والقيروان، ثم عاد إلى أثينا في سن الأربعين، وأسس إحدى أقدم المدارس المنظمة المعروفة في الحضارة الغربية عرفت باسم أكاديماس خارج حدود أثينا، عرف أفلاطون الفلسفة بأنها: السعي الدائم لتحصيل المعرفة الكلية الشاملة التي تستخدم العقل وسيلة لها وتجعل الوصول إلى الحقيقة أسمى غاياتها.

استخدم افلاطون المنطق بكل دقة في ميدان المعرفة وذلك في أسلوبه الجدلي المنهجي الذي استخدمه للبرهنة على وجود عالم المثل وكذلك استعار الاستدلال الرياضي من الفيثاغوريين وطبق منهجهم الفرضي وتمسك بضرورة دراسة الفيلسوف للرياضيات، وكتب على باب الأكاديمية لايدخل هنا إلا من كان رياضياً وهذا أكبر دليل على أهمية الرياضيات في مذهبه.

وإلى جانب النزعة المنطقية الرياضية التي تميز بها أفلاطون متأثراً بفثاغورس، ظهر لديه اتجاهاً إلى التصوف وإلى ممارسة الحياة الروحية متأثر بسقراط، فسلك طريق التأمل والعزلة والتقشف وسيطرة النفس على البدن، إلا أن نشأته في بيئة أرستقراطية غرست في نفسه ميلاً إلى ممارسة السياسة والمساهمة في شؤون الحكم، فظهر لديه اتجاه واضح إلى إيجاد نوع من التوازن والانسجام بين النفس والجسد مما ييسر له سبل الاتصال بالحياة العامة ويحول بينه وبين الإغراق في حياة التأمل الخالص.

الفيلسوف أرسطو أو أرسطاطاليس: عاش من 384ق.م. ألى 322ق.م. هو تلميذ أفلاطون ومعلم الإسكندر الأكبر، الملقب بالمعلم الأول، ترك أرسطو مقدونيا إلى أثينا في السابعة عشرة من عمره لينال تعليمه والتحق فيها بأكاديمية أفلاطون، وقد استمر في الأكاديمية نحو عشرين سنة، وبعد وفاة أفلاطون سنة 347 ق.م غادر أثينا إلى إحدى المدن اليونانية، وبعد إقامة قصيرة هناك، تلقى دعوة من الملك فيليبوس المقدوني ليكون معلم ابنه الذي أصبح فيما بعد الإسكندر المقدوني.

وقد لازم أرسطو الإسكندر صديقًا، ومعلمًا، ومستشارًا حتى قام سنة 334 ق.م بحملته الحربية الآسيوية، ومما يروى أن الإسكندر كان يرسل من البلدان التي يمر فيها نماذج من نباتاتها وحيواناتها إلى استاذه مساهمة منه في زيادة اطلاعه، وتسهيل أبحاثه ودراساته، ومن هنا استطاع أرسطو أن يؤسس مايعتبر أول حديقة حيوان في العالم.

يعتبر ارسطو ثاني فلاسفة الغرب قدرًا بعد أفلاطون، وقد وضع قواعد المنهج القياسي والاستدلالي في التفكير العلمي، والاستقراء ودمج التجريب والملاحظة ضمن قواعده، وكان الطابع التأملي طاغيا على تفكيره، وهو مؤسس علم المنطق، وصاحب الفضل الأول في دراستنا اليوم للعلوم الطبيعية، والفيزياء الحديثة، والبيولوجيا (علم الأحياء)، وأفكاره حول الميتافيزيقيا لا زالت هي محور النقاشات الفلسفية في مختلف العصور، وهو مؤسس علم الأخلاق الذي لا زال من المواضيع التي لم يكف البشر عن مناقشتها مهما تقدمت العصور.

اشهر فلاسفة الاغريق
سقراط - افلاطون - أرسطو

إنجازات الحضارة الإغريقية في علم الفلك:

 إهتم الإغريق منذ القرن السادس ق.م. بالفلك واستفادوا من علوم البابليين وعلوم المصريين في الفلك والرياضيات كثيراً، حيث طور علماء الفلك البابليون عدة تقنيات حسابية للتنبؤ بالظواهر الفلكية، وسجلوا بعناية ملاحظات قيمة حول مواقف النجوم ومواقيت الخسوف والكسوف، إلا أن الاغريق اعتبروا علم الفلك علماً نظرياً بعيد عن التجربة يعتمد على النظم الهندسية وحساب المثلثات السطحية والكروية، ومن أشهر الفلاسفة الأغريق الذين اهتموا بعلم الفلك:

الفيلسوف اليوناني طاليس: عاش بين (640-562 ق.م): ويعتبر أحد الحكماء السبعة المشهورين في العصور القديمة، وقد نبغ طاليس في علوم متعددة منها الفلك وحركة النجوم وتنبأ بـ كسوف الشمس عام 585 ق.م. وبنى طاليس الأبراج، وهي عبارة عن كرة يمكن من خلالها رؤية الكواكب والنجوم الموجودة حول الأرض، ولاحقًا عمل أرخميدس على تطويرها.

فيثاغورس: عاش بين (560 – 497 ق.م): حاول تفسير حركات الكواكب بعلاقات عددية بسيطة، وقد آمن فيثاغورس وأتباع مدرسته بكروية الأرض وباقي الأجسام السماوية السبعة، وقد صور فيثاغورس الكون على أنه عدة كرات متمركزة مع بعضها ويحمل كل منها جسما ً من الأجسام السماوية، وبحركة هذه الكرات تتحرك الأجسام هذه بالنسبة لبعضها، وتدور هذه الكرات حول مركزها المشترك الذي هو الأرض.

أرسطو طاليس: (384-322 ق.م): أشهر العلماء والفلاسفة الأغريق وله آراء كثيرة في الفلك وقد تقبل أرسطو نظرية مركزية الأرض وقال بكرويتها، واورد أدلة كثيرة على ذلك.

كلوديوس بطليموس: عاش بين (100 – 170م): صاحب كتاب المجسطي والذي ضمنه أكثر الأعمال الفلكية اليونانية الأولى، وقد أنجز بطليموس منظومة كونية تحتل الأرض مركزها، وتدور حولها سبع كرات هي: القمر والشمس والكواكب الخمسة المعروفة آنذاك ” عطارد- الزهرة- المريخ- المشتري- زحل ” وكانت كرة الثابتات تحمل النجوم التي تبدو ثابتة المواقع بالنسبة لبعضها وتتحرك معاً وكأنهاجسم واحد، أما ما وراء هذه الكرة فهو غير قابل للرصد من قبل البشر.!

وقد تبنت الكنيسة آنذاك هذه الأفكار التي رأت فيها صورة تتفق مع الكتاب المقدس، حيث رصدت مكاناً وراء كرة الثابتات لتتسع للفردوس وجهنم، ومع تصلب المجتمع والكنيسة في مواجهة كل من يخالف هذه الأفكار التي غدت معتقدات، توقف علم الفلك عن التقدم، ولم يجرؤ أحد خلال ثلاثة عشر قرناً من طرح مقولات جديدة، وبقي العالم لقرابة 14 قرن قانع بنظام ودوائر بطليموس، إلى أن جاء نيكولاس كوبيرنيكوس (1473-1543) والذي لاحظ ببصيرة ومهارة رياضية ورصدية تعقيد نظام بطليموس، حيث جعل الشمس مركز النظام الكوني.. وكان بالحق تغييراً بسيطاً وعظيماً مع أن كوبيرنيكوس وقع بذات خطأ بطليموس حينما تشبث بفكرة المدارات الدائرية، فاحتاج مرة أخرى إلى دوائر التدوير، ولكنه أزال الكثير من التعقيد وقام بإنجازات مهمة جداً كحساب أبعاد الكواكب عن الشمس، ومن بعده جاء كبلر وغاليليو ومن ثم نيوتن ليبدأ العصر الحديث لا في الفلك فحسب، بل في جميع فروع العلم.

تطور الحركة العلمية والفكرية عند الإغريق في علم الرياضيات:   

عُرف الإغريق بميلهم الشديد إلى المنطق وإلى المناقشات المنطقيّة. وكانوا فضوليين حول معرفة سبب وجود الأشياء وسبب حدوثها، ما مهَّد الطريق لتطوِّر الرياضيات والعلوم، كما ساهمت الحضارةالإغريقية بصورة كبيرة في اكتشاف نظريات مهمّة تعتبر من أهم أسس العلوم الرياضيّة، مثل استنتاجاتطاليس في القرن السابع ق.م. حيث بين أن قطر الدائرة يقسمها لنصفين متساويين في المساحة والمثلث المتساوي الضلعين به زاويتين متساويتين. وتوصل بعده فيثاغورث إلى أن في المثلث مربع ضلعي الزاوية القائمة يساوي مربع الوتر، وقد عاش فيثاغورس -الذي كان رياضيًا- في القرن السادس ق.م.. ووضع نظريته عن علاقة الأرقام بالعلوم الطبيعيّة، حيث يعتقد أتباعه أنّ للأرقام معانٍ محدّدة، خاصّة الرقمان 4 و7، حيث لاحظوا أنّ:

حاصل ضرب (4×7) مساوٍ لـِ28، وهو عدد أيام الشهر القمريّ، وعدد أيام دورة الطمث.

حاصل ضرب (40×7) مساوٍ لـِ280، وهو عدد أيام شهور الحمل الكامل.

كما ظنّوا أنّ الطفل المولود في الشهر السابع بدلًا من الثامن، يتمتّع بحياةٍ أفضل، كذلك نبعت فترة الحجر الصحيّ الذي يستغرق 40 يومًا، من فكرة أنّ الرقم 40 هو رقمٌ مقدّس.

 وفي الإسكندرية ظهر إقليدس بالقرن الثالث ق.م. ووضع أسس الهندسة التي عرفت بالإقليدية كما شكّل كتاب “العناصر” لاقليدس مرجعا اساسيا لكثير من العلماء في علم الهندسة، حتى عهد قريب. ثم ظهر أرخميدس (287 ق.م. – 212 ق.م.) باليونان حيث عين الكثافة النوعية، ثم ظهر بطليموس (100 – 170م) صاحب كتاب المجسطي وهو الكتاب الأعظم في الحساب،

فن العمارة عند الاغريق: برع الاغريق في فن العمارة وتعد العمارة الإغريقية أول الحضارات التي تهتم بالدقة المتناهية في التصميم من ناحية النسب الجمالية ومراعاة الأشكال الفنية الجميلة، والتفاصيل المعقدة، والتناغم، والانسجام، والتوازن، وبنى الإغريق معظم معابدهم ومبانيهم الحكومية بثلاثة طرز تعكس أنماط الأعمدة التي استخدموها.

تطور الحركة العلمية والفكرية عند الإغريق في علم الطب:

للحضارة اليونانية إسهامات مميزة في مجال الطب، ويرجع ذلك لإهتمامهم الشديد ببيولوجيا الكائنات الحية، ولقد تبنّى الإغريق مبدأ “العقل السليم في الجسم السليم”، وتضمَّنت رؤيتهم للطب كلًّا من الصحّة الجسديّة والذهنيّ، ومن أشهر الأطباء لديهم:

ألكمايــــون: عاش في الفترة من 580 ق.م. ألى 500 ق.م.  ركز على أن الصحة الجيدة تعتمد على توازن المتناقصات مثل الحار والبارد، وكتب العديد من الكتب الطبيّة، وكان أوّل شخصٍ يتساءل عن الأسباب الداخليّة القادرة على تسبيب المرض، واقترح أنّ المرض يمكن أن يحدث نتيجةً للمشاكل البيئيّة والتغذية ونمط الحياة، وكان الكمايون أول من شرح الحيوانات لدراسة تركيبها في وقت كانت المعرفة الطبية فيه تستند بشكلٍ عامٍ على المعرفة النظرية وإمعان الفكر، ولاحظ في تشريحه للعين اتصال العصب البصري بالمخ وتيقن أن المخ، وليس القلب، هو مصدر الإحساس، واكتشف القنوات السمعية التي تربط بين الأذن الوسطـى والبلعــــوم – رغم أنها سُميت لاحقا بقناة استاكيوس نسبة إلى عالم التشريح الإيطالي بارتيلوميو استاكيوس الذي أعاد اكتشافها عام 1552 م.

أبقــــــراط: عاش من 460 ق.م. ألى 370 ق.م. ولقبة العرب “أبوالطب”، أشهر الشخصيات الطبيّة وأكثرها أهميّةً عند الإغريق، قدّم مساهماتٍ كبيرةً للطب وأسّس أول مدرسة طبية عملية عُرِفت لاحقًا باسم مدرسة أبقراط الطبية، أحدث من خلالها ثورةً في عالم الطب، وجعل من الطب مهنةً قائمة بذاتها تختلف عن السيمياء والفلسفة، وتعتمد على المنهجية التجريبية. بينما كان الطب قبل ذلك يعتمد على الفلسفة وممارسة الطقوس والتعاويذ وإزالة الأرواح الشريرة، وقد كتب أبقراط وزملاءه مجموعةٍ من الوثائق الطبيّة، يبلغ عددها 60 وثيقة(Hippocratic Corpus)  والتي تناول فيها السلوك والمسؤوليات والواجبات المناسبة التي يجب على الأطباء اتباعها، وكذلك أهم الاهتمامات الأخلاقية التي قد يواجهها الأطباء.

بعض العلاجات التي ذُكرت في كتب أبقراط:

أمراض الصدر: حساء الشعير بالإضافة إلى الخلّ والعسل لاستخراج البلغم.

ألمٌ في الجنب: غمس إسفنجةٍ ناعمةٍ كبيرة في الماء ووضعها على مكان الألم. إذا وصل الألم إلى الترقوة، يجب على الطبيب سحب الدم بالقرب من المرفق، حتّى يتدفق الدم.

الالتهاب الرئويّ: الاستحمام يقلّل الألم ويساعد على خروج البلغم، يجب أن يظلّ المريض بداخل الحمام/المغطس.

ثم مع الوقت، أصبح الأطباء الإغريق خبراءً في الأعشاب والوصفات العلاجيّة النباتيّة، إذ اعتقدوا أنّ الطبيعة هي أفضل معالجٍ، وليست الخرافة.

نظرية السوائل الأربعة: اعتمدت هذه النظرية على أراء الفيلسوف إيمبيدوكليس الذي اعتقد أن كل شيء على الأرض يتكون من أربعة عناصر ألا وهي: الأرض، والماء والهواء والنار.

أوحت هذه الفكرة للأطباء الإغريق إلى وضع نظريّةٍ مفادها أنّ هناك أربعة أنواعٍ من السوائل في الجسم، وهي: الدم، والبلغم، والعصارة الصفراويّة، والسائل الأسود ، ومع الوقت تطوَّرت الفكرة، حيث أصبح التوازن بين هذه السوائل الأربعة ضروريًّا لضمان الصحّة الجيّدة، فقد يمرض الشخص عند امتلاكه الكثير جدًا أو القليل جدًا من أحد السوائل، ثم ربط الإغريق كلّ سائلٍ بموسمٍ، وعضوٍ، وحالةٍ مزاجيّة، وعنصر، كما هو موضَّح في الجدول الآتي:

السائلالعضوالحالة المزاجيةالموسمالعنصر
السائل الأسودالطحالالكآبةباردالتربة الجافة
العصارة الصفراويةالرئةالبرودبارد رطبالماء
البلغمالرأسالبهجةحار رطبالهواء
الدمالمرارةالغضبحار جافالنار

في حين أنّ الإغريق دفعوا عجلة الطب إلى الأمام، شكَّلَت هذه النظريّة عقبةً أمام التطوِّر الطبيّ، فقد ظلَّت هذه النظريّة شائعةً في أوروبا حتّى القرن السابع عشر، مما كلّف توصّل العلماء إلى خطأ النظريّة 2000 عامًا.

ويقول جورج سارتون: وكان تراث الإغريق هو المنبع الأساسي الذي أخذ منه علماء الحضارة الإسلامية العربية في أول مراحل نهضتها العلمية، لكن هؤلاء العلماء – كما يذهب سارتون – كانوا أكثر خبرة وتأثيراً في التعامل بمنهجية وإيجابية ورؤية نقدية، مع ما وصل إليهم من إنجازات الحضارات القديمة، وفي استجلاء حقائق الكون والحياة على ضوء القيم الإيمانية، فاستطاعوا أن يشيدوا حضارة راقية متوازنة في جوانبها المادية والروحية، حققت انتشاراً ودواماً متلازمين لم تحققهما أي حضارة أخرى عبر العصور، وأسست أوروبا على إنجازاتها نهضتها الحديثة ومدينتها المعاصرة.

المراجع:

1. جورج سارتون “Georges Sarton” 1884 – 1956 مستشرق بلجيكي أمريكي، يعتبر مؤسس تخصص تاريخ العلوم كمجال دراسة مستقل. ويُعَدُّ في مصافِّ كبار العلماء، حتى كان رئيسًا للاتحاد الدولي لتاريخ العلوم، ورئيس شرفيًّا لجمعية تاريخ العلوم الأميركية، وكان عضوًا في عشرة مجامع علمية دولية، إضافة إلى منحه ست شهادات دكتوراه فخرية، من أبرز أعماله كتاب (المدخل إلى تاريخ العلم)

م. أشرف رشاد

هنا يمكنكم الاطلاع على فنــــــــــــون العمارة المختلفة ولان العمارة هي ام الفنون فسنلقي الضوء على المبادئ الأساسية للهندسة المعمارية مثل: تاريـــــــــــــــــخ وطرز العمارة عبر العصور المختلفة، وأهم النظريات والمدارس المعمارية، وكذلك التصميم المعماري عبر تحليل الأفكار المعمارية للمشاريع المختلفة، وأعمال الديكورات الداخلية والتشطيبات، نسأل الله أن ينفع بهذا العمل ويكون خالصاً لوجهه الكريم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى