تطور الحركة العلمية والفكرية عند قدماء المصريين

تطور الحركة العلمية والفكرية عند قدماء المصريين:

أولاً: تاريخ البحث العلمي في العصور القديمة

أولاً: تطور الحركة العلمية والفكرية عند الفراعنة

إنجازات الحضارة الفرعونية المصرية

  1. الكتابـــــــة: الرأي السائد بين علماء اللغات القديمة في العالم أن المصريين هم أو السومريين أول من اختراع نظامًا للكتابة. والمتفق عليه حتى الآن أن الفينيقيين قد نقلوا عن المصريين نظام كتابتهم ومن ثم نقلوها إلى أوروبا بعد تحوير وتبديل في شكل الحروف الأبجدية، وكان يوجد في مصر نظام الأرقام بكل علاماته حتى العلامة التي تدل على ألف، ومن المحتمل أنه كانت توجد وحدات للموازين أيضًا.
  2. وكان الإغريق يسمون الكتابة المصرية (هيروغليفي) أي «الإشارات المقدسة»، وتتكون أبجديتها من أربعة وعشرين حرفاً ساكنًا، وهي التي انتهت فيما بعد إلى أرض كنعان وصارت الحروف الأبجدية التي أخذت منها الحروف الأبجدية الأوروبية.
  3. نظام الكتابة في مصر بدأ بالصور ثم تطور، فمثلًا شكل الأفعى يرمز لحرف الفاء، ورمز الاسد يعبر عن حرف اللام، ويد تسلم تمز لحرف الدال، وشكل البومة ترمز لحرف الميم، وهكذا.
  4. وكان المصريون القدماء يكتبون كما يكتب العالم الحالي الذي أخذ طريقة الكتابة عنهم، فكان عندهم المداد الأسود الثابت اللون، وكانوا يطحنون المادة التي يأخذون منها المداد على ألواح من الخشب، وكان عندهم أقلام يتخذونها من القصب ويبرون أطرافها على حسب رغبة الكاتب، وقد سجلوا الكثير من علومهم ومعارفهم على ورق ناعم مختار من لباب سيقان البردي، كل هذه الأدوات ساعدتهم على الكتابة مما لم يتهيأ لغيرهم من الأمم الأخرى.
  5. وإستخدمت الكتابة في الأعمال الحكومية وتسجيل المعلومات عن مقدار الحبوب التي تم جمعها ومعرفة حجم الضرائب، وكذلك في مراسلات الملوك.
  6. كما استخدمت الكتابة على جدران المقابر لاعتقادهم أنها تساعدهم في الوصول إلى الحياة الثانية بعد الموت وتحميهم من أي خطر.

2. علم الفلك: إهتم المصريون بدراسه علم الفلك، وساعدهم على ذلك مناخ مصر الجاف حيث تخلو السماء من الغيوم إلا نادرا ومن ثم تكون دراستها ميسرة، وكانت مواضع المجموعات ومسارات الكواكب معروفة وذلك لان عمليات الرصد بدأت في وقت مبكر.

3. قياس الزمن: فى عهد الملك زوسر زادت اهميه مدينه ” اون ” او عين شمس التى اهتدى علماؤها الى ابتداع التقويم المدنى السنوى الذى يجمع بين خصائص التقويمين النجمى والشمسى وتم العمل به حوالى عام 2,773 ق.م، وكانت السنة عند المصريين القدماء تتكون من 12 شهراً كل شهر 30 يوماً والشهر 3 أسابيع كل أسبوع 10 أيام وفي نهاية السنة، ثم أضافوا 5 أيام زائفة ليجعلوها تتفق مع الحقائق الفلكية، ليصبح عدد أيامها 365 يوماً.

4. الرياضيات: يُعتقد بأن المصريين هم أول من قدم نظاما حسابيا متكاملا عشريا (أساسه الرقم 10) تقريبًا منذ عام 2700 قبل الميلاد. حيث استخدم المصريون خطًا رأسيًا للتعبير عن الرقم 1 وعظمة الكعب للتعبير عن الرقم 10 والحبل الملفوف للرقم 100 وزهرة اللوتس للرقم 1000 وبعض الرموز الفرعونية الأخرى للتعبير عن القيم الأكبر حتى الرقم مليون.

5. الطب عند الفراعنة: الطبيب المصري القديم هو أول من درس ووضع علوم الطب والتشريح في العالم القديم، حيث كُشف عن مقبرة الطبيب كار من الدولة القديمة بسقارة، وكانت معه أدوات الجراحة الخاصة به وبدراستها ثبت أن الفراعنة درسوا وبعناية علوم الطب والتي نقلها عنهم اليونانيون، وعلى هذا يكون الطبيب المصري القديم هو “أبو الطب” وليس اليوناني “أبو قراط”، الذي يقسم الخريجون حتى الآن بقسمه الطبي قبل ممارستهم مهنة الطب، فقبل أبو قراط بأكثر من 22 قرنا، عرف المصريون القدماء الطب في عهد “ايمحوتب الكاهن”، ويعتبر التحنيط أحد المجالات التي ساعدت الطبيب المصري القديم على فهم الجسد الآدمي والحيواني، هذا الفهم أدى دون شك إلى تقدم علوم الطب عند الفراعنة سواء الطب البشري أو البيطري.

كما تدل النقوش المصرية من عهد الدولة القديمة على أنه كان في مصر أطباء من كل نوع في درجات مختلفة، وان التخصص كان أمرًا مهما، فكان هناك 3 طوائف من الأطباء يعالجون الأمراض، وهم “سنـــــــــــو” وهم الأطباء الباطنيون، و”سخمـــــــــــت” وهم الأطباء الجراحون، “ســـــــــــــــــــــاو” وهم الأطباء الروحانيون وكان يوجد أخصائيون للعيـــــــــون والفــــــــم والأسنــــــــــان، وآلام المعدة ومشاكل الشرج،، وقد كشف حديثًا عن مقابر أطباء في منطقة الجيزة بحفائر الأستاذ ينكر وحفائر الجامعة المصرية، وكان للفرعون فريق طبي، من بينهم طبيب القصر الملكي ورئيس أطباء البلاط «إري»، وكان يحمل لقب (الذي يفهم السوائل الداخلية وحارس الدبر) مما يدل دلالة واضحة على أنه كان مختصًّا بالطب الباطني وعالمًا بالأمراض الخاصة بأعضاء الهضم. وهذا الاختصاص في عهد الدولة القديمة يعززه وجود أطباء أسنان للقصر الملكي.

وتحتوي بردية إيبرس على 87 وصفة طبية لعلاج أمراض الجلد، والقلب، والعيون، والمعدة، والمثانة، والشرايين، والنساء، كما تحتوي بردية أدوين على معلومات عن العمليات الجراحية، وإصابات الجروح، كما تعرض 48 حالة تبدأ بالتعريف الإصابة، ثمّ وصف الأعراض، ثم إعطاء الرأي الطبي، وطريقة العلاج.

6. الصيدلة والكيمياء: يقول المؤرخ جابين: إن المصريين كانوا منجما اغترف منه الأقدمون العقاقير وأوصافها المذكورة وأعمال ديسقوريدس (40-90م)، وبللينيوس (23-79م) وغيرهما، كان من الواضح أنها مأخوذة من المصريين القدماء[3].


7. تطور الهندسة والعمارة عند الفراعنة: تتميز العمارة المصرية القديمة بالنسب الجمالية وضخامة المباني بالإضافة لتميزها بقوة البناء الانشائي مما جعلها تصمد لالاف السنين، تابع مقال العمارة المصرية القديمة الجزء الاول والثاني لتتعرف على التفاصيل.

وبكدة نكون وصلنا لنهاية حلقتنا النهاردة
إلى اللقاء في الحلقة القادمة والي سنتحدث فيها عن العمارة المصرية القديمة -ج1 فانتظرونا.
والسلام عليكم ورحمة الله.


[1] (سورة البقرة: 31)

[2] (جورج سارتون “Georges Sarton” ((1884 – 1956 المستشرق بلجيكي أمريكي، يعتبر مؤسس تخصص تاريخ العلوم كمجال دراسة مستقل. ويُعَدُّ في مصافِّ كبار العلماء، حتى كان رئيسًا للاتحاد الدولي لتاريخ العلوم، ورئيس شرفيًّا لجمعية تاريخ العلوم الأميركية، وكان عضوًا في عشرة مجامع علمية دولية، إضافة إلى منحه ست شهادات دكتوراه فخرية، من أبرز أعماله كتاب (المدخل إلى تاريخ العلم)

[3] (منتصر، عبد الحكيم (1980). تاريخ العلم ودور العلماء العرب في تقدمه، ص25.)

Exit mobile version