Web Analytics
تاريخ العمارةنشأة الكون

خلق الارضين السبع وتثبيت الارض بالجبال

خلق الارضين السبع وتثبيت الارض بالجبال: تحدثنا في المقال السابق عن توسع الكون وخلق المجرات الكونية، واليوم نستعرض بإذن الله مراحل خلق الارضين السبع وتثبيت الارض بابجبال، فقد ذكر الله تبارك وتعالى الأرض في كتابه الكريم قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ}[1]، فحدد عدد طبقات الأرض بالسبع طبقات بعضها فوق بعض، وهذا ما أثبته علماء حديثاً بأنَّ بنية الأرض عبارة عن طبقات بعضها فوق بعض وهذا ما سنحاول إلقاء الضوء عليه:

تعريف الْأَرْضِ في اللغة: الجمع: أَرَضون، أَحد كواكب المجموعة الشمسية وترتيبه الثالث في فلكه حول الشمس، وهو الكوكب الذي نسكنه، ويبعد عن الشمس قرابة مئة وخمسين مليوناً من الكيلومترات، والأرض كوكب شبه كروي له غلاف صخري.

أراء المفسرين: خلق الله عز وجل ستة ارضين اخرى غير أرضنا، ولكل أرض سماؤها التي تعلوها، ومما يؤيد هذا التفسير قول الرسول (اللهمّ ربّ السموات السبع وما أظلّلن، وربّ الأرضين السبع وما اقللن،..) [2]، والحديث الاخر قال فيه: (من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين) [3]، مما يفيد بأن لكل أرض سماء تعلوها، وأن هذه الارضين والسماوات يتنزل الامر الالهي بينهن المشار إلية في الآية الكريمة، والذي لابد أن يكون موجها لكائنات عاقلة، موجودة على هذه الارضين الست الاخرى، والتي قد يتمكن العلماء في المستقبل من الكشف عنها.

التفسير والاعجاز العلمي: لم يستطع الانسان في عصر العلم والتقنية الذي نعيشه، و بأجهزة الحفر العملاقة التي بناها ان يصل الي اكثر من عمق 12كم، أي أقل من (1 على 500 من نصف قطر الأرض) واذا قورن ذلك بنصف قطر الأرض المقدر بأكثر من‏6,370‏ كيلو مترا لاتضحت ضاله الجزء المحفور في قشره الأرض، وعلى ذلك لم يستطع الانسان أن يتعرف على التركيب الداخلي للأرض بطريقة مباشرة، نظراً لأبعادها الكبيرة ومحدودية قدرات الانسان أمام تلك الابعاد، ولكن بدراسة الموجات الزلزالية، وبعض الخصائص عناصر الأرض تمكن العلماء من الوصول الى عدد من الاستنتاجات غير المباشرة عن التركيب الداخلي للأرض، وتم الكشف حديثا ان الارض تتكون من طبقات وقاموا بتصنيفها على حسب خواص كل طبقة وفى النهاية وجدوا ان عدد الطبقات هو سبع طبقات،

يؤكد العلماء على أنه لا يمكن اعتبار الأرض طبقة واحدة بل سبع طبقات، بسبب وجود سبع مستويات للحرارة والكثافة، وتم تقسيم الأرض إلى سبع طبقات هي: الطبقة الخارجية وهي القشرة الأرضية تطفو على طبقة ثانية من الصخور الحارة المضغوطة وهذه أيضاً تعوم على طبقة ثالثة أكثر حرارة ولزوجة وأكثر ضغطاً وهكذا، ولذلك فإن هذه الطبقات الخارجية بحاجة لشيء يثبتها ولذلك خلق الله تعالى الجبال لتثبت هذه الألواح الأرضية.

وقسم العلماء طبقات الأرض إلى سبع طبقات، وهي:

  1. قشرة الأرض الاولى: يتراوح سمكها بين (8-5كم) تحت قيعان المحيطات، وإلى (20-80كم) تحت القارات، بمتوسط سمك 35 كم.
  2. طبقة الصخور التي تحت القشرة: يصل سمكه إلى (65كم) تحت قيعان المحيطات، وإلى (120كم) تحت القارات.
  3. طبقة أثينوسفير: من عمق‏400‏ كم الي عمق‏120‏ كم‏،
  4. طبقة الوشاح المتوسط العلوي: من‏670‏ كم الي‏400‏ كم‏، ويضم هذان النطاقان فيما يعرف عاده باسم نطاق الضعف الأرضي‏.‏
  5. طبقة الوشاح السفلي: من عمق‏1885‏ كم الي عمق‏670‏ كم‏،
  6. طبقة لب الأرض السائل: يتكون من الحديد وبعض النيكل المنصهرين مع قليل من العناصر الخفيفة‏)، ويبلغ سمكه نحو الفي كيلو متر‏.‏
  7. طبقة النواة الداخلية الصلبة: نواه صلبه عباره عن كره مصمطه من الحديد وبعض النيكل‏، ويبلغ قطر هذه النواه‏2,400‏ كيلو متر تقريبا‏، وتعرف باسم لب الأرض الصلب.

طبيعة الجبال كالأوتاد في علم الجيولوجيا

يقول تعالى: { أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً }[4]، وكذلك قولة تعالى: {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}[5].

تعريف الجبل في اللغة: هو كل ما ارتفع عن سطح الأرض واستطال وتجاوز التل ارتفاعاً، قال ابن منظور في لسان العرب: وتد: وتَدَ الوتِدُ وتْداً، وتِدَةً، ووتَّد، كلاهما: ثبَّت، والجمع أوتاد.

أراء المفسرين: قال الإمام الرازي: أي أوتاداً للأرض كي لا تميد[6] بأهلها، فيكمل كون الأرض مهاداً بسبب ذلك، وقال القرطبي: “أوتاداً: أي لتسكُنَ ولا تتكفأ ولا تميل بأهلها، وقال القرطبي أيضاً في تفسير قوله تعالى: “وألقينا فيها رواسي” أي: جبالاً ثابتة لئلا تتحرك (الأرض) بأهلها”.

التفسير والاعجاز العلمي: من الآية السالفة الذكر يتضح لنا معنيان؛ الأول: أن الجبال تشبه الأوتاد شكلاً؛ إذ إن قسماً من مادة الجبال يغرق في طبقة القشرة الأرضية. والثاني: أن الجبال تشبه الأوتاد دوراً؛ أي أنها تعمل على تثبيت القشرة الأرضية وتمنعها من أن تميد وتضطرب!!.

هو دلالة اللفظ “أوتاداً” على وظيفة الجبال، فهي تحفظ الأرض من الاضطراب والميلان وتؤمن لها الاستقرار، وهذا ما كشف عنه الجيولوجيون في النصف الثاني من القرن العشرين.

إرساء الأرض بالجبال، من الآيات الكونية الناطقة بكمال القدرة الإلهية المبدعة في خلق الأرض، والمؤكدة أن الذي يملك تلك القدرة الخلاقة المبدعة قادر على افناء خلقه وعلى إعادة بعثهم من جديد، وقد تأكد في علم الجيولوجيا أن الجبال تخترق بامتداداتها الطبقة اللزجة التي تقع في أسفل الطبقة الصخرية التي تكون القارات، وأن كتلاً من الجبال منغرسة في الأرض أضعاف ما هو ظاهر من الجبل، وتقوم هذه الكتل المنغرسة بحفظ توازن الأرض، ولولاها لاضطربت الأرض واختل توازنها، فأصبحت الجبال بالنسبة للقارات كالوتد للخيمة، وتعود بدايات بحث العلماء لهذا الاكر للعام 1889م عندما طرح الجيولوجي الأمريكي داتون نظرية سماها نظرية التوازن الهيدروستاتي للأرض، وفي العام 1969 طرح عالم الجيولوجيا الفيزيائية الأمريكي مورجان (َفهْح) نظرية بنائية الألواح (الصفائح) والتي تقول إن القشرة الأرضية ليست جسماً مصمتاً متصلاً بل إنها عبارة عن ألواح (أو صفائح) تفصل بينها حدود، وأنها تتحرك إما متقاربة أو متباعدة، وأن الجبال عبارة عن أوتاد تحافظ على اتزان هذه الألواح (الصفائح) أثناء حركتها وأن الجبل يشبه الوتد شكلاً إذ أن قسماً منه يغرق في طبقة القشرة الأرضية.

أثبت العلماء أن الألواح الأرضية تتحرك وتحرك معها الجبال باستمرار، إذن القشرة الأرضية مع الطبقة التي تليها والتي تسمى lithosphere تتفاعل وتتحرك بمرور الزمن وهذه الحركة تتسبب في حدوث الزلازل البراكين.


المراجع:

  • الإشارات الكونية في القرآن الكريم ومغــــزى دلالتهــا العلميـة – د. زغلول النجار
  • موقع د. زغلول النجار: https://www.znaggar.com/p/about-us.html
  • الله يتجلى في عصر العلم – تأليف نخبة من العلماء الامريكيين.
  • موقع أسرار الاعجاز العلمي للأستاذ/ عبد الدائم الكحيل.

[1] ) سورة الطلاق: 12)

[2] ) رواه الحاكم  وقال هذا حديث صحيح الاسناد، ووافقة الذهبي، 2/100)

[3] ) متفق عليه، وجاء في صحيح البخاري: خسف به إلى سبع أرضين، وصحيح مسلم برقم 3025)

[4] ) النبأ: 7)

[5] ) النحل: 15)

[6] ) ماد الشي يميد ميداً، إذا تحرك ومال، وفي الحديث: “لمّا خلق الله الأرض جعلت تميدُ فأرساها بالجبال)

م. أشرف رشاد

هنا يمكنكم الاطلاع على فنــــــــــــون العمارة المختلفة ولان العمارة هي ام الفنون فسنلقي الضوء على المبادئ الأساسية للهندسة المعمارية مثل: تاريـــــــــــــــــخ وطرز العمارة عبر العصور المختلفة، وأهم النظريات والمدارس المعمارية، وكذلك التصميم المعماري عبر تحليل الأفكار المعمارية للمشاريع المختلفة، وأعمال الديكورات الداخلية والتشطيبات، نسأل الله أن ينفع بهذا العمل ويكون خالصاً لوجهه الكريم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى