زها حديد معمارية أبهرت العالم
زها حديد معمارية أبهرت العالم: معمارية عراقية بريطانية، وُلدت في بغداد عام 1950م، وهي ابنة السياسي الليبرالي والاقتصادي المعروف وزير المالية العراقي الأسبق محمد حديد، الذي اشتهر بتسيير اقتصاد العراق إبان بداية الحقبة الجمهورية (1958 ـ 1963)، انهت المرحلة الثانوية ببغداد، ثم حصل على بكالوريوس العمارة في الجامعة الأمريكية في بيروت 1971م، ثم التحقت بالدراسة في بريطانيا وتخرجت عام 1977م من الجمعية المعمارية بلندن.
رسالتها في تدريس العمارة: في البداية تدربت في مدرسة التجمع المعماري في لندن، ثم عملت في مؤسسة أوما (OMA) للعمارة “مكتب عمارة الميتروبوليتان”، وذلك خلال فترة عملها كمعيدة في كلية العمارة 1987م، تتلمذت على يد المعماري ريم كولهاس، ثم انفصلت عنه لتشقّ طريقها الخاص، وانتظمت كأستاذة زائرة في عدة جامعات في دول أوروبا وأمريكا مثل: جامعة هارفرد وشيكاغو وهامبورغ وأوهايو وكولومبيا ونيويورك.
اضطهاد عروبتها: ومما يثير الدهشة أن المعمارية العراقية (زها حديد) لم تكمل أي مشروع في لندن، عاصمة البلد الذي حصلت على جنسيته، لتعرضها لكثير من العراقيل، أهمها وقوف النزاع السياسي الداخلي حائلا دون استكمال تصميمها لمشروع دار أوبرا “كارديف باي” في “ويلز” عام 1995م، والذي فازت به في مسابقة معمارية على 270 من أبرز المهندسين في العالم، وقد أثار تراجع سلطات بريطانيا عن تنفيذ تصميمها لتلك الدار، ضجة في الأوساط المعمارية الغربية، التي اعتبرت ذلك موقفا متحيزاً ضدها، لأنها امرأة وعربية مسلمة وعراقية الجنسية، تقول زها حديد: أكثر الأوقات كآبة في تاريخ مكتبي كان حين جرت الأمور كما جرت بالنسبة لأوبرا خليج كارديف، لكننا قررنا عدم الرضوخ للحزن والنظر نحو المستقبل.
أشهر 10 اعمال لزها حديد المعمارية التي أبهرت العالم: تعد زها حديد من رواد المدرسة التفكيكية، ونفذت 950 مشروعًا في 44 دولة، وتميزت أعمالها بالخيال، وغلب على تصميماتها الخطوط الحرة التي لا تحددها خطوط أفقية أو رأسية، كما تميزت أيضًا بالمتانة، حيث كانت تستخدم الحديد في تصاميمها، ومن أشهر أعمالها في العالم:
- مركز حيدر عليف: وهو احد اهم المعالم من تصميم زها حديد في اسيا والتي صممته واشرفت عليه في 2012 ، ويقع في مدينة باكو باذربيجان، كما اختزلت كل خبرتها في تصميم مركز حيدر علييف ، وهو مصمم للاحتفاء بالثقافة الأذربيجانية كما يحتوي على عدة معاهد ومكاتب كما اصبح مركزاً سياحيا مهماً في أذربيجان يأتي اليه السياح. وقالت زها حديد عن المركز: هو آخر ما أنجزته، مما يجعله يختزل خبرة 30 سنة من الأبحاث كانت ثمرتها بناية مدنية ثقافية وملهمة في الوقت ذاته، بناية تتفاعل مع المدينة وتمنح الناس مكانا يتواصلون فيه بحرية، كما تسمح للمدينة بأن تنساب بطريقة سلسة وسهلة، حيث تنساب المساحة الخارجية حول نفسها لتحديد سلسلة من الأماكن العامة بالداخل، وبذلك تُدخل النسيج المديني للعاصمة إلى كل جزء أو ركن في المركز. يمكنك اعتبار البناية منظرا طبيعيا، أو على الأصح منظرا هندسيا يلامس الأرض ويتمدد منها من دون أن يقف أي شيء في وجهه. وهناك بالداخل أماكن مترابطة من دون أي شي يعترضها، وهذه كانت الفكرة النظرية منذ البداية وجرى تنفيذها بنجاح.
2. دار أوبرا غوانزو – الصين: بعد مسابقة اجرية في الصين لتصميم مبنى دار الاوبرا، تم الاعلان عن فوز تصميم المعمارية زها حديد والمسمى “الحصاة المزدوجة”بالمسابقة، واستغرق بناء قاعة العروض الكبرى القائمة بدون أعمدة خمسة سنوات، وبلغت حجم التكلفة الإجمالية لمشروع دار الأوبرا 1.38 مليار يوان، أى ما يقارب 200 مليون دولار أمريكى. واستخدمت الكونكريت الموضوع ضمن إطار مصنوع من الجرانيت المكشوف والفولاذ المغلف بالزجاج، وعند إفتتاح المشروع في في 2005م أثنى الناقد المعماري جوناثان غلانسي في صحيفة الغارديان على التصميم الذي أطلق عليه «بأنه مسرحي للغاية وبالغ الرقة والإتقان في آن واحد» وجسدت رويتها في مزج العناصر الطبيعية في تصميم المبنى في التصميم الداخلي والخارجي كالمنحنيات التي تمثل الأنهار والوديان، واصبح من اكبر مراكز العروض الفنية في الصين.
الجوائز التي حصلت عليها: تمتعت زها حديد بشهرة واسعة في الأوساط المعمارية الغربية، وحصلت على جوائز وأوسمة عديدة خلال مسيرتها العملية من أهمها:
- حصلت على جائزة “بريتزيكر” المشهورة في مجال التصميم المعماري في عام 2004م، حيث تعادل في قيمتها جائزة نوبل، وأصبحت بذلك أول امرأة تفوز بها منذ بدايتها التي يرجع تاريخها لنحو 25 عاماً، كما أنها أصغر من فاز بها سناً، وكان ذلك في مارس العام الماضي، وأعلنت لجنة تحكيم الجائزة أن الطريق الذي خاضته “زها” للحصول على الاعتراف الدولي، كان “كفاحا بطوليا”.
- ونالت زها حديد جائزة متحف لندن للتصميم لعام 2014 عن تصميمها لمركز حيدر عليف.
- فازت المهندسة العراقية بأرفع جائزة نمساوية عام 2002، حيث حصلت علي جائزة الدولة النمساوية للسياحة، وأكدت لجنة التحكيم التي اختارتها لنيل هذه الجائزة، أنها تمكنت بشكل لا نظير له من إنجاز مشروع معماري على قمة جبلية جبل إيزل في منطقة “التيرول” بجنوب النمسا، حيث أتاحت تصميماتها المعمارية الاستفادة متعددة الوظائف من البناء، كمقهى وشرفة للاستطلاع السياحي ومنصة للقفز، وعدد من الوظائف الأخرى.
- حصلت عام 2012 على لقب “سيدة” وهو أرفع لقب تمنحه ملكة بريطانيا.
- بجانب حصولها على شهادات تقديرية من أساطين العمارة في العالم مثل، الياباني “كانزو تانك”.
من أقوال زها حديد:
- لا اعتقد بوجود حل ثابت ومثالي لأي مبنى مهما كانت وظيفته.
- عندما نبدأ بإعادة كتابة تعريف المبنى، تأتي النتيجة المعمارية مختلفة.
- أعمالي كانت تبدو مختلفة منذ البدايات، حيث كنت أسعى لتقديم المشاريع بوسائل غير تقليدية.
- أقضي وقتا طويلا في البحث وتطوير الفكرة التصميمية.
- طموحي دائما هو تحويل بعض المشاريع النظرية التي تبدو للوهلة الأولى مستحيلة التنفيذ الى واقع إنشائي معاش.
- قد تشترك العمارة والنحت بعامل الشكل “الفورم”، لكن العمل النحتي يفتقد الوظيفة العملية.
- العمارة تلبي وظيفة خدمية محددة، فندق مكتب أو مسكن .. الخ
توفيت حديد عام 2016م عن عمر ناهز 65 عاما إثر أزمة قلبية في إحدى المستشفيات في ميامي في الولايات المتحدة الامريكية.
يمكنكم متابعة المقال السابق عن العمارة التفكيكية التي كانت زها حديد من أهم رواد هذه المدرسة.