Web Analytics
Uncategorizedتاريخ العلومتطور الحركة العلمية عبر العصور

ما هي الديانات في الصين قبل الإسلام؟

ما هي الديانات في الصين قبل الإسلام؟
وبعد ما تحدثنا عن أهم الديانات التي كانت منتشرة في الهند تعالوا بينا النهاردة ناخد جولة في الصين
لو لم يكن الإله موجودا لوجب علينا اختراعه“، هكذا قال فولتير إبان الثورة الفرنسية التي تمردت على طغيان الكنيسة، إذ كان يرى أن الدين ضروري لضبط بوصلة المجتمع، وأن وجود الإله ضروري لتأسيس مفهوم العدالة.
ويبدو أن عقودا متطاولة من محاولات تكريس الإلحاد الشيوعي في الصين لم تنجح في استئصال هذه الضرورة، فحتى لو كان الدين مشوبا بالأساطير والخرافات والأصول الغامضة، سيظل اعتناقه من قبل السلطة والشعب على السواء أفضل من الارتماء في هوة العدم، فلقد تبنت الصين الإلحاد الشيوعي منذ إعلان ماو تسي تونغ تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949، ولكن في الحقيقة، يمارس كثير من المواطنين الصينيين، الدين الشعبي الصيني.

تعالو بنا نستعرض أحوال الديانات المختلفة والتي شكلت الثقافة الصينية في تلك الحقبة البعيدة من الزمن، والتي ما زال بعضها موجود في عالمنا المعاصر.

أولاً: الكونفوشيوسية: تنتسب إلى كونفوشيوس، الذي وُلد في منتصف القرن السادس ق.م.
عاش في عصر قد اتسم بالتفكك السياسي والاجتماعي، والتردي الواسع للأخلاق، ولذلك اتجه إلى إصلاح حال المجتمع، وطاف الأقاليم الصينية للتبشير بأفكاره، وكان جلّ اهتمامه منصبا على إصلاح الحكام والأمراء. فهو يقول: “إنَّ الحكومة الصالحة تُحقق السعادة للشعب، والسعادة هي الخير، لأنَّ هدف الحكومة أخلاقي في نهاية الأمر”، وفلسفته السياسية في أسس الحكم تقوم على ثلاثة مبادئ هي: “احتياط من غذاء وافر، وقوة جيوش ضاربة، وثقة بين الحاكم والمحكوم”.

الصورة المجاورة توضح تقديم القرابين في احد المعابد الكونفوشسية في كوريا الجنوبية (رويترز)

وللاسف لم يترك لنا كونفشيوس كتبا تحفظ أفكاره وأقواله بطريقة يمكن التيقن من نسبتها إليه أو سلامتها من التحريف والتبديل، فأقدم النصوص المنسوبة له لم يُدوّن إلا بعد رحيله بنحو 4 قرون.
فبعد موته ببضعة قرون أصبحت فلسفته والتي تركز على القيم الأخلاقية مثل احترام الكبار والانسجام الاجتماعي، الاكثر انتشارا في الصين ونُسبت إليه معظم المؤلفات التاريخية وأقيمت التماثيل لتبجيله حتى كاد البعض يرفعه إلى مصاف الآلهة، وعدّه ندًّا لإله السماء.
ومن أهم الكتب المنسوبة له كتاب “تعاليم كونفوشيوس”، وهو مجموعة مدونة من أقوال وأفعال كونفوشيوس وتلامذته، فى محاولة للتوفيق بين السماء والأرض (ماهو دنيوي وماهو ديني) وخلاصة القول ان الكونفوشيوسية تعتبر أقل من ديانة وأكثر من نظام أخلاقي ؛ فهي بالنسبة للملك فن للحكم، وللمثقفين فلسفة أخلاقية وسياسية، وللشعب أسلوب يعبر من خلاله عن ولائه للمجتمع وإخلاصه للسلطة الإمبراطورية.

ثانيا: الطاوية: نشأت الطاوية قبل الكونفوشيوسية إلا إنها لم تنتشر إلا في عهد سلالة هان بالقرن الثالث ق.م.، ويعتبر الفيلسوف لاو تسي المؤسس الأبرز للطاوية، وتجسدت فلسفة الطاوية في الكتاب الأشهر “طاو تي تشينغ”، والتي تطورت بهدف تصحيح التشدد وهرمية النظام الاجتماعي في الكونفوشيوسية.

وتقدم الطاوية بديلا أكثر براغماتية يتجسد في الانسجام مع الطبيعة والعفوية، وعقائد الطاوية لا تختلف عن مثيلاتها الباطنية (الغنوصية) الآسيوية، حيث تكثر فيها التعبيرات المجازية وتتعدد احتمالات التأويل، وهي لا تقدم لنا مفهوما واضحا للألوهية، ولا نجد لديها وصفا لشعائر العبادة.

الصورة المجاورة لاحد معابد مدينة جينان الصينية حيث يمارس كاهن طاوي طقوسة (رويترز)

يقول المثل الصيني “هناك أجراس في كل معبد، وبدون أجراس لن تكون هناك معابد”.

تمايزت أشكال وأنواع الأجراس بحسب استخداماتها، فكانت هناك أجراس بوذية وأجراس طاوية، وثالثة للبلاط الإمبراطوري، ويمكن سماع دويها الكبير من على بعد 5 كيلومترات، لذلك استخدامت الاجراس في المعابد لجذب قلوب الناس وبث الرهبة في نفوسهم. وبحسب المصادر الطاوية، فإن قرع الأجراس يؤدي إلى تحريك المصلين والأرواح معا، ودفعها نحو الاندماج والاتحاد مع الطاو.

ثالثاً: البوذية: بدأت كحِكم بسيطة وبليغة، ثم ما لبثت أنْ شابتها الخرافة، وخالطتها الوثنية الحمقاء بتماثيلها، وضاعت بين أركانها فكرة الإله!! حتى إن مؤرخي هذه الديانة لا يزالون في شكِّ وحيرة من قيام دين على أساس رقيق من الآداب، التي ليس فيها الإيمان بالاله.

ولكن سرعان ما أله البوذيون بوذا نفسه ونصبوا تماثيله في كل مكان، فقد وجدوا أن الدليل على عدم وجود الإله أمر صعب على النفس البشرية بسبب قانون السببية كما ذكرنا من قبل.

وتشترك البوذية والطاوية مع الكونفوشية وبقية المعتقدات الصينية في غموض نشأة الوجود؛ فمعظم الأديان الباطنية الآسيوية تضفي على الكون بُعدا روحيا يجعله مستقلا بذاته، وربما مستغنيا عن الخلق. فالكون يخلق نفسه من فوضى أولية، ثم تنتظم مكوناته من خلال قطبية العنصرين المتناقضين “يين ويانغ”، حيث تستمر عملية التخلق في دورات لا نهائية ما زلنا نرى آثارها إلى اليوم.

و انتشرت البوذية (ذات الأصل الهندوسي في نيبال بعهد سلالة تانغ، التي تزامن حكمها مع ظهور الإسلام بجزيرة العرب.
والديانات الصينية كانت تطلق على الإله فى كتبها القديمة اسم “شانج دى” ويعنى “الملك الموجود باللأعلى”
وتؤكد على أهمية السلام الداخلي، والحكمة، والتعاطف مع الاخرين

وحسب رأي الباحثين، فإن «الأغلبية العظمى من سكان الصين وهم 1.4 مليار» تشترك في الدين الكوني الصيني، وفي شعائره وتقويمه القمري ومهرجاناته، من دون الانتماء إلى أي تعليم مؤسسي. وقدّرت الإحصائيات الوطنية التي جرت في أول القرن 21 أن 80% من شعب الصين، أي أكثر من مليار نسمة، يعتنقون نوعًا من الدين الصيني الشعبي، و13 إلى 16% منهم بوذيون، و10% طاويون، و2.35% مسيحيون، و0.83% مسلمون، ولذلك يعتبر المسلمون فهم أقلية في الصين تبلغ نسبتهم بين 0.45% و 1.8% من إجمالي السكان حسب التقديرات الأخيرة.

وبكدة نكون وصلنا لنهاية حلقتنا النهاردة
في الحلقة القادمة والي هنتحدث فيها عن الإمبراطورية الاغريقية والرومانية وأهم الديانات التي كانت منتشرة فيها فانتظرونا.
والسلام عليكم ورحمة الله.

م. أشرف رشاد

هنا يمكنكم الاطلاع على فنــــــــــــون العمارة المختلفة ولان العمارة هي ام الفنون فسنلقي الضوء على المبادئ الأساسية للهندسة المعمارية مثل: تاريـــــــــــــــــخ وطرز العمارة عبر العصور المختلفة، وأهم النظريات والمدارس المعمارية، وكذلك التصميم المعماري عبر تحليل الأفكار المعمارية للمشاريع المختلفة، وأعمال الديكورات الداخلية والتشطيبات، نسأل الله أن ينفع بهذا العمل ويكون خالصاً لوجهه الكريم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى