نظرية التحدي والاستجابة
نظرية التحدي والاستجابة لأرنولد توينبي:
يعد توينبي من أكبر من قدموا اسهاما في دراسة قضية انهيار الحضارات، وقد تأثر بفكر أوزولد شبنغلر كنموذج للمفكر المسيحي في العصر الحديث، ولاحظ توينبي ثغرات في فكر شبنغلر، فهو لم يوضح كيف تنشأ الحضارات من مستنقع الظروف البدائية، واعتبر ظهورها مجرد لغز، لذا قام باستقصاء كل حضارة بشرية مدونة بدءًا من العصور التاريخية الأقدم حتى الزمن الحاضر.
- والتاريخ البشري بالنسبة لتوينبي هو تاريخ الحضارات وليس تاريخ الدول المتفرقة الصغيرة، وقد أنكر توينبي وجود حضارة واحدة قديمة، مثلًا القول إن مصر هي أصل جميع الحضارات.
- وقد تأثر توينبي بفكر ابن خلدون نموذجا للمفكر المسلم، وسجل ذلك جليا في كتابه “دراسة التاريخ”، حيث يقول: ان المجال الذي اختاره ابن خلدون بجهوده العقلية يبدو انه كان سباقاً فيه، فلم يطرقه أحد من اسلافه، ولم يكن له منافسون من معاصريه، وتعد مقدمته في فلسفة التاريخ بلا شك اروع انجاز من نوعه أبدعه عقل في أي زمان او مكان، ويقول أيضا: “إن ابن خلدون كان نقطة الضوء الوحيدة في ذلك الأفق، وبلا ريب هو الشخص البارز في تاريخ الحضارة”.
- وتتوافق رؤية توينبي مع رؤية ابن خلدون في إبراز دور الأديان وأهميتها في ولادة وبناء أي حضارة فكما قال ابن خلدون: “إن الدول العامة الاستيلاء العظيمة الملك أصلها الدين، إما نبوة أو دعوة حق“، قال توينبي: “إذا القينا ببصرنا على الحضارات نجد أنه يكمن وراء كل منها نوع من العقيدة الدينية العالمية وعن طريقها تولدت الحضارات”، فالدين في رأيه، يشكّل الاستجابة الناجحة للروح على تحدٍّ خارجي، ينتقل بفضلها مجتمع ما من حالة الركود إلى حالة الحركة.
لماذا تصل بعض المجتمعات إلى مستوى الحضارة، وتخفق مجتمعات أخرى عن بلوغ الحضارة؟ تعد نظرية “التحدي والاستجابة” عند توينبي من أهم النظريات التي قدمت إجابة عن هذا السؤال في ضوء دراستها لعوامل نشوء الحضارة؛ فلقد ناقش توينبي معظم النظريات التي حاولت تفسير عوامل بناء الحضارة، وسعى إلى تفنيد الأسس التي ارتكزت عليها بعض النظريات الغربية في دراستها للتاريخ،
- والتي سيطرت على معظم المؤرخين والمفكرين الغربيين، ومن أهم النظريات التي انتقدها توينبي: نظرية وحدة الحضارة ونظرية الأجناس ونظرية البيئة الطبيعية.
نقد نظرية وحدة الحضارة ونظرية الأجناس [1]: أنكر توينبي وجود حضارة واحدة قديمة، مثلًا القول إن مصر هي أصل جميع الحضارات، فعند توينبي خمس عشرة حضارة تتصل بصلة البنوة بحضارات سابقة، وستة مجتمعات فقط قد انبعثت من الحياة البدائية مباشرة، تلك هي: {المصرية– السومرية– الصينية– المايانية– الانديانية} والأخيرتان نشأتا بأمريكا الجنوبية.
ثم قال: ” إن جميع الأجناس قد ساهمت في انبعاث الحضارة، وقيام الحضارات لا يمكن ان يُعزى إلى صفات معينة في جنس من الأجناس، إذ لا يمكن أن يرتبط التفوق الروحي والذهني بلون البشرة، فالواقع أن جميع الأجناس قد ساهمت في انبعاث الحضارة“.
المبدأ الأساسي لقيام ونشوء الحضارة عند توينبي:
البيئــــة من شأنها أن تتحدى الناس؛ فإن استجابوا للتحدي بنجاح، فإنهم سوف يتمكنون من إنشاء حضارة قوية ذات شأن، وإن هم أخفقوا في ذلك، فإن نمو حضارة متقدمة في تلك البيئة (التي قد تكون شديدة القسوة، كالصحراء في شبه الجزيرة العربية) سوف لن يكلل بالنجاح بتاتاً. وبإيجاز، إن نمو حضارة من الحضارات أمر مرهون بمدى استجابة الناس للتحديات التي تواجههم، فنمو الحضارة لا يرجع إلى التوسع الجغرافي للمجتمع، فهذا التوسع يصحبه تخلف وتفكك بدلاً من التقدم والنهوض، ولا يرجع نمو الحضارة أيضا إلى التقدم التكنولوجي أو زيادة سيطرة المجتمع على البيئة الطبيعية، فلا وجود لأي ارتباط بين التقدم في التقنية والتقدم في الحضارة التي تنجح في الإفصاح عن ذاتها وإرادتها عندما تتخلل قيمتها في نفوس أبنائها وتبسط معداتها وتقنيتها.
الدوافع الخمسة المبدعة للحضارة: يفسر توينبي قيام الحضارات بأنه يسير على مسار يتردد على مجموعة من القمم والقيعان، فكل قاع يعبر عن تحدي وكل قمة تعبر عن إستجابة، وذلك يحدث دور الفعل ورد الفعل وتأثيرهما على تشكيل المسار الذي تتعاقب عليه الحضارات.
يستند على خمسة دوافع رئيسة تتصل بطبيعة البيئة وهي في الحقيقة مبدعة الحضارات وهي:
أولاً تحدي الطبيعة: فكلما ازدادت قسوة البيئة الطبيعية، يزداد الحافز نحو نمو الحضارة فالدوافع الصعبة التي تواجه الإنسان هي التي تولد لديه قدرة التحدي التي تساهم في بناء الحضارة وجعلها توينبي ضمن دافعين:
- دافع الأرض الصعبة: كان النهر الأصفر في الصين غير صالح للملاحة بسبب تجمده في فصل الشتاء، وفي فصل الصيف يسبب ذوبان الجليد حدوث الفيضانات المدمرة، على عكس من نهر اليانجستي الذي كان صالح للملاحة في جميع فصول السنة، وبالرغم من ذلك فقد واجه الإنسان تحديات هذا النهر وانبعثت الحضارة الصينية على النهر الأصفر لا على اليانجستي.
- دافع الأرض الجديدة: يرى توينبي أن ذروة ازدهار تاريخ معظم الحضارات كان في تلك المناطق الجديدة، التي لم تكن من قبل موطنا للأسلاف، فهناك العديد من الهجرات التي حدثت في التاريخ، مثل هجرة التيوكويين والأيوبيين والفلسطينيين والإنجليز… إلخ، وكلها تؤكد حقيقة واحدة وهي انتقال الأنظمة الاجتماعية لهؤلاء المهاجرين إبان حدوث الهجرات، وهكذا تأخذ هذه الهجرات عند توينبي شكل الحافز الحضاري.
ثانياً التحدي البشري: الذي يحفز الطاقات لقيام الحضارات وجعلها توينبي ضمن 3 دوافع:
- دافع النكبات والضربات: يترتب دائمًا على دافع النكبات ردود أفعال عديدة، تلاحظ بصفة خاصة في تلك التي تنجم عن الكوارث الحربية، فمثلا عام 1402 هاجم تيمورلنك العثمانيين عند انقرة وتمكن من هزيمة العثمانيين هزيمة ساحقة واسر سلطانهم بايزيد، وداهمت هذه النكبة العثمانيين في نفس الوقت الذي كانوا فيه على وشك استكمال غزوهم مقر المسيحية الارثوذكسية الرئيسي في شبه جزيرة البلقان، وكان من المؤمل ان تنتظر الدولة العثمانية انهيار صرح امبراطوريتهم غير المكتمل، إلا أن هذا لم يحدث إذ لم يمضي نصف قرن بعد ذلك أي في عام 1453 حتى تمكن السلطان محمد الفاتح من فتح القسطنطينية ودخل كنيسة أيا صوفيا فحقق بذلك محمد الفاتح انجاز للإمبراطورية العثمانية داخل العمق الأوروبي بعد نكبتها على تيمور لنك.
وهناك ردود أفعال أخرى يتمثل أهمها في الردود الدينية من خلال أعمال الرسل.
- دافع الضغوط: والمقصود بالضغوط هنا الضغوط الخارجية، أو تلك التحديات الخارجية التي تأتي من الخارج، وتتجلى هذه الظاهرة بوضوح في غزو الحضارة الهيلينية وضغطها على الولايات العربية أدى بالإسلام الى طردها وازاحتها من سوريا ومصر ومن ثم القضاء على الإمبراطورية الرومانية، تقول المستشرقة زيغريد هونكه: “والإسلام جمع القبائل المتنازعة المفككة ليجعل منها في سنوات قلائل شعبا عظيما ولم يأت عام 635م الا وقد هزم الجيش البيزنطي، وبعد عامين فقط وفي معركة واحدة تقوضت دعائم الفرس”، ويؤكد توينبي هذه الحقيقة من ناحية المستقبل بقولة: يمتلك العالم العربي حافزا خاصاً يدفعه الى الاتحاد، إلا أنه يعاني من الضغط الخارجي” .
دافع العقوبات: إن ما لاقته بعض الاجناس البشرية والطبقات الاجتماعية من ألوان الاضطهاد على ايدي الفئات الطاغية المستبدة في مختلف الشعوب كان باعثا لطوائف من تلك الطبقات على خلق أرقي العقائد وأزهى الحضارات، فمثلاً كان لممارسة سياسة التمييز العنصري الذي مارسته بريطانيا بحق الهنود في جنوب افريقيا إثر في تحفيز غاندي الى تنظيم شئون الجالية الهندية فأسس عام 1894م مؤتمرا وطنيا لضمان حقوقهم، وكان له دور في التعليم والارشادات الصحية، من اجل إيجاد مجتمع سليم وقوي يتمكن من السعي في مضمار الخطوة التالية وهي انتزاع الحقوق من السلطة الحاكمة، وهذا لا يتأتى إلا من خلال مجتمع فاضل يقتضي تبادل الثقة بين افراده.
الفترات الرئيسة لظهور وأفول الحضارة:
أشار توينبي أن الحضارة نوع من الاجتماع البشري، والنوع الأدنى الذي لم يبلغ حالة التحضر هو المجتمع البدائي، ويعتبر تصنيف توينبي للمجتمعات المتحضرة في التاريخ هو الأكثر اكتمالًا ودقة بين التصنيفات، فقد عرض بناءً قويًا لإجراء مقارنات ثقافية، ويوضحها كالتالي:
- أولًا التكوين: رصد توينبي تحول المجتمعات البدائية من السكون إلى النهوض إلى الحالة الإنسانية بطريقة حركية، بما يرفعه لمستوى الحضارة.
- ثانيًا النمو: استنتج توينبي أن التوسع الإقليمي ليس معيارًا لتقدم الحضارة، وافترض أن التكنولوجيا المتطورة دليل على النمو داخل الثقافة، لكن رغم تطور التقنيات في بعض المجتمعات الا أن الحضارة ظلت بها ساكنة، لذا صرح توينبي أن البهارج المادية للجنس البشري أشياء تافهة.
- ثالثًا التوقف: حسب استعمال توينبي “التوقف” يعني فقط الخطوة الزائفة الأولى التي تضع الحضارة على طريق الانحدار والتردد والترنح للوصول إلى دعامة تقي من السقوط من فوق صخرة المنحدر الثقافي، وتكون النهاية لا للحضارة بل لمحاولتها الجريئة للصعود المستمر، ويحدث ذلك عندما يفشل المجتمع في الاستجابة للتحدي.
- رابعًا التفكك: عقب توقف الحضارة يتفجر الخلاف والنزاع بين الطبقات السياسية والطبقات الاجتماعية وبين أفراد المجتمع، وهذا الانشقاق الاجتماعي الذي كان غائبًا في أثناء فترات النمو، يظهر في لحظة التوقف ويحطم الفصائل المتحاربة إلى ثلاثة أجزاء أشد عداوة: الأقلية المهيمنة، والطبقة العاملة الداخلية، والطبقة العاملة الخارجية. الأولى ستصبح ذات يوم الطبقة الحاكمة المبدعة، والطبقتان الثانيتان هما الأتباع المواطنون الأصليون والمتبنون. ويطلق على هذه المرحلة “زمن المتاعب”، وقد عانت جميع الثقافات من مرحلة الانحدار والتفكك المدمرة.
ملامح نظرية توينبي في تفسير انهيار الحضارات وسقوطها:
- إن الحضارة في رأي توينبي تواجه أنماطاً مختلفة من التحديات، سواء كانت هذه التحديات مادية او اجتماعية، فاذا ما استطاعت ان تواجه هذا التحدي بالإبداع والابتكار، استطاعت ان تعيش وتنمو وتزدهر.
- اما إذا تقوقعت على نفسها ولم تواجه التحديات فإن مآلها الى الزوال والاندثار، فالحضارة تقوم مدفوعة بقانون التحدي والاستجابة القائل: “ان الظروف الصعبة هي التي تستثير الامم على اقامة الحضارات“، فكلما ازداد التحدي واكبته الاستجابة، وبالتكرار مع تفادي التجارب الفاشلة تصل الأمة لما سماه توينبي بالوسيلة الذهبية.
- في رأي توينبي ان السبب الاساسي الذي يجعل حضارة ما تعجز عن الاستجابة للتحديات؟ هو عندما تفقد الحضارة قوتها الاخلاقية والقيمية والروحية، أي عندما تشهد انهيارا قيميا واخلاقيا ودينيا، فإن ذلك يقود الى الجمود، والى العجز عن الابتكار والتجديد والابداع، ومن ثم العجز عن مواجهة التحديات، ويحدث “شرخ في الروح” يقود الى موت القدرة الروحية والاخلاقية على الابداع والتجديد ومجابهة التحديات.
- وبناء على نظريته هذه، يقسم مراحل تطور الحضارات الى خمس مراحل. ونلاحظ تأثره الشديد هنا بالتقسيم الذي قدمه ابن خلدون.
- مرحلة الميلاد والنشأة.
- مرحلة الازدهار والتوسع السريع.
- مرحلة الجمود والعجز عن التطور والابداع والتجديد.
- مرحلة الانحلال والتدهور الاخلاقي.
- مرحلة السقوط والانهيار، فعندما تصل الحضارة الى مرحلة تعجز فيها عن الاستجابة للتحديات التي تجابهها، فإنها تدخل في مرحلة الانهيار.
وقد وجد توينبي أن لكل حضارة صفة مميزة لها عن غيرها:
- فقد كانت الصفة الجمالية أو الفنية هي الغالبة على الحضارة الهيلينية (اليونانية).
- وكان الدين هو الغالب على الحضارة الإسلامية والهندية.
- والحضارة الغربية خاضعة للآلات والمعدات العلمية وهكذا.
- الحضارات تنحدر بإيقاع منتظم، ولكنها لا تسقط في انحدار تحتي بشكل مستمر، فهي تنحدر في شكل موجات.
وبالرغم من ضرورة تعرض الحضارات للتحديات كشرط أساسي للارتقاء إلا أن هذه التحديات لابد أن تكون متوسطة العنف كي تكون حافزا على مضيها في الطريق الصاعد، بدلاً من القانون القائل: “كلما زاد التحدي زاد الدافع“، ويطلق توينبي على هذا التحدي الوسط اسم ” قانون الوسط الذهبي” ويتلخص في أنَّ أي حضارة تقوم بمواجهة التحدي بسلسلة من الإستجابات التي قد تكون أحياناً غير
- ناجحة في مواجهة التحديات التي تعترض طريق النهضة والحضارة، ولكن بالتحدي وكثرة المحاولات المتنوعة تهتدي الأمم إلى الحل النموذجي الذي يقودها بأمان إلى النهضة والحضارة، وتكون بذلك قد وصلت إلى الوسيلة الذهبية والتي تضمن تقدم الحضارات في طريق الارتقاء، بينما نجد أن:
- التحديات العنيفـة: تؤدي للعجز والاستسلام (الاسكيمو) وتخفق الحضارة في تحقيق استجابة ملائمة.
- التحديات الضعيفة: لا تستنفر الطاقات والعزائم (افريقيا) وتخفق لأنه لن يشكل دافعا بأي صورة للحضارة وارتقائها.
الحضارات المتعطلة:
لاحظ توينبي في دراسته للحضارة البشرية أن هناك بعض المجتمعات لم تستطع الصعود أمام التحديات الطبيعية والبشرية، وذلك لشدة هذه التحديات، ويسمي توينبي هذه الحضارات باسم “الحضارات المتعطلة” أي التي أخفقت في استمرارها، ومن أمثلة هذه الحضارات، حضارة الإسكيمو، ومن أمثلة المجتمعات التي استجابت للتحديات “الأسبرطيون“، فلقد واجهوا دواعي التحدي الطبيعي والبشري.
وللحضارة وحدة على رأسها أقلية ذات روح خلاقة، تقلدها الأغلبية وتتبعها بحرية كاملة.
فلا وجود في المجتمع المتحضر لأي صراع دموي، فهو جسم متسق ومتوافق؛ ومن أهم المشكلات التي تواجه الحضارة أسباب تصدعها، وهذه ظاهرة ملحوظة فلم يبق من الحضارات الكثيرة أكثر من أربع حضارات، والأخرى ماتت واقتربت من الاحتضار/ والاختلاف بين نهوض الحضارة وتحللها أنه في حالة النهوض تنجح الحضارة، أو بمعنى أصح تنجح أقليتها الخلاقة في الاستجابة إلى التحديات المتتالية والمتنوعة التي تواجهها، ولكنها عندما تتدهور تفشل في مواجهة التحديات.
رؤية توينبي للحضارة الإسلامية:
وبالنسبة للحضارة الإسلامية يجد توينبي أنها نشأت استجابة لتحديات طبيعية تتمثل في ظروف الجفاف والصحراء وقلة المياه، واستجابة لتحديات بشرية تمثلت في (الغزو الثقافي والعسكري)، ولا سيما من قبل الحضارتين الرومانية والفارسية، اللتين حاولتا إخضاع جزيرة العرب بطرق مباشرة أو عن طريق الوكالة. وعموماً فإن توينبي يعتبر الدين السمة الأساسية لأي حضارة، حتى إنه يسمي الحضارات باسم الدين الذي نشأت في خلاله، ولذلك فإن التحديات والاستجابات هي في الغالب ذات بعد ديني، وهذا يعني أن تحديات الحضارة الإسلامية وصداماتها هي في جوهرها صدامات مع أصحاب الديانات الأخرى، كما أن هذه الحضارة ارتكزت على نشر الدين الإسلامي كأساس لعملها السياسي.
[1] (المراجع: أرنولد توينبي: مختصر دراسة التاريخ، ترجمة د. فؤاد شبل، لجنة التأليف والترجمة، 1966 / د. حسن الكحلاني: فلسفة التقدم، دراسة في اتجاهات التقدم والقوى الفعالة في التاريخ، مكتبة مدبولي، القاهر. / أرنولد توينبي: الفكر التاريخي عند الأغريق، ترجمة لمعي المطيعى، مراجعة د. محمد صقر خفاجة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، ص 14-15، مقدمة المترجم.)