شهادات بعض المستشرقين في الاسلام: يسعى الغرب إلى تعميق عقدة التخلف ومركبات النقص في ذهن المسلمين، وبعض المستشرقين يختارون من التاريخ الإسلامي مواقف الضعف وفترات الانحلال، ويختارون من الأحاديث النبوية الأحاديث الموضوعة والإسرائيليات، ويختارون من التفسيرات الكثيرة للنصوص القرآنية التفسيرات المتأخرة المليئة بالخرافات.
تعالوا بنا نحاول أن نرصد جانب من بعض الشهادات الإيجابية التي صدرت بحق هذا الدين ورسوله من بعض المستشرقين من علماء الغرب ومفكريه الذين نظروا في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتأملوا أخلاقه وسلوكه، فأقروا له بالرسالة، وحملوا في نفوسهم تقديرًا له، ولم يمنعهم أنهم ليسوا على دين الإسلام من أن يصرحوا بالحق، ويرفعوا لواءة بين أقوامهم دون أن يخشوا لومة لائم!، ومن هؤلاء المستشرقين:
الطبيب الفرنسي موريس بوكاي:
ولد عام 1920 وتربى في أسرة مسيحية كاثوليكية، وفي فترة الستينيات، أصبح بوكاي طبيباً مشهوراً بموهبته، وذات مرة نصحة شخص عربي بأن يقرأ القرآن بالعربية قبل أن يحكم عليه. وفعلا درس بوكاي اللغة العربية دراسة نظامية، وبعد أربع سنوات صار ضليعاً فيها، وعندما قرأ القرآن الكريم بالعربية تغيرت وجهة نظره فيه ثم أسلم بعد ذلك وظل عشر سنوات يدرس مدى تطابق الحقائق العلمية والمكتشفة حديثاً مع القرآن الكريم، وكان من ثمرة هذه السنوات أن قام بتأليف كتاب أحدث ضجة كبيرة في العالم الغربي، عنوانه «القرآن والتوراة والإنجيل والعلم..
وفي مقدمة الكتاب، يقول بوكاي: لقد أثارت هذه الجوانب العلمية التي يختص بها القرآن دهشتي العميقة في البداية، فلم أكن أعتقد قط بإمكان اكتشاف عدد كبير إلى هذا الحد من الدقة بموضوعات شديدة التنوع، ومطابقتها تماماً للمعارف العلمية الحديثة، وذلك في نص قد كتب منذ أكثر من أربعة عشر قرناً. ويقول: لقد قمت أولاً بدراسة القرآن الكريم، وذلك دون أي فكر مسبق وبموضوعية تامة، باحثاً عن درجة اتفاق نص القرآن ومعطيات العلم الحديث، وكنت أعرف أن القرآن يذكر أنواعاً كثيرة من الظواهر الطبيعية، ولكن معرفتي كانت وجيزة، وبفضل الدراسة الواعية للنص العربي استطعت أن أحقق قائمة، أدركت بعد الانتهاء منها أن القرآن لا يحتوي على أي مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث.
وعلى حين نجد في التوراة الحالية أخطاء علمية ضخمة، ولكن لا نكتشف في القرآن أي خطأ، ولو كان قائل القرآن إنسانا، فكيف يستطيع في القرن السابع أن يكتب حقائق لا تنتمي إلى عصره؟.
ومن أشهر مقولاته: القرآن فوق المستوى العلمي للعرب، وفوق المستوى العلمي للعالم، وفوق المستوى العلمي للعلماء في العصور اللاحقة، وفوق مستوانا العلمي المتقدم في عصر العلم والمعرفة ولا يمكن أن يصدر هذا عن أمي وهذا يدل على ثبوت نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وأنه نبي يوحى إليه. وتوفي موريس بوكاي في باريس عام 1998.
المستشرق الفرنسي روجيه جارودي:
أعلن إسلامه سنة 1982 بعد بحث طويل في حضارات وديانات العالم كله؛ ويرى المفكر الراحل في كتابه “الإسلام دين المستقبل” أن اختياره الدين الإسلامي يأتي لما أظهره من “شمولية كبرى، عن استيعابه لكافة الشعوب ذات الديانات المختلفة
يقول جارودي: “أحب أن أقول: إن انتمائي للإسلام لم يأتِ بمحض الصدفة، بل جاء بعد رحلة عناء وبحث، ورحلة طويلة تخللتها منعطفات كثيرة، حتى وصلت إلى مرحلة اليقين الكامل، والخلود إلى العقيدة أو الديانة التي تمثل الاستقرار،
فالإسلام – في نظري- هو الاستقرار” الحمد لله أنى عرفت الإسلام قبل أن أعرف المسلمين.
و فى كتابه «الإسلام وأزمة الغرب»: يقول «إن الإسلام أنقذ العالم من الانحطاط والفوضى، وإن القرآن الكريم أعاد لملايين البشر الوعى بالبعد الإسلامى ومنحهم روحًا جديدة.
ومن هؤلاء الأديب الإنجليزي (جورج برنارد شو) حيث قال: إن محمدًا يجب أن يُدعى منقذ الإنسانية، إنني أعتقد أنه لو تولى مثله زعامة العالم الحديث لنجح في حلّ مشكلاته بطريقة تجلب إلى البشرية السعادة.
ويقول الأديب الألماني جوته: «بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان فوجدته في النبي محمد»
ويقول المؤرخ الأمريكي ول ديورانت في كتابة قصة الحضارة «إذا ما حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس قلنا إن محمدًا كان من أعظم عظماء التاريخ»
ويقول العالم الأمريكي المعاصر مايكل هارت:
في كتابة الخالدون مائة واعظمهم محمد «إن اختياري محمدًا ليكون الأول في قائمة أهم رجال التاريخ ربما أدهش كثيرًا من القراء إلى حد قد يثير بعض التساؤلات… لكن في اعتقادي أن محمدًا صلى الله عليه وسلم كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل أسمى وأبرز في كلا المستويين الديني والدنيوي»
فهناك رسل وأنبياء وحكماء بدأوا رسالات عظيمة، ولكنهم ماتوا دون إتمامها، كالمسيح في المسيحية، غير أن القديس بولس هو الذي أرسى أصول الشريعة المسيحية، وهو أيضاً المسئول عن كتابة الكثير مما جاء في كتب العهد الجديد.
- أما الرسول محمداً فهو المسئول الأول والاوحد عن إرساء قواعد الإسلام وأصول الشريعة والسلوك الاجتماعي والأخلاقي وأصول المعاملات بين الناس في حياتهم الدينية والدنيوية، وقد نزل عليه القرأن الكريم وحده، وفي القرأن وجد المسلمون كل ما يحتاجون إليه في دنياهم واخراهم.
والقرأن الكريم نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم كاملاً وسجلت اياته وهو ما يزال حياً، وكان تسجيلاً في منتهى الدقة، فلم يتغير منه حرف واحد… وليس في المسيحية شيء من ذلك، فلا يوجد كتاب واحد محكم دقيق لتعاليم المسيحية يشبه القرأن الكريم.
وكان محمد زوجاً وأباً وكان يعمل في التجارة ويرعى الغنم، وكان يحارب واصيب في الحروب، ويمرض ثم مات، فهذا الامتزاج بين الدين والدنيا هو الذي جعلني أومن بأن محمد هو أعظم الشخصيات أثراً في تاريخ الإنسانية كلها.
ومن نظر في كتاب : ( الله يتجلى في عصر العلم ) ، وقد نخبة من علماء الطبيعة والفلك الامريكيون، ممن انتهت إليهم الرياسة في هذه العلوم
وكذلك كتاب : ( العلم يدعو للإيمان ) ـ الذي ألفه العلامة الامريكي ا. كريسى موريسون وهو كتاب للقارئ العادي، سواء أكان شابا ام شيخاً، رجلا ام امرأة، يعالج فيه مسائل علمية، فيطلعك على غرائب في الكون ما كانت تخطر لك ببال، فيسوق مسائل تختص بالفلك والجيولوجيا والطبيعة والكيمياء والطب وعلم الاحياء ونحوها. وعرضة بدقة وبراعة على نحو يقود بالضرورة إلى الايمان بالله عز وجل في زمن يعج بالقلق والاضطرابات النفسية نتيجة البعد عن الله عز وجل
فالعالِم الحقيقي لا يكون إلاّ مؤمناً ، والعامي لا يكون إلا مؤمناً بالفطرة.
وبكدة نكون وصلنا لنهاية حلقتنا النهاردة
ونستكمل في الحلقة القادمة بإذن الله تعالى الحديث عن السؤال الذي نطرحة على الملحدون من خلق الكون؟ فانتظرونا.
نسأله تعالى أن يعلمنا ما ينفعنا
اللهم زدنا علماً وانفعنا بما علمتنا إنك انت العليم الحكيم
والسلام عليكم ورحمه الله