ما هو التصميم الداخلي المستدام؟
ما هو التصميم الداخلي المستدام؟
في البداية يجب أن نعرف أن العمارة العضوية هي فلسفة معمارية تبحث عن التوافق والانسجام بين الطبيعة والعمارة. وتم استخدام المصطلح من خلال المعماري الامريكي فرانك لويد رايت (1867-1959) الذي وضع مبادئ عامة عن تصوره لكيفية تطبيقه للفكر المعماري الذي وصل إليه بحيث يمتزج ويذوب في الطبيعة. في كتابه (An Organic Architecture, 1939؛ عمارة عضوية)
ماذا نقصد بالتصميم الداخلي المستدام؟
- هو تطبيق معايير تراعي البيئــــــة في مجال الهندسة المعمارية والديكور الداخلي. وتتضمن أساسيات التصميم الداخلي المستدام تصميم المباني والمنازل مع الأخذ بعين الاعتبار تقليل استهلاك الطاقة والمواد ذات الأثر السلبي على الطبيعة واعتماد الأنسجة والمواد الطبيعية بدلاً منها.
- يتجنب التصميم الداخلي المستدام استعمال المواد الكيماوية بهدف الحد من انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون. يسعى المصممون الداخليون إلى اعتماد مواد قابلة للتدوير للتقليل من استنزاف الموارد، إضافة إلى اعتماد مصادر الطاقة المستدامة كالطاقة الشمسية، والمواد الأساسية العضوية كالمياه المعالجة.
ما هي أهداف التصميم الداخلي المستدام والصديق للبيئة؟ الهدف من اتباع أساليب التصميم الداخلي المستدامة هو: رفع كفاءة استثمار المساحة الداخلية سواء سكنياً أو تجارياً. ويوجد العديد من أساليب التصميم الداخلي التي يمكن اتباعها لتقليل الأثر السلبي على البيئة التي نعيش فيها ولتحقيق أفضل النتائج منها على سبيل المثال:
- التركيز على الاستخدام الفعّال للمساحات: التصميم الداخلي المستدام يلعب دورًا حاسمًا في موائمة الظروف البيئية، وجعل المساحات السكنية تبدو جميلة ووظيفية. ولذلك يجب تحديد الأهداف والمتطلبات الخاصة بالسكان لتحديد المساحة السكنية ولتصميم مبانٍ سكنية أكثر كفاءة.
- تحديد نمط الديكور: تعرف على مساحة منزلك واختر نمط التصميم الذي يبرز هذه المساحة. بناء على الاهداف والمتطلبات الخاصة بك حدد الأسلوب والنمط هل ترغب مثلاً في تصميم مودرن أم كلاسيكي؟
الحفاظ على الطاقة والموارد الطبيعية:
- استخدام مواد البناء والتصميم الموفّرة للطاقة: استخدام النوافذ والأبواب التي تزيد من كفاءة الطاقة ولا تستهلك من الطاقات غير المتجددة. واعتماد الأرضيات الخشبية المصنوعة من مواد متجددة كالخيزران.
- الاعتماد على المواد المعاد تدويرها: استخدام المواد التي يتم تصنيعها بطريقة صديقة للبيئة. مثل استخدام الأثاث والمنتجات المعاد تدويرها، كما يمكننا إعادة استخدام الأثاث والعناصر الزخرفية أو إعادة صقلها أو تجديدها بطريقة تمنحهم رونقاً جديداً عند تجديد التصميم الداخلي للمنزل. ويعتبر تصنيع البلاط والسجاد والأقمشة وحتى الأحواض والعدادات من مواد معاد تدويرها إحدى أساسيات التصميم الداخلي المستدام.
- الاستفادة القصوى من الإضاءة والتهوية الطبيعية: يجب أن يشتمل التصميم الداخلي المستدام على نوافذ وفتحات سماوية للزيادة من دخول ضوء النهار وتقليل الإضاءة الاصطناعية.
- استخدام إضاءة توفير الطاقة: أمَا عند الحاجة لوجود إضاءة صناعية، يمكن استخدام مصابيح LED والهالوجينات ومصابيح الفلورسنت المدمجة التي تتميز بتوفير الطاقة بالإضافة إلى أنها تدوم لفترة أطول.
- الاقتصاد في استهلاك المياه: والمراحيض من النوع الموفّر للمياه وغيرها من المواد الصديقة للبيئة.
- استخدام المنتجات العضوية غير السامة: إن استخدام المنتجات العضوية يعتبر أيضاً أحد أساسيات التصميم الداخلي المستدام ولذلك يتجه معظم المصممين الداخليين لاستخدام المنتجات العضوية الآمنة والخالية من المواد الكيميائية، مثل الطلاء العضوي المضاد للحساسية، والألياف والأخشاب الغير معالجة بمبيدات الآفات.
لا شك أن التصميم العضوي يشكل منظومة متكامله مبدعة وأهم معاييرها الابداعية هي:
اولاً الوحدة العضوية: و يعني مبدأ الوحدة في العمل أن ترتبط أجزائه فيما بينها لتكوين كيان واحداً، و تحقيق المتطلبات الرئيسية لأي عمل عضوي يعتبر من أهم المبادئ لإنجاحه من الناحية الجمالية والوظيفية.
ثانياً: الاتصال و الاستمرارية: تعني سهولة الاتصال بين أجزاء العمل المختلفة، و يتحقق ذلك بعدة أساليب منها الحوائط المفتوحة بكاملها كنوافذ زجاجية، و نقل عناصر من البيئة الطبيعية المحيطة إلى الفراغ الداخلي للمبنى، و غيرهما.
ثالثاً: الاتزان: هو الحالة التي تتعادل فيها القوى المتضادة و هو من الخصائص الأساسية لتحقيق جماليات التصميم حيث يؤكد الإحساس بالراحة النفسية و قد يكون اتزاناً متماثلاً أو غير متماثل.
رابعاً: الإيقاع: هو الأداة المنظمة لجميع الأشكال الطبيعية وأشكال الفنون منذ القدم حتى الآن.
خامساً: التوافق: هو الربط و التوفيق بين مجموعة من العناصر المتنوعة ، المعنى و القيمة و الرمز إذ لا يقل الجانب الرمزي أهمية عن الجانب المحسوس.
سادساً: المواءمةو المرونة: هي قدرة المبنى العضوي على المواءمة مع التغيرات و أهم مظاهرها الإحلال و التجديد و القدرة على تبني التكنولوجيا الحديثة وقت توافرها ، و القدرة على تقبل الإضافة والحذف بدون تشوه للشكل العام أو توقف لوظيفة المبنى الأساسية.
تأثير العضوية على الفراغات الداخلية: ويتحقق ذلك التأثير من خلال اسلوبين مختلفين:
- الأسلوب الأول: هو الوحدة بين الشكل والوظيفة: في علاقة مرنة فعالة وظيفياً و جمالياً، و ظهر ذلك في أعمال لويس سوليفان، و الذي كان له الفضل في تركيز الاهتمام على هذا الجانب، و كذلك تلميذه فرانك لويد رايت، و المصمم الفنلندي ألفار آلتو .
- الأسلوب الثاني و هو المذهب العضوي الوظيفي الديناميكي: و الذي اعتمد على تجسيم الحركة في صورة تصميمية عضوية ثابتة أحياناً كما في أعمال هوجو هارينج و رودلف ستاينر، و متحركة أحياناً أخرى كما في أعمال جريج لين
كيف تبدو الأشكال العضوية في التصميم الداخلي؟ من خلال دمج الأشكال العضوية في منزلك، ستخلق إحساساً بالنعومة والحركة في مساحتك. فكلما كان الشكل غير منتظم، دل على الطبيعة والعضوية، على غرار الكائنات الحية التي يمكن أن نجدها في الطبيعة.
- استخدام الأشكال العضوية من المواد الطبيعية: لزيادة الشعور الطبيعي في منزلك، لا تختار فقط الشكل العضوي، ولكن تأكد أيضاً من أنه مصنوع من مواد طبيعية. – طاولة قهوة خشبية مستديرة تزين مساحتك أو مزهرية خشبية غير منتظمة على طاولة مطبخك، مصباح سلة مصنوع في شكل عضوي – هذه فقط بعض الأمثلة على كيفية دمج الأشكال العضوية مع المواد الطبيعية. لخلق شعور أكثر دفءً.
2. أضف الأشكال العضوية إلى حماماتك
- يمكنك إضافة حوض دائري مثبت على الحائط لإنشاء نقطة محورية خاصة في حمامك. يمكنك أيضاً إضافة حوض منحني مع صنابير مثبتة أيضاً على الحائط.
- في مفهوم التصميم الحديث يبدو الحمام ذو الملحقات المستديرة فاخراً وحديثاَ. حيث تساعد الأشكال المستديرة في خلق شعور بالمنتجع الصحي والذي يخلق مزاجاً ناعماً ومريحاً.
- اختر مرآة حمام مستديرة بدلاً من مرآة مستطيلة لتكمل أناقة حمامك.
3- اختر الإضاءة ذات الحلقات المنحنية
لإنشاء نقطة محورية في الداخل بيوفيليك، يمكنك اختيار الأشكال المنحنية أو الدائرية في عنصر الإضاءة. ويمكنك أيضاً إضافتها إلى غرفة المعيشة أو المطبخ أو أي غرفة أخرى. نفضل أحياناً المصابيح المعلقة العريضة والمتمايلة بانحناءاتها في التصاميم الحديثة ، سواء كانت مطلية أو مصنوعة من أعواد الخيزران الطبيعي.
المراجع: العضــــوية و تأثيـرها على العمــارة الداخلــــية – رسالة ماجستير لـ علا ســماء عبد المعبـود – فــنون جميــلة الإســــكندرية 2005