Web Analytics
الحضارة الاسلامية

مرحلة التربية الروحية

مرحلة التربية الروحية: تُعد مرحلة الدعوة السرية في حياة الرسول ﷺ من أهم المراحل التأسيسية في بناء المجتمع الإسلامي، حيث ركزت على غرس العقيدة الصحيحة في النفوس، وتربية الأفراد تربية روحية عميقة تقوم على الإيمان بالله وحده، بعيدًا عن مظاهر الشرك والجاهلية. في هذه المرحلة، لم يكن الهدف مجرد نشر الدعوة، بل إعداد جيل مؤمن قوي العقيدة، ثابت أمام التحديات، قادر على حمل رسالة الإسلام في المستقبل. لقد اتسمت هذه الفترة بالحكمة والسرية، حفاظًا على سلامة الدعوة وأتباعها، مع التركيز على بناء الفرد المسلم من الداخل قبل الانتقال إلى مرحلة المواجهة العلنية.

إتخاذ دار الارقم مقراً للدعوة: (11 ق هـ /6 اغسطس سنة 612م)

كانت الفترة الاولى من عمر الدعوة تعتمد على السرية، والفردية، وكان التخطيط النبوي دقيقاً ومنظماً، وسياسياً بارعاً، ولما وجد رسول الله أنه لا يستطيع أن يجتمع بأصحابه ليعلمهم أصول الدين في مكان عام، إستقر رأيه على أن ينتقل بأصحابه إلى مكان خاص مقفل بعيداً عن أعين رجالات قريش، وكان الارقم بن أبي الارقم (ت 53هـ) من أوائل المسلمين، وكان يعيش مع أبيه في منزل واسع في الطريق إلى الصفا، فدعا الارقم رسول الله إلى أن يتخذ داره مكان للقاء الصحابه، فوافق رسول الله وإنتقل الرسول مع أصحابه إلى هذه الدار في أوائل العام الثالث للبعثة.

وكان إختيار دار الارقم لتكون مركز القيادة، في مرحلة التربية الروحية ولتكون المدرسة الجامعة الاسلامية الشاملة العامة، التي يديرها أعظم مخلوق عرفته البشرية، وكان الرسول يجتمع بالصحابه الكرام، يربيهم و يعلمهم أمور دينهم، وكان إلى جانب دار الارقم المركز الرئيسي دور أخرى، بمثابه مراكز فرعية ينتظم فيها الصحابة الذين يختارهم رسول الله، وجاء إختيار النبي ﷺ لدار الارقم ليجتمع فيها بأصحابه بعيداً عن أعين المشركين؛ لعدة أسباب، منها :

  •  أن الأرقم كان من السابقين الأولين للاسلام وكان في حدود السادسة عشرة من عمره، ولن يخطر ببال أحد من المشركين أن يجتمع النبي ﷺ والصحابة في هذه الدار. بل إن نظرها كان يتجه في الغالب إلى بيوت كبار الصحابة.
  • أن الارقم كان من بني مخزوم، وهي قبيلة تحمل لواءالحرب ضد بني هاشم، ولم يكن الارقم معروفاً بإسلامه، ولن يخطر في البال أن يكون اللقاء يتم في قلب صفوف العدو.
  • البناء العقدي للفرد المسلم: ظل الرسول الكريم طوال العهد المكي يدعو إلى لا إله إلا الله، فالعهد المكي هو عهد التوحيد، عهد الايمان بالرسالة، عهد إرساء قواعد إسلامية أخلاقية كريمة عامة شاملة تشمل كل جوانب الحياه.
  • صفات مدرسة دار الارقم: هي أعظم مدرسة للتربية والإعداد عرفها التاريخ، إنها المدرسة التي تملاء الذات يقيناً بالله، وتوكلاً على الله، وإنابة إلى الله، إنها المدرسة التي حثتنا على الخير كله، وحذرتنا من الشر كله. إنها المدرسة التي تربط القلوب بعلام الغيوب، إنها المدرسة التي تربي ملائكة البشر والتي تخرج منها قادة حرروا البشرية من رق العبودية، وأخرجوهم من الظلمات إلى النور، بعد أن رباهم رسول الله r، وكانت قلوب الصحابة وأرواحهم تتفاعل مع القرآن وتنفعل به، فيتحول الواحد منهم إلى إنسان جديد بقيمه ومشاعره، وأهدافه وسلوكه، وتطلعاته وأمنياته.

شروط القبول بهذه المدرسة: تقبل كل من يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله، وهذه المدرسة لا تمييز بين جنس وجنس، أو لون ولون، أو بين رئيس ومرؤوس، كل من شهد الشهادتين دخل فيها وانتسب إليها وكانت سعادته في الدنيا والاخرة.

المنهج الذي يدرس فيها: حرص النبي ﷺ على البناء الداخلي لمجتمع المسلمين، وإتخذت تربيتة لأصحابه في دار الارقم الجانبين النظري والعملي وذلك عبر وسائل وأدوات عدة منها: التربية بالقدوة، وتزكية النفوس والتحلي بالأخلاق الحسنة والاهتمام بالصلاة وقيام الليل والصوم؛ وترسيخ مفاهيم العقيدة الإسلامية الصحيحة بصفائها ونقائها وتمايزها عن العقائد الباطلة، مع تبشير المسلمين بمستقبل مملوء بالنصر والتمكين والمجد.

وكان دائمًا هناك تذكير بأحوال الأمم السابقة وعاقبة الظالمين والمسلمين في كل أمة، وقد حققت هذه الأدوات والوسائل نجاحًا منقطع النظير، مما كان دافعا قويا في السير قدما في مجال الدعوة، وتربية رجال صدقوا عهدهم مع الله، وجاؤوا صورة عملية لهذه التوجيهات الربانية، فالقرأن كان المدرسة الالهية التي تخرج فيها ذلك الجيل الذي لم تعرف البشرية له مثيلاً. ولقد جاهد رسول الله ليرسي القواعد التالية وفق ما جاء به القرأن الكريم:

أولاً: التعريف بالله الخالق وترسيخ عقيدة التوحيد:

  • جاء الإسلام بعقيدة التوحيد التي تفرد الله سبحانه بالعبادة والطاعة، ومعرفة أن الله واحد في ذاته، واحد في صفاته، واحد في أفعالة، لا إله إلا الله هي الركن الاول من أركان الاسلام، ب لا إله إلا الله نتحرر من كل أنواع العبوديات لغير الله U، فهو وحده المتفرد بالايجاد والامداد، فهو الخالق والرازق المحى المميت، وحرص r على تثبيت تلك العقيدة وتأكيدها، وبهذا نفى لكل تحريف سابق لتلك الحقيقة الأزلية، قال تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ .اللَّهُ الصَّمَدُ  *  لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ  * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [1].
  • أنهي الإسلام الجدل الدائر حول وحدانية الله تعالى، فعقيدة التوحيد في حقيقتها خلاص للإنسان من ألوهيات البشر، ومساواة بين بني البشر، وإلغاء للتمييز العنصري بكل أنواعه، واسترداد لإنسانية الإنسان وكرامته، وفكٌّ لقيود الإرهاب التي كانت تمارَس بِاسْم الدين، أو من قبل الكهنة والمتحدثين بِاسْم الله، فالجميع في قيم القرآن الكريم يتصلون ويتواصلون مباشرة مع الله، دون وساطة، وردَّ على إفتراءات اليهود والنصارى، قال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ۖ ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ ۖ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۚ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ  *  اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [2].
  • قطع القرآن الكريم الطريق على كل من جعل مع الله إلهًا آخر بالحجة والمنطق، قال تعالى: {أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الأَرْضِ هُمْ يُنشِرُونَ * لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ}[3].
  • الله وحده هو سيد الملكوت من الازل إلى الابد، أما ما سواه من الخلائق فيسري عليهم قانون العدم والوجود: خلقٌ، فحياهٌ، فموت، ثم بعثٌ للحساب، ثم خلودٌ في الجنة أو خلودٌ في النار. والنبي r هو أعلم الناس بالله لقوله: [إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا] [4]، ولذا عرف الرسول الكريم الصحابة بكل ما يتعلق بالله سبحانه وتعالى، من حيث ما يجب لله تعالى من الصفات من مثل: (الوجود والعلم والقدم وقيامه بنفسة)
  • وبكل ما يستحيل في حق الله تعالى من مثل: (العدم، الجهل، القدم، الحدوث، احتياجه إلى غيره)، كما عرفهم بما يجوز في حق الله تعالى من فعل كل ممكن أوتركه، كالإحياء والأماتة، ولذا كان العلم بالله تعالى وصفاته من أجلّ العلوم وأعلاها وأوجبها وأولاها[5]؛ لقوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ}[6]، فالله هو الواحد الاحد الذي ليس كمثله شئ، المنزه عن كل بشرية أو نسبية أو نقص.

ثانياً: القرأن الكريم مصدر التلقي الوحيد:

  • القرأن الكريم هو المنهج الذي تربى عليه جيل الصحابة، وكان روح القدس ينزل بالايات غضة طرية على رسول الله فيسمعها الصحابة من فم رسول الله مباشرة، فتسكب في قلوبهم، وتتسرب في أرواحهم، وتجري في عروقهم مجرى الدم، ورسم القرأن الكريم صورة كاملة منذ أوجدنا الله تعالى في هذا الكون لخارطـــــة الوجود، وأجاب على تساؤلات الفطرة والتي منها:
  • البداية: من أين أتينا؟  بين القرأن الكريم أن حقيقة خلق الانسان ترجع إلى أصلين: أصل بعيد وهو أدم u فقد خلقه الله من طين ثم نفخ فيه الروح، فصار بشراً سوياً من لحم ودم، وأصل قريب مستمر وهو ذرية أدم من نطفة، فقال تعالى:{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ ۖ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ}[7]، وقال تعالى: {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ (7) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ}[8]. وقال في موضع أخر { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[9] فهي خلافة تكريم وتكليف وتشريف لبني الإنسان، لعبادة الله وحده، وتعمير الأرض بالحق والخير والسلام لبني الإنسان، وقد يلح سؤال أخر على الفطرة الانسانية وهو:
  • لماذا أوجدنا الله في هذا الكون؟ قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}[10] العبادة، تبدأ بمعرفة الله U، فأن عرفته أطعتهُ وأقبلْت عليه فتسعد بقربه، وتتقلب في رحمته، نحن خلقنا للخلود، ولكن شاءت أراده الله عز وجل ألا يكون الخلود في هذة الدار، ولكن في جنة عرضها  السموات والارض، قال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ}[11].
  • العقبات في عالم الشهادة (الدنيا): إبليس – العدو الاكبر للانسان في هذا الوجود: كان رسول الله من خلال المنهج القرأني، يحدث الصحابة عن قصة أدم وصراعه مع الشيطان، منذ أمر الله الملائكة بالسجود لادم فسجدوا إلا إبليس، {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}[12]، وقصة أدم مع الشيطان تحدد للبشر مبدأهم ومنتهاهم، ودورهم في الارض وخطة سيرهم فيها والعقبات التي تقابلهم في أثناء رحلة الحياه، ومن العقبات الاخرى: النفس الامارة بالسؤ وما تهواة من الشهوات، وشيطان الجن القاعد لنا بكل طريق، وشياطين الانس، والدنيا ببريقها وزخارفها وزينتها.
  • زاد الطريق: بين الرسول ﷺ أن الطريق هو الإسلام، والسنة هي المنهج الذي ينير لنا الطريق. والطريق عليه داع هو واعظ الله في قلبك، وهو ذلك الصوت الذي ينبعث من داخلك ليؤنبك على كسلك وتقصيرك في حق الله تعالى، وهذا الواعظ هو الذي سيحركك ويدفعك للسير في الطريق الصحيح، وقد يطلق البعض عليه كلمة الضمير.. والطريق إلى الله شاق وصعب، وعلى الطريق يوجد معينات وعوائق وعلائق وقواطع، وذلك كله يقتضي منا أن نبحث عن زاد الطريق[13].
  • وفي مرحلة التربية الروحية سعى الاسلام إلى جعل هذا الضمير متألفا مع الطبيعة البشرية لا يشذ عنها، فأرسى قواعد الاخلاق على ركائز الصدق والتواضع والرحمة والبر والايثار والعفو والاحسان وكبح جماح الشهوات، ويربط الاسلام بين الدنيا والاخرة، وجعل الاخرة متممة للدنيا حيث القصاص العادل والمطلق ممن افلتوا بجرائمهم من عدل الدنيا النسبي، وحيث الثواب الكبير لمن صبروا على ظلم الغير لهم، ووكلوا ربهم في القصاص من ظالميهم، وهكذا يربط الاسلام بين الدين والحياة برباط من الوحدة والاتساق، في توازن محكم بين إلهامات الروح المشدودة للسماء ونوازع الجسد الطينية، فلا يفتئت أحدهما على الاخر.

ثالثاً: إحترام جميع الأنبياء:

الأنبياءَ جميعًا إخوةٌ أرسلَهم اللهُ لهداية البشرية، وإخراجها من الظلمات إلى النور، وبين رسول الله r أن الأنبياء جميعاً إخوة، عقيدتهم واحدة وهي توحيد الله، وشرائعهم متنوعة، فأوضح القرأن الكريم أن الدعوة الاسلامية تصديق لما جاء في الكتب السماوية السابقة، قال رسول الله ﷺ: [ أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياءُ إخوةٌ لعلَّات، أمهاتُهم شتَّى، ودينُهم واحدٌ][14]، وقال ﷺ: [لا تفضلوا بين أنبياء الله][15]، ولا يعد المرء مسلمًا إلا بالإيمان بجميع أنبياء الله تعالى ورسله، الذين قاموا بتربية أتباعهم تربية عالية ربانية تليق بإيمانهم بربهم، وتعدهم للشرف العظيم الذي ينتظرهم يوم لقائه، تربية تعدهم لتحمل الأمانة مع رسولهم ثم يورثونها من بعدهم لابنائهم جيلا بعد جيل،كما عرف الصحابة بما يجب للرسل وما يجوز وما يستحيل في حق الرسل[16].

رابعاً: أركــــــــــــــــان الاسلام:

الاسلام هو الدين الوحيد الذي يجعل من عبادته خطة تربوية لاستيعاب الجوانب التنموية الشاملة، فالعبادات في الاسلام ذات غرضين، غرض مشترك يتصل بالعلاقة القائمة بين العبد وربه، وغرض مشترك يتصل بالعلاقة القائمة بين الانسان والانسان، والاسلام منهج شامل لكل جوانب الحياة، يقوم على قواعد راسخة، بها تتميز الامة الاسلامية، قال رسول الله r: [بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان][17]، شبه النبي الإسلام ببناء محكم، وشبه أركانه الخمس بقواعد ثابته محكمة وهي التي تحمل ذلك البنيان، تناولت هذه الاركان أمور عقدية وهي الشهادتان وعبادات بدنية كالصلاة والزكاة.

  • أما الشهادتين: فهما ركن واحد لكونهما متلازمتين لا تنفك إحداهما عن الأخرى،ينطق العبد بهما معترفا ومقراً بواحدانيه الله تعالى واستحقاقة للعبادة وحده دون ما سواه، ومصدقاً بقلبة برسالة محمد بن عبد الله. 
  • الصــــلاة: وجاءت بعد التوحيد مباشرة، والصلاة عبادة يقوم بها المصلي منفرداً أو مشتركاً مع جماعة معينة، وهو في إنفراده ومشاركته للاخرين يبتعد في أثناء الصلاة عن كل ما سوى الذكر والتأمل وتلاوة القران الكريم، إنها بطبيعتها عملية عزل عن الدنيا وهمومها ومنافعها وأغراضها، ثم عطف عليها بعبادة مالية وهي:
  • الزكــــــاة: والتي ضمت للصلاة بعد الهجرة، تبرز بها أخلاق التضحية وينكشف عن طريقها شعور العابد بالالتزام المادي نحو المجتمع الذي يعيش فيه، وسيلة عملية لحماية الفقير من ضيق الحاجة، ومن الاحساس بالحرمان والحسد، ولحمايته أيضاً من فكرة الثورة على الاغنياء وإنتزاع ما بأيديهم من المال وللحيلولة دون تفتت المجتمع وإنهياره.
  • الصيـــام: وهو عبادة بدنية روحية والذي فرض في سنة واحدة مع فرضية الزكاة، إنها العبادة التي ترافق الانسان في سكونه وحركته وفي سعية خلال النهار على رزقه ورزق عائلته بحيث تصبح الرقيب الذي يتابعه متابعة قريبة. والصوم عبادة يعجز الناس عن مراقبة صاحبها، لان الله وحده المراقب لها، والصائم لا يستطيع أن يتاجر بصومه، ووتتميز بالصدق والاصالة والاخلاص، لانها العبادة الوحيدة التي لا يشهد لها غير الله وغير جوارح الانسان وقلبه. كما جاء في الحديث: [كل عمل ابن ادم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به][18]

وتبقى هذه العبادات الثلاث عمليات تربوية فردية أو شبه فردية، إنها تصوير لمنهج إلهي يقصد به التطهير الفردي الدائم، وتعرية النفس أمام صاحبها بأساليب معينة، فيها التأمل الذاتي كما في الصلاة، والممارسة اليومية كما في شهر الصيام، وتنمية الالتزام المادي نحو المجتمع كما في الزكاة.

  • أما الحـــج: وهو عبادة بدنية مالية وفيها جانب روحي نفسي، وهو عبادة جماعية مشتركة ليست فردية،

وفي مرحلة التربية الروحية جاء الترتيب منسجماً مع أهمية كل ركن من هذه الاركان، وظل الرسول يعلم الصحابة كتاب الله تعالى، ويربيهم على التصور الصحيح في قضايا العقائد، والنظر السليم للكون والحياة، وأن الظواهر الكونية من الذرة إلى المجرة أي السماوات والأرض وما فيهما هي جمادات فقيرة في ذاتها، كانت لا شي‏ء ثم وُجدت فهي مسبوقة بالعدم، فلكي توجد لا بد من موجد لها لأنها لا يمكن أن توجد نفسها بنفسها، وهذا الموجد لها لا بد وأن يكون غنياً، عنده القدرة على إيجادها ويخرجها من العدم إلى الوجود.

والعبادة بصورة عامة لا تحقق الغاية منها بمجرد أن يقوم العابد بالطقوس المعينة التي تنتظم بها هذه العبادات، لكنها تحقق الغاية حين تكون التقوى هي الجوهر الحقيقي للعبادات، والتقوى تعني النية الخالصة لوجه الله…. بحيث تتم العبادة كما لو أن العابد يشهد ربه ويراه بعينه، فإذا لم يره بالعينين فهو يتصرف بين يدي الله وهو يعلم أن الله يراه.

خامساً: أركــــــــــــــــــان الايمان:

الإيمان أحد الأسس التي تقوم عليها الشريعة الإسلامية الحنيفة، ولا يصح إسلام الشخص ولا يقبل إسلامه إن لم يكن مؤمناً، وأركان الإيمان في الإسلام كما قال ﷺ: “أن تؤمن باللَّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر؛ وتؤمن بالقدر خيره وشره[19].

  1. الإيمان بالله سبحانه وتعالى:  الإيمان في اللغة؛ التّصديق، أما في الاصطلاح الشرعي؛ فهو تصديقٌ بالقلب، ونطقٌ باللسان، وعملٌ بالجوارح والأركان، والإيمان بالله هو التّصديق الجازم الذي لا يشوبه شكّ بالله I، ربّاً واحداً لا شريك له، والإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته كمظاهر الجلال والقدرة والكمال، ويتفرّع منه الإيمان برسوله ﷺ، فهو الذي جاء بالرسالة من عند الله سبحانه وتعالى، ومن الإيمان أيضاً؛ الإيمان باليوم الآخر، وكل ما فيه من الجنة والنار، والحساب والجزاء على الأعمال.
  2. الايمان بالملائكة:  يجب علينا الإيمان بوجودهم لأن الإيمان بهم ركن من أركان الإيمان، والملائكة مخلوقات نورانية، لا يوصفون بالذكورة ولا بالأنوثة، لا يأكلون ولا يشربون، ولا يملون ولا يتعبون ولا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون.

3. الإيمان بالكتب السماويّة – 4. الايمان برسله: وهو الإعتقاد والتصديق الجازم الذي لا يشوبه شكّ بالكتب السماويّة التي أنزلها الله على رسله وأوحاها إليهم. ومن هذه الكتب القرآن الكريم المنزّه من  التّحريف، والإنجيل، والتّوراة (الغير محرّفين)، والزّبور، وصحف إبراهيم. والايمان بالأنبياء والرّسل الذين إصطفاهم الله لينقلوا للبشر رسالاته السماويّة وهدايتهم، سواء من نعرفهم أم من لا نعرفهم. وقد تمّ ذكر خمسة وعشرين نبيّاً في القرآن الكريم، نؤمن بهم جميعاً. أمّا أولي العزم من الرسل فهم خمسة فقط وهم: محمد، إبراهيم، وموسى، وعيسى، ونوح عليهم جميعاً الصلاة والسلام.

5. الايمان باليوم الاخر: هو التصديق الجازم بأن الله تعالى يبعث الناس من القبور بعد الموت، ثم يحاسبهم ويجازيهم على أعمالهم، حتى يستقر أهل الجنة في منازلهم، وأهل النار في منازلهم، ولعلنا نستطرد بعض الشئ في تفصيل الايمان بالملائكة واليوم الاخر.

مفهوم عالم الشهادة: هو عالم الاكوان الظاهرة و المحسوسات الطبيعية، و هو العالم الذي يعيش فيه الانسان و يدركه بحواسه.

أما مفهوم عالم الغيب لغة: فهو كل ما لا تدركه الحواس. واصطلاحا: هو كل ما استأثر الله تعالى بعلمه ولم يطلع عليه أحدا من خلقه ومخلوقاته إلا من ارتضى من رسول.

والايمان بعوالم الغيب ينبغي أن يكون راسخاً في الذات، حتى يكون له تأثيرفي السلوك، ونحن مطالبون بأن نؤمن بعالم الغيب الذي جاءنا عبر الرسول الكريم، ولا يشترط لكي نؤمن بالسمعيات أن ندرك الماهيات والكيفيات، بل نؤمن بالنصوص ومضامينها على الكيفية التي أحاط الله بها، ولا نقيس عالم البرزخ على عالم الدنيا، كما لا نقيس عالم الاخرة على عالم البرزخ.

  • فنؤمن بكل عقيدة جاءت بها النصوص الثابتة عن رسول الله ﷺ من حقائق مستقبلية أو حقائق مغيبة مثل الإيمان بعالم البرزخ، أو عالم الملائكة، أو عالم الجن، البعث بعد الموت، والحساب، ونتعرف على المواطن الكبرى من عالم الاخرة من مثل: الميزان، تطاير الصحف، الشفاعات، الحوض، والصراط الذي ينصب على متن جهنم ثم الجنة أو النار، ثم تنتهي خارطة الوجود عندما ينادي منادي: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت،

ومن واجب الإيمان بالله الغيب، ألا يتفكر الإنسان عن حقيقة الخالق الأعظم، وفي القرآن: لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير، ويقول الحق: ليس كمثله شيء، وفي الحديث: تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله فإنكم لن تقدروه قدره .

ومن مظاهر الإيمان بالله، الإقرار بأن الحياة والموت والرزق والمرض، مصدرها الله، قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير، تولج الليل في النهار وتولج النهار في الليل وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي وترزق من تشاء بغير حساب .

المحور الثاني: مقتضيات الإيمان بالغيب وآثاره

1- مقتضيات الإيمان بالغيب

  • تسبيح الله وتعظيمه والخضوع له ومحبته والتواضع لجلاله وكماله.
  • الإسراع إلى فعل الخيرات واجتناب المحرمات.
  •  عبادته تعالى ومجاهدة النفس لبلوغ درجة الإحسان.
  •  الصبر في الضراء والشكر في السراء.
  • عدم إتيان العرافين وتصديقهم.

2-اثر الاعتقاد بان الله عالم الغيب و الشهادة :

  • اليقين بعظمة الخالق سبحانه و تعالى و احاطته المطلقة بكل شيء .
  • استحضار مراقبة الله تعالى لافعال و اقوال الانسان.
  • الشعور بالطمانينة و الرضى بقضائه و قدره …
  • تحصين الانسان من الوقوع في شرك السحرة و العرافين و الكهنة و المشعوذين و غيرهم …
  • الإيمان بملائكته: وهو الإعتقاد والتصديق الجازم الذي لا يشوبه شكّ بوجود الملائكة وإن لم نرهم، وأنّ الله خلقهم من نور، وأنّ الله اصطفاهم بميزات تختلف عن البشر وأنّهم لا يعصون الله جلّ وعلا.
  • الإيمان باليوم الآخر: بين لنا الله عز وجل في كتابه الكريم، ومن خلال الرسول r خارطة الوجود، فالبداية من الله عندما أمر الملك أن ينفخ فينا الروح ثم قدمنا من عالم الارحام إلى عالم الشهادة، لنعبد الله تعالى وحده، و نجاهد أنفسنا لنتغلب على العقبات في الطريق إلى الله تعالى، ونبقي في هذه الدنيا مقدار الاجل الذي أجله الله لنا، حتى إذا جاء الموت، إنتقلنا من عالم الشهادة إلى عالم البرزخ[20]،
  • الميزان: إذا وضعت الميزان الذي هو من عوالم الاخرة نصب العين، معني ذلك أنه ينبغي قبل أن تقول الكلمة، أن تستحضر ترى أتضعها في كفة الحسنات أم السئيات، وحينما يحيك في صدرك أمر من الامور، فيه معصيه لله، ثم ترجع عنه مستحضراً الميزان نصب عينيك فيظهر أثر ذلك الاستحضار للميزان في سلوك الفرد المسلم، فيتخذ من تقوى الله (مراقبة الله في السر والعلن) أساساً لبناء قيم أخلاقية سامية، تتعدى مجالاتها حدود العصبية القبلية، وتتسع في نفس الوقت لتسع البشرية كافة، فالله سبحانه وتعالى خلق الناس من ذكر وأنثى، وجعلهم شعوباً وقبائل، ليتعارفوا إن أكرمهم عند الله أتقاهم، فالشعوب والقبائل في الاسلام ليست وحدات منعزلة، وإنما هي مجتمعات يستوي الناس فيها أمام الاسلام بصرف النظر عن أصلهم وجنسهم.

من أهم جوانب الإيمان بالغيبيات الاعتقاد بالآخرة ووقوع الساعة وما يحدث فيها

الساعة حق والإيمان بها فريضة عقدية . أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون، والإيمان هو أساس الحساب وهكذا يتم الحساب بعدل الخالق وبدقة بالغة . ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئًا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين .

والحساب يستتبع الإيمان بكل ما يحدث فيه وما ينتهي إليه من الميزان والمشي على الصراط والشفاعة والجنة وما يحدث فيها من ألوان النعيم والنار وما يحدث فيها من ألوان الشقاء .

  • الصراط: هل من صلة بين الصراط في الاخرة والصراط الدنيوي المتمثل في كتاب الله وسنه نبيه، الصراط الدنيوي هو الاسلام بكل أحكامة وتشريعاتة، فإذا إستقمت على الصراط الدنيوي، لابد من أن يثبت الله قدميك على الصراط الاخروي، وبمقدار ما تسرع في الطاعات في هذه الدنيا يكون إسراعك على الصراط غدا بين يدي الله عز وجل، وبمقدار ما تقدم من طاعات وهي كثيرة من مثل قوله ﷺ: (المسلمُ أخو المسلمِ لا يَظْلمْه ، ولا يُسلِمْه ، من كان في حاجةِ أخيه؛ كان اللهُ في حاجتِه، ومن فرَّج عن مسلمٍ كُربةً؛ فرَّج اللهُ عنه بها كربةً من كُرَبِ يومِ القيامةِ، ومن ستر مسلمًا؛ ستره اللهُ يومَ القيامةِ ومن مشى مع مظلومٍ حتى يُثْبِتَ له حقَّه؛ ثبَّت اللهُ قدمَيه على الصِّراطِ يومَ تزولُ الأقدامُ) [21]،
  • أما أي إنحراف عن الصراط في هذه الدنيا إذا لم يتب صاحبة منه سيجد هناك كلاليب على الصراط الذي ينصبه الله على متن جهنم تتخطفة وتهوي به في نار جهنم والعياذ بالله، ولقد هدمت عقيدة البعث والحساب بعد الموت، رابطة العصبية القبلية القائمة على الدم، وأحلت مكانها نواة لوحدة على أساس الضمير، وتقوى الله في السر والعلن، حيث ينال الإنسان إما جنة عرضها السموات والارض أو يخلد في النار، وما اقترن بها من المسئولية الفردية، حيث يحاسب الفرد وحده  على ما قدمت يداه في الحياة الدنيا، قال تعالى:{فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [22].

6. الايمان بالقضاء والقدر: الاعتقاد بالقضاء والقدر خيره وشره، وما يعنيه من الإيمان بقدرة الخالق على تسيير خلقه بما قدر وحكم ورزق ومنع وخلق ودبر .

تزكية النفس: جاءت شريعة الله بكثير من الحقائق المهمة التي تزكي النفوس، وتجعل العبد يراقب الله في السر والعلن ومنها قوله ﷺ عندما سئل عَنْ الإحسان؟ فقال: “أن تعبد اللَّه كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك” ومن أعمال القلوب التوكل على الله والانابة إلى الله، والتعلق بالله والشوق إلى الله، ومحبة الله، والتسليم لله، والرضا بقضاء الله، والعلم بالله هو الثمرة الخاصة للتفكر، وإذا حصل العلم في القلب تغير حال القلب، وإذا تغير حال القلب تغيرت أعمال الجوارح إلى الأفضل.

التدبر في أيات الله: حث القرأن الكريم على إعمال الفكر، والتفكر في أيات الله، فالكون كتاب مفتوح يورث التفكر فيه اليقين بعظمة الخالق، ويوثق الصلة بالله سبحانه وتعالى، والعربي بفطرتة وبالنظر العقلي في أيات الله يقول: إن البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، أفلا تدل سموات ذات أبراج و أرض ذات فِجاجْ و بحار ذات أمواج على مُبدِع لطيف خبير. والتفكر في هذا الكون عبادة لله تعالى بأسمائه وصفاته وأفعاله، يورث الخشية والخشوع لله، قال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}[23]، بل وفي تأمل الانسان في نفسه، وما وهبه الله من سمع وبصر، {وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [24].

الخاتمة:

وبذلك نكون قد وصلنا لنهاية موضوعنا عن: مرحلة التربية الروحية في الدعوة السرية، والتي لم تكن مجرد فترة زمنية عابرة، بل كانت حجر الأساس الذي قامت عليه الأمة الإسلامية. وتتضمن السنة النبوية كل أساس من هذه الاسس في كل مجال من مجالات التربية، من هنا تتضح الحكمة البالغة في قول الرسول الكريم: إني تركت فيكم ما إن إعتصمتم به فلن تضلوا بعدي أبداً: كتاب الله وسنة نبيه[25] فقد نجح الرسول ﷺ في تكوين نواة صلبة من المؤمنين الذين حملوا الرسالة بصدق وإخلاص، بعد أن تربوا على الإيمان العميق والارتباط بالله عز وجل. هذه المرحلة تؤكد أن أي نهضة أو إصلاح يبدأ أولًا ببناء الإنسان من الداخل، وتزكية النفس، وترسيخ القيم الإيمانية، قبل الانتقال إلى التغيير المجتمعي الشامل. وهكذا، كانت الدعوة السرية نموذجًا في التخطيط الاستراتيجي والتربية الإيمانية التي صنعت أعظم تحول في تاريخ البشرية، في الحلقة القادمة سوف نتحدث عن: الجهر بالدعوة وسياسة التدرج فانتظرونا.

المراجــــــــــــــــــــــع:

[1] (الإخلاص: 1-4)

[2] (التوبة: 30-31)

[3] (الأنبياء: 21-22)

[4] (صحيح البخاري، كتاب الإيمان، عن أم المؤمنين عائشة )

[5] (من أراد التوسع في هذا الباب في علم التوحيد، أوعلم الكلام حيث قسّم علماء العقيدة صفات الله عز وجل إلى ثلاثة أقسام:

1.   الواجب: كل شيء لا يتصوّر عدمه بالنسبة لله فهو واجب، كصفة الحياة، فلا يتوقع بحال كون الإله ليس حيًّا!

2.   المستحيل: هو كل ما لا يتصور وجوده، مثل: الموت والعجز والضعف والجهل والنسيان، وما أشبه ذلك، هذا ممتنع في حق الله عزّ وجلّ.

3.  الجائــــــــز: يجوزﻓﻲ ﺣﻘﻪ تعالى ﻓﻌﻞ ﻛﻞ ﻣﻤﻜﻦ ﻭﺗﺮﻛﻪ ﻓﻼ‌ ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﻻ‌ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ عليه فعل شيء من الممكنات.)

[6] (محمد: 19)

[7] (الأعراف: 189)

[8] (السجدة:7-8)

[9] (البقرة: 30)

[10] (الذاريات:56)

[11] (ال عمران: 133)

[12] (البقرة: 34)

[13] (روى الإمام المقدسي عن أبي ذر الغفاري قال: أوصاني خليلي بأربع كلمات هن إليّ أحب من الدنيا وما فيها  قال لي: يا أباذر :”أحكم السفينة فإنّ البحر عميق، واستكثر الزاد فإنّ السفر طويل، وخفف ظهرك فإنّ العقبة كؤود، وأخلص العمل فإنّ الناقد بصير”، وأورده الديلمي في مسند الفردوس بلفظ : يا أبا ذر جدد السفينة فإن البحر عميق ، وخفف الحمل فإن السفر بعيد ، وأحمل الزاد فإن العقبة طويلة ، وأخلص العمل فإن الناقد بصير .)

[14] (إخوة لعلات: هم الإخوة لأب من أمهات شتى. ومعنى الحديث: أصل عقيدتهم وإيمانهم واحد وهي عقيدة التوحيد، وشرائعهم متنوعة – رواه البخاري (3162).

[15] (رواه البخاري (3187)، ومسلم (4362).

[16] (وهو ما يعرف الان في علم التوحيد بالنبوات)

[17] (عن ابن عمر رضي الله عنهما – صحيح البخاري، رقم: 8 – صحيح مسلم، رقم: 16)

[18] (عن ابي هريرة – حديث صحيح متفق عليه)

[19] (صحيح مسلم: من حديث عمر بن الخطاب)

[20] (جاء في كتاب إعانة الطالبين على حل ألفاظ فتح المعين للعلامة السيد البكري قوله: واعلم أن الارواح على خمسة أقسام: أرواح الانبياء، وأرواح الشهداء، وأرواح المطيعين، وأرواح العصاة من المؤمنين، وأرواح الكفار.

– فأما أرواح الانبياء: فتخرج عن أجسادها، وتصير على صورتها مثل المسك والكافور، وتكون في الجنة، تأكل، وتتنعم، وتأوي بالليل إلى قناديل معلقة تحت العرش.

– وأرواح الشهداء: إذا خرجت من أجسادها فإن الله يجعلها في أجواف طيور خضر تدور بها في أنهار الجنة، وتأكل من ثمارها، وتشرب من مائها، وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش.

– وأما أرواح المطيعين من المؤمنين: فهي في رياض الجنة، لا تأكل ولا تتنعم، لكن تنظر في الجنة فقط.

– وأما أرواح العصاة من المؤمنين: فبين السماء والارض في الهواء.

– وأما أرواح الكفار: فهي في أجواف طيور سود في سجين، وسجين تحت الارض السابعة، وهي متصلة بأجسادها، فتعذب أرواحها، فيتألم بذلك الجسد.)

[21] (راوة: عبدالله بن عمر- صحيح الترغيب الألباني – الصفحة: 2614 خلاصة حكم المحدث: حسن لغيره)

[22] (الزلزلة: 7-8)

[23] (ال عمران190-191)

[24] (الذاريات 21)

[25] (رواه الحاكم)

للحصول على مزيد من المعلومات برجاء متابعى على المنصات التالية:

الفيسبوكhttps://www.facebook.com/profile.php?id=100088893776257

اليوتيوب: https://www.youtube.com/@ashrafrashad8031

التيك توك:https://www.tiktok.com/@ashraf.r1

الانستاجرام:https://www.instagram.com/ashraf.rashad.58/

م. أشرف رشاد

هنا يمكنكم الاطلاع على فنــــــــــــون العمارة المختلفة ولان العمارة هي ام الفنون فسنلقي الضوء على المبادئ الأساسية للهندسة المعمارية مثل: تاريـــــــــــــــــخ وطرز العمارة عبر العصور المختلفة، وأهم النظريات والمدارس المعمارية، وكذلك التصميم المعماري عبر تحليل الأفكار المعمارية للمشاريع المختلفة، وأعمال الديكورات الداخلية والتشطيبات، نسأل الله أن ينفع بهذا العمل ويكون خالصاً لوجهه الكريم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى