تصميم رائع لمبنى سكني صديق للبيئة: قامت شركة الهندسة المعمارية الإيرانية Saffar Studio بتصميم مبنى سكني صديق للبيئة بساحة حديقة سارفيستان في طهران، إيران، وذلك استجابة لوباء كوفيد-19 من أجل تحديد نمط حياة جديد خلال أوقات الأزمات.
ولتصميم مبنى سكني صديق للبيئة بطهران تم خلق مساحات خضراء كبيرة متعددة الوظائف، بحيث يظهر المبنى في صورة حديقة عمودية ويُنظر إليها على أنها أحد العناصر المعمارية الرئيسية للمبنى، وتبدو وكأنها ترفع جناحًا في السماء. تكريماً للحدائق الإيرانية القديمة والدور الأسطوري لنبات السرو في تاريخ إيران المشهور بأنه دائم الخضرة وبديمومتة ولذلك أطلقوا عليه اسم “سارفيستان”
فكرة التصميم: بدأت عملية التصميم لإيجاد حل يستجيب للتحديات ويكون قادرا على التكيف مع متطلبات وظروف فترة انتشار أمراض في المجتمع مثل فيروس كورونا، مشكلة خلقت مجالًا جديدًا لأسلوب الحياة يسمى الحجر الصحي، الوضع الذي كان له جانبان متناقضان للانطواء، يتضمن الإجبار على البقاء في المنزل، للسيطرة على العدوى والمرض، والميل إلى البقاء في الهواء الطلق بسبب التعب من البقاء في المنزل، مع الأخذ في الاعتبار الانطواء والانفتاح في نفس الوقت ودراسة الإمكانيات والتحديات التي تواجه المشروع.
- إن الطرق الرئيسية لمكافحة انتشار الأمراض الوبائية هي منع وجود بيئات بشرية كثيفة، وبالتالي زيادة نوعية الحياة وكذلك تقليل احتمالية الإصابة بالأمراض من كثافة وتعدد الوحدات في الطوابق الواحد.
عناصر المشروع:
- تم تخفيض عدد الوحدات في كل طابق إلى وحدتين كحد أقصى، يتم الوصول إلى الوحدات الموجودة في الطوابق من خلال سلالم متحركة ومصعدين في ردهتين منفصلتين.
- تتمتع جميع الوحدات بمدخلين منفصلين للتحكم في دخول التلوث إلى الوحدات، يحتوي أحدهما على مساحة أساسية معزولة مزودة بمساحة لغسل الملابس والأطباق وكابينة للاستحمام.
- تم توسيع مساحة غرفة الغسيل مع تغيير موقع هيكل المخطط، وفي نفس الوقت تم وضع مهمة غسل وتعقيم المعدات المستوردة من خارج المنزل.
- تحتوي جميع الوحدات على مدخلين منفصلين، أحدهما إلى الردهة الأرضية والآخر إلى المدخل الأمامي داخل الوحدة.
- يحتوي المجمع على مرافق مثل صالون تجميل ومغسلة وغرف عمل وقاعة اجتماعات وسينما وعيادة وصالة ألعاب رياضية ومقهى وأيضًا حديقة فناء كبيرة وكبيرة على السطح لتوفير رفاهية السكان.
- تتمتع جميع الأماكن العامة مثل حمام السباحة وقاعة الاجتماعات والمقهى بإضاءة مباشرة وتبادل الاتصال مع الهواء الطلق، وبجانبها يمكن الوصول إلى المساحات المفتوحة مثل المدرجات أو الساحات.
- استفاد المصمم من الفرق الكبير نسبياً في المناسيب بين الجانبين الشمالي والجنوبي لقطعة الأرض حوالي 3.76 م، في تصميم المدخل الرئيسي للمبنى على الجانب الشمالي من المبنى لإنشاء شعور أكثر جاذبية وأيضًا لخلق منظر مناسب وواسع ومهيمن على البيئة المحيطة.
- وكان لهذا القرار فوائد للمشروع، حيث صمم فرق ارتفاع بسيط لمدخل الجانب الشمالي للممر المجاور مع تقليل كمية الحفر، مما أدى لسهولة الوصول إلى مواقف السيارات من الجانب الجنوبي للمبنى، مع إمكانية إنشاء مساحة خضراء متدرجة في الجانب الجنوبي، والتي وفرت إضاءة كاملة لطابقين تحت الأرض من المبنى.
التفكير خارج الصندوق:
- تم استخدام تسعة مربعات لتحديد استخدامات الأرض في المشروع، بحيث تم تدوير الطوابق فوق بعضها البعض (مرة واحدة في كلا الطابقين) مع إنتاج طوابق متكررة مختلفة المساحات وبإطلالات مختلفة.
- أدى إنشاء المدرجات العالية والساحات بلا سقف، والمساحات المفتوحة وشبه المفتوحة الى خلق مناظر مباشرة وغير مباشرة للسماء والبيئة المحيطة، على نمط الأروقة وأفنية المنازل القديمة.
- تم خلق مساحات خضراء كبيرة متعددة الوظائف ساعدت في تحسين الرؤية والهوية البصرية، وتوفير الإضاءة المناسبة للمساحات والتحكم في الخصوصية، والسيطرة على تلوث الهواء البيئي في طهران من خلال تنقية الهواء وزيادة كمية الأكسجين في البيئة المحيطة للمشروع.
تصميم رائع لمبنى سكني صديق للبيئة: وأخيرًا، لقد حاول المصمم أن يجعل من الشكل الخارجي للمبنى يلبي الوظيفة من خلال تصميم فريد يلبي الاحتياجات والتحديات التي كانت موجودة أثناء فترة كوفيد 19، ويحد من تلوث الهواء في طهران ويوفر النضارة المستمرة في بيئة البناء، من خلال توفير المساحات الخضراء، كما امتد هذا المحور إلى الاهتمام بزمن ومدة احتياجات البناء وربطها بجميع القطاعات الأخرى، بالإضافة إلى إنشاء شبكة من الروابط البشرية بحيث يمكن أن يساعد موقع هذه المساحات في هيكل المخطط في إنتاج منصة مناسبة لتبادل الاتصالات والتفاعلات الاجتماعية مع أفنية الطوابق والوحدات الأخرى والتي تحيط بالبيئة، مثل شبكة متكاملة ورأسية.
موعدنا في المقال القادم لنتعرف على بعض الملامح المعمارية لبرج خليفة، أعلى برج في العالم فتابعونا.
