عصر ما قبل الأسرات والعصور العتيقة: في البداية كان الانسان يبحث عن غذائة في الطبيــــــــــــــــعة، فيجمع طعامة من الأشجار والنباتات، أو يصطاد الحيوانات والاسماك، فكان دائم التنقل وراء الطعام والماء، ونشأت العمارة مع بدء البشرية عندما اقتضت الحاجة ليحمي الانسان نفسه من الأخطار التي كانت محيطة به، فبدأ الصيادون الأوائل في سكن الكهوف الطبيعية والمغارات الصخرية مع سد فتحاتها بقطع كبيرة من الأحجار طالبين الدفء والأمان. ورعاة الأغنام لجؤوا إلى إقامة الخيام من جلود الأغنام بعد شدها إلى قوائم خشبية وإتخاذها مأوى لهم، إلى أن تعلم الزراعة، فكانت ذا أثر بالغ الأهمية في تطور الجنس البشري، لان الزراعة علمت الانسان الاستقرار لحراسة المزروعات ورعايتها وإنتظار جني المحصول، كما علمته أن يستأنس الحيوانات ويربيها.
- فبنى الانسان مساكن مستديمة كما بنى المخازن لحاصلاته والحظائر لحيواناتة بمواد ثابتة متينة حسب ظروف عصره.
- وكان يحدث صراع بينه وبين الانسان المتنقل الذي يعتمد على الصيد والسرعة والمفاجأة، وقد يضطرة الجوع للسلب والنهب.
- أما الانسان المستقر فقد إحتاج للتعاون مع غيره للدفاع عن ممتلكاتة، وتبادل الخدمات والمنافع وكان ذلك بداية التفاهم والتجمع في قرى سكنية، وهي الخطوة الأولى نحو المدنية.
- وامتد التعاون والتفاهم من داخل القرية الواحدة إلى القرى القريبة المجاورة، فنشأ طرق القوافل للتبادل التجاري، وكانت تقاطع الطرق نقطة هامة تجذب إليها الناس فالبعض جاء للتبادل والشراء، والبعض الاخر يتخذها مقر دائم له ويعتمد في معيشته على خدمة المسافرين أو على الحرف اليدوية.
- كانت تحاط المدن بالاسوار من أجل الدفاع عنها، وكلما كبرت المدينة وازداد النشاط والرخاء جذبت إليها أعداد أكبر من الناس.
- الحضارة الفرعونية: تعتبر من أقدم حضارات العالم، حيث استطاع الفراعنة بناء حضارة أذهلت العالم أجمع، وكان لحضارتهم العديد من الأسرار التي حيّرت العالم حتى أن بعض أسرار الأهرامات لم تكتشف بعد بالرغم من التطوّر العلمي والتكنولوجي، الأمر الذي يدلّ على ذكاء، وبراعة المصريين القدماء، كما أمتاز المصريون بتسجيلهم لكل أحداث حياتهم وتاريخهم، وبذلك أصبحت مصر هي الدولة الأولى التي لها تاريخٌ مكتوبٌ ومسجل، والحضارة المصرية من أقدم الحضارات وتعود للألف الخامس قبل الميلاد.
تقسيم التاريخ المصري القديم:
- الكاهن المصري مانيتــــــــــــون: من قرية سمنود يرجع لعهد البطالمة، وتحديداً في عهد الملك بطليموس الثاني (280 ق.م.)، قام بكتابة تاريخ مصر القديم باللغة اليونانية، واعتمد في كتاباته على الوثائق التي خلفتها الحضارة المصرية والتي كانت تضمها دور حفظ الوثائق بالمعابد بالإضافة إلى كل ما وجده في متناول يديه من وثائق الإدارات الحكومية وغيرها.
- قسم مانيتـــــــون تاريخ مصر القديم إلى 30 أسرة كل أسرة تضم مجموعة من الحكام، وبقي هذا التقسيم معتمداً عليه حتى الان لدرجة أن علماء التاريخ المصري القديم م يقوموا بتعديلات سوى قيامهم بتقسيم فترات حكم هذه الأسرات إلى أربعة أطوار من الممالك المستقرة تتوسطها فترتان من عدم الاستقرار نسبيًا سميت بعصور الاضمحلال أو بالفترات الانتقالية، وانتهت الحضارة المصرية القديمة حين غزا الإسكندر الأكبر مصر وطرد الفرس 332 ق.م. وقمنا بتوضيح تلك الفترات التاريخية الضاربة في القدم، وسنعتمد في دراسة التاريخ السياسي والحضاري للحضارة المصرية القديمة على تقسيم مانيتون للتاريخ المصري القديم وفق الجدول التالي:
م. | إسم العصر | الاسرات الحاكمة | الفترة من: إلى |
1 | عصر ما قبل الاسرات | قبل تشكيل الدولة المصرية | 5,500 إلى: 3,100 ق.م. |
2 | العصور العتيقة | الأسرتين الأولى والثانية | 3,100 إلي: 2,690 ق.م. |
3 | العصور القديمة | الأسرات الثالثة حتى السادسة | 2690 إلى: 2180 ق.م. |
4 | عصر الإضمحلال الاول | الأسرات من السابعة للعاشرة | 2180 إلى 2060 ق. م. |
5 | الدولة الوسطى | الأسرات من 11 إلى: 13 | 2060 إلى: 1650 ق.م. |
6 | عصر الإضمحلال الثانى | الأسرات من 14 إلى :17 | 1650 إلى: 1580 ق.م. |
7 | الإمبراطورية الحديثة | الأسرات من 18 إلى :20 | 1580 إلى: 1069 ق.م. |
8 | عصر الإضمحلال الثالث | ويشمل الأسر 21- 25 | 1069 إلى: 663 ق.م. |
9 | الأسرة 26: (حوالي 663 – 529 ق.م): غزا الأشوريون مصر فثار المصريون وحرروا البلاد من سيطرتهم بقيادة بسماتيك الأول الذي أرجع لمصر قوتها وبدأ عصر النهضة. الأسرات 27-30: استولي الفرس على البلاد، وحكمو مصر طوال هذه الفترة. | ||
10 | وانتهى تاريخ الفراعنة حين غزا الإسكندر الأكبر مصر وطرد الفرس 332 ق.م. |
- أولاً: عصر ما قبل الاسرات: خلال الفترة من (5,500 -3,100 ق.م)
- يطلق تعبير عصر ما قبل الأسرات على الفترة التي سبقت عصر نشأة الأسرات الموحدة، والتي تسبق معرفة الإنسان الأول للكتابة، حيث بدأ استقرار المصري الأول في وادي النيل حين عرف الزراعة، واستأنس الحيوان، واستقر في مجتمعات صغيرة متعاونة.
- بدأ في تلك الفترة تكوين الكثير من المدن على جانبي نهر النيل حضارات عرفت بمواقعها الأصلية، ومن أهمها: طيبة، ممفيس، بوتو، هيراكونوبليس، أليفاتانين، بوباستيس، تانيس، أبيدوس، هليوبوليس. وسنتناول أهم تلك الحضارات فيما يلي:
حضـــــــــــارة البــــــــــــدارى: تعتبر هذه الحضارة من أقدم الحضارات في التاريخ ترجع لحوالي 5,000 عام ق.م.، وهو ما تشير إليه آثار قرية الهمامية (محافظة أسيوط اليوم)، وإعتمد الاقتصاد على الصيد والزراعة وتربية الحيوان، وكان البداريون يؤمنون بالبعث (الحياة الثانية بعد الموت) ويدفنون موتاهم بعد لفهم بالحصير في الصحراء ورأس الميت في إتجاه الجنوب وينظر إلى الغرب، وكانوا يدفنون معهم حيواناتهم المحببة أو بعض التماثيل لحيوانات أو لنساء أو للطيور، وتم اكتشاف أكثر من 40 موقع و600 مدفن يدلون على تقدم التقسيم الاجتماعي بين الطبقات.
- حضـــــــــــــارة نقـــــــادة: ﺗﻨﺴﺐ ﻫﺬﺓ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﻟﺒﻠﺪﺓ ﻧﻘﺎﺩﺓ ﺍﺣﺪﻯ ﻣﺪﻥ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻗﻨﺎ في صعيد مصر، وقد ﻣﺮﺕ ﺑﺜﻼﺙ ﻣﺮﺍﺣﻞ: ﺍﻻﻭﻟﻰ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ، في الفترة من حوالي 4,000 – 3,100 قبل الميلاد، وهى الحضارة التى تلت حضارة البدارى، ويرى البعض بأنها قد سايرت حضارة البدارى فترة من الزمان وتفوقت عليها بعد ذلك واحتلت مكان الصدارة، مساكن أهل تلك الحضارة كانت بسيطة، تشيد من أغصان الأشجار ويتم تكسيتها بالطين، واشتهرت حضارة نقادة بالتقدم الاقتصادي والصناعي والفني والتكوين الاجتماعي والسياسي السريع مما أدى إلى نشأة إمارات كبيرة متقدمة في مصر القديمة وتكللت تلك الحضارة بتكوين الوحدة بين شمال مصر وجنوبها مع بدء حكم الأسرة الأولى.
- إن عصر ما قبل الاسرات ﻻ يقل ﺍﻫﻤﻴﺔ ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺍﺻﻞ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭ ﻟﻮﻻ ﻭﺟﻮﺩ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﺳﺮات ﻟﻤﺎ ﻭﺟﺪﺕ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﺘﻬﺎ ﻭﻟﻤﺎ ﻓﻜﺮ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻧﺮﻣﺮ (مينا) ﻣﻮﺣﺪ ﺍﻟﻘﻄﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﻣﺼﺮ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ.
- ثانيـــــــاً: العصور العتيقة: (عصر تأسيس الدولة) خلال حكم الأسرتين الأولى والثانية.
الفترة ما بين (3100 – 2690 ق.م)
العصور العتيقة هي الفترة التي ظهرت فيها مصر ككيان سياسي واحد حوالي عام 3,100 ق.م. وقد تمت عملية توحيد مصر العليا والسفلى بشكل تدريجي، ولكن يبدو أن إحدى مراحلها الأخيرة حدثت في عهد الملك نعرمر (مينا) بعد أن قضى على أي نفوذ لحكام غرب الدلتا، وقام بتوحيد جنوب وشمال مصر في كيان سياسي واحد ليكون بهذا منشئ أول دولة موحدة في مصر، واتخذ من منف عاصمة للبلاد، ويعتبر هذا العصر هو عصر إقرار الوحدة السياسية وإرساء أسس الحضارة المصرية على قواعد صلبة.
- وفي عهده مينا تم أول تعداد معروف في التاريخ الموثق، حيث سجل أعداد سكان غرب الدلتا وأعداد الماشية بأشكالها بعد أن خضعت له وبذلك يكون أول منشئ لفكرة الإحصاء أو التعداد.
- صلاية نعرمر: ترك لنا الملك مينا صلاية باسمه بعد ضم غرب الدلتا، وتعد أحد أهم الكنوز في المتحف المصري بالقاهرة وأقدم وثيقة سياسية عرفها العالم. (إلى اليسار)
- حيث تصور اللوحة الملك مينا بالتاج الأبيض لمصر العليا، في مسيرة النصر، وتحته تتشابك رقاب اثنين من الحيوانات الأسطورية، بينما يتم تقييدها بواسطة شخصيات بشرية. ويعتقد أنهم يمثلون مصر العليا والسفلى التي تخضع لسيطرة الملك. على الجانب الآخر، يصور الملك وهو يرتدي التاج الأبيض لمصر العليا، ويوشك أن يضرب حاكم مصر السفلى، وأصبحت هذه الصورة للملك الذي يضرب عدوًا أيقونة للملكية المصرية القديمة، ولا تزال منقوشة على آخر المعابد المصرية القديمة التي شُيِّدت على الإطلاق.
نتابع في المقال القادم: عصر بناة الاهرام – العمارة الجنائزية فتابعونا.
المراجع:
- موقع وزارة السياحة والاثار
- موقع الهيئة العامة للاستعلامات – بوابتك إلى مصر.