جهود المسلمين في علم الرياضيات

جهود المسلمين في علم الرياضيات: اكتُشف علم الرياضيات منذ القدم نظراً لحاجة الناس الملحّة لهذا العلم، فهو يساهم في تنظيم أمور المجتمع والمعاملات التجارية وغيرها من المجالات. ولقد كان لنشوء علم الحساب والجبر والهندسة عند الامم القديمة دوافع كثيرة منها ما هو متصل بالحياه قد أوجدته الضرورة وأحدثته الحاجة، ومنها ما هو رغبة خالصة في الوقوف على اسرار العلوم، فالرياضيات من أوائل العلوم التي طُوّرت وعُدلت من قبل الإنسان لمكانتها العظيمة في جميع أمور الحياة، وقد قدم العلماء والمفكرون الرياضيون على مر العصور أعمالاً عديدة ساعدت في شرح مفاهيم رياضية كانت غامضة من قبل، كما أنهم قدّموا نظريات ومؤلفات هامة تخص الأرقام والأشكال الهندسية والكميات، وغيرها من المجالات الرياضية.

رواد العرب والمسلمين في علم الرياضيات:

  1. العالم المسلم أبو الحسن محمد بن موسى الخوارزمي: (164 – 235 هـ / 780 – 850 م) ولد هذا العبقري الفذّ في بلدة خوارزم بإقليم تركستان وعاش في بغداد، وبرع في علم الحساب، وهو أوّل من وضع أصول وقوانين علم الجبر، ووضع فيه كتاباً له أسماه (الجبر والمقابلة) شرح فيه قواعد وأسس هذا العلم.

2. ثابت بن قرة: (221-288 هـ، 835-900م) التقى بالخوارزمي، وقرأ وتعلم عليه في دار الحكمة، إذن كانت هـناك صلات علمية بين ابن قرة والخوارزمي؛ وكان لثابت بن قرة دور في حركة الترجمة، وساهم في نقل علوم الأمم الأخرى إلى العربية، مثل تعريب كتاب: «المعطيات في الهندسة: لأقليدس»، وكتاب «المجسطي» لبطلميوس، وقدم إسهامات رياضية، تعتبر تكملة لأعمال من سبقه من العلماء، وخاصة الخوارزمي. وقد مثلت إضافات ثابت تطورا مهما لعلم الجبر؛ إذ أنه «كان أول من أدرك انطباقه على الهندسة». وذلك إنما يعبر عن النشاط العلمي الجماعي داخل مجتمع العلماء ككل.

3. أبو كامل شجاع بن أسلم المصري: (235 هـ/850م – 317 هـ/930م) عاش في عصر الخوارزمي، ونبغ في الجبر، وحاز شهرة عظيمة فيه، إلى الدرجة التي لقب معها بأستاذ الجبر.

تتلمذ على كتب الخوارزمي، وكان يفتخر بذلك، فيذكر في مقدمة كتابه الذي أسماه أيضا: «الجبر والمقابلة» أن كتاب محمد بن موسى الخوارزمي المعروف بكتاب الجبر والمقابلة أصح الكتب الرياضية أصلا، وأصدقها قياسا، وكان مما يجب علينا من التقدمة الإقرار له بالمعرفة والفضل؛ إذ كان السابق إلى كتاب الجبر والمقابلة، والمبتدئ له، والمخترع لما فيه من الأصول، التي فتح الله لنا بها ما كان مستغلقا… وترك (مؤلفها) شرحها وإيضاحها، ففرعت منها مسائل كثيرة، يخرج أكثرها إلى غير الضروب الستة التي ذكرها الخوارزمي في كتابه، فدعاني إلى كشف ذلك وتبيينه، فألفت كتاب الجبر والمقابلة، وبينت شرحه في كتاب الأرثماطيقي في الأعداد والجبر والمقابلة.

4. سنان بن الفتح الحراني الحاسب: عاش في أوائل القرن الثالث الهجرى، وتأثر بالخوارزمي، حيث كان معاصرا له: وقدم «كتاب شرح الجبر والمقابلة للخوارزمي». وقد صار بذلك مقدما في صناعة الحساب والأعداد.

5. أبو بكر محمد بن الحسن الكرخي: (ت 421 هـ / 1030 م) ويمتد تأثير الخوارزمي فيما تلا عصره من عصور؛ ففي القرن الخامس الهجري نرى الكرخي يتبع الطريقة التحليلية لعلم الجبر والمقابلة مقتديا بسلفيه، الخوارزمي، وأبي كامل… ويعتبر كتابه «الفخري في الحساب» أحسن كتاب في الجبر في العصور الوسطى.

6. عمر الخيام: (431- 525 هـ/1040-1131 م) في عصر الخيام وجدنا أن تأثير الخوارزمي قد تحول إلى صورة من صور التنافس العلمي عند أشهر متأخري الرياضيين المتأثرين بالخوارزمي، اطلع عمر الخيام على أعمال الخوارزمي، وتناولها بالدرس جاعلا من نفسه منافسا للخوارزمي يحاول أن يصل إلى أشياء جديدة لم يصل إليها. فوضع كتابه: «في الجبر»، الذي فاق كتاب الخوارزمي.

وصلنا لنهاية مقال جهود المسلمين في علم الرياضيات وفي المقال القادم بإذن الله سنناقش سيرة العالم محمد بن موسى الخوارزمي مؤسس علم الجبر، ومخترع الصفر الذي بسط تمثيل الأرقام، إلى الخوارزمي، الذي لولاه لما تطورت الرياضيات ومن بعدها التكنولوجيا.


المراجع:

[1] (جهود المصريين في الرياضيات: يقول الاستاذ لويس كاربنسكي في محاضرة في القاهرة سنة 1933 والترجمة في كتاب تراث مصر القديمة: ” إنه من الاجحاف حقاً أن ينظر إلى جهود المصريين في الرياضيات كجهود أمة غير متحضرة ليس فيها ما يدل على تقدم فكري أو ارقاء، على حين تقوم أمامنا شواهد كثيرة تتعلق بنبوغهم فهذه أهرامهم ومبانيهم وما فيها من هندسة بالغة، وبراعتهم في صناعة النحت، وكذلك أنظمتهم في النقد والاوزان والقياسات، كل هذه تؤيد القول بأن المصريين قد ضربوا بسم وافر في الحضارة وقطعوا شوطاً بعيداً في التقدم والرقي” ولقد استدل بعض العلماء أن المصريين عرفوا نظرية فيثاغورث وطبقوها قبله من زمن بعيد، من خلال وجود مثاثات قائمة الزاوية بالمعنى الهندسي الدقيق في أشكال الاهرامات، وأنهم عرفوا المثلثات واشباه المنحرف والاهرامات الناقصة وقانون حجومها، ونصف الكرة وحساب مساحه سطحها، وحساب اطوال الاوتار في الدائرة)

[2] (جهود البابليين في الرياضيات: يقول الدكتور نوجيبور إن الالواح التى عثر عليها في بابل بها ما يفهم منه أن قوانين إيجاد مجموع مربعات الاعداد وكعباتها كانت معروفة لدى رياضي بابل الامر الذي نسب لامم من بعدهم، وقسموا محيط الدائرة لستة أقسام متساوية وإلى 360 قسماً متساوياً. وظهر من الاشكال الهندسية الموجودة على الالواح أن المثلث والاشكال الرباعية كانت معروفة لديهم، وكان لديهم طرق لايجاد مساحة المثلثات والمستطيلات والاجسام كثيرة السطوح والاسطوانة والمثلثات القائمة الزاوية، وأتوا على مسائل تؤدي لمعادلات من الدرجة الثانية )

Exit mobile version