Web Analytics
رواد العمارة العربيةنظريات العمارة

المعماري محمد الرافعي

يُعدّ المعماري محمد الرافعي واحداً من أبرز الأصوات المعمارية العربية التي سعت إلى استعادة جوهر الهوية المحلية وتقديمها في صياغة معاصرة تتجاوز حدود التزيين الشكلي والمفردات المكررة. بين تأثيرات المدرسة الإنسانية التي رسّخها المعماري الكبير حسن فتحي، وبين رؤيته الخاصة للمكان والإنسان والعمران، نسج الرافعي مساراً فكرياً متفرداً يضع القيم الاجتماعية والثقافية في قلب التصميم، ويرفض تحويل التراث إلى مجرد قشرة تُستعار للواجهات دون روح أو وظيفة.
لقد قدّم الرافعي من خلال مشاريعه المختلفة – من مجمعات سكنية خاصة إلى مشاريع عامة بارزة مثل مبنى محافظة الدرعية – نموذجاً جديداً لعمارة عربية قادرة على التوازن بين الماضي والمستقبل، بين الأصالة والتجديد، وبين حاجة الإنسان المعاصر وعمق جذوره.

وفي وقتٍ تتعرض فيه الهوية العمرانية العربية لضغوط التغريب والتقليد وطمس الخصوصية، يبرز الرافعي كأحد أهم المعماريين الذين أعادوا الاعتبار لفكرة “الانتماء” في العمارة، بوصفها ممارسة ثقافية قبل أن تكون عملاً تقنياً أو جمالياً.

المعماري محمد الرافعي

تأسيسه لشركات ومراكز تطوير تقنيات الطين المضغوط:

أسس المعماري محمد الرافعي عام 1997 شركة الدار المصرية للتنمية والبناء المتوافق، التي كانت من أوائل المؤسسات المصرية المتخصصة في تطبيق تقنيات البناء بالتربة الطينية، بما يشمل:

  • أجرى الرافعي سلسلة من الأبحاث المتخصصة حول تطوير تقنيات البناء الطيني، وسبل تأهيلها لتناسب مشاريع التنمية المعاصرة، بما ينسجم مع مبادئ الاستدامة والعمارة المتوافقة مع البيئة.
  • قام بتصنيع طوب التربة المضغوطة المثبتة Compressed Stabilized Earth Block حيث يعطي مميزات اكثر من الطوب اللبن التقليدي في البناء.
  • إنتاج طوب التربة المضغوطة (CEB)
  • تطوير آلات تصنيع الطوب، وابتكار معدات خاصة بالبناء البيئي.
  • قام بشرح مفصل عن أبحاثه ودراساته في كتابه قصة طوبة- مسيرة مهنية نحو عمارة صادقة.

كما شارك في تأسيس الجمعية المصرية للبناء بالتربة، بهدف دعم الأبحاث والممارسات المتعلقة بالعمارة الصديقة للبيئة.

وفي إطار أعماله الاستشارية، أسس مكتب أديم للاستشارات ويشغل فيه منصب المصمم الرئيس، وتحت هذا المظلة نفّذ العديد من المشاريع معظمها خارج مصر والتي تمزج بين الأصالة والابتكار.

أبرز مشاريع المعماري محمد الرافعي

1. مشروع مبنى محافظة الدرعية – السعودية

يُعد هذا المشروع من أهم أعمال الرافعي، حيث شارك ضمن مسابقة دولية محدودة دعت إليها هيئة تطوير الرياض عام 2010، وحصل على المركز الثاني بعد مكتب دار العمران بقيادة المعماري راسم بدران.

موقع المشروع:

يقع المبنى عند مدخل الدرعية على طريق الإمام عبد العزيز بن محمد، فوق أرض مساحتها 10,847 م²، على طريق الإمام عبد العزيز بن محمد، في قلب منطقة تُعد رمزًا لتاريخ الدولة السعودية وأيقونة تراثها العمراني والثقافي، والمُسجّلة ضمن قائمة اليونسكو للتراث الإنساني.

علاقة السلطة بالمجتمع

1) الفكرة العامة للمشروع:

انطلق التصميم من رؤية تعتبر أن مبنى المحافظة يجب أن يكون:

  • جسرًا بين الهوية التاريخية العميقة للدرعية
  • والتحديث الإداري والعمراني الذي تشهده المملكة

وبالتالي جاءت اللغة المعمارية: حديثة في تنظيم الفضاءات، تراثية في جذورها وروحها، دون الوقوع في فخ الاستنساخ أو التزيين السطحي

2) فلسفة التصميم

الرؤية الأولى: العلاقة بين السلطة والمجتمع

سعى الرافعي إلى ترجمة علاقة متوازنة بين:

  • السلطة الحديثة (الشفافية – العدالة – المنظومية)
  • المجتمع المحلي (العادات – التقاليد – الموروث العمراني)

وجاءت الكتل المجاورة كمبانٍ مستلهمة من نسيج الدرعية التقليدي، تعزز التواصل بين المجتمع والمؤسسة الحكومية.

الكتل المجاورة كمبانٍ مستلهمة من نسيج الدرعية التقليدي

وترجمت هذه الرؤية معماريًا عبر:

  • كتلة رسمية مربعة الشكل ترمز إلى القصر التقليدي (استدعاء قصر المربع التاريخي)،
  • محاطة بكتل عمرانية تقليدية منخفضة تمثل المجتمع، مستوحاة من عمران أحياء الدرعية مثل الطريف والبجيري.

فالمربع هنا ليس شكلًا هندسيًا فقط، بل رمز للاستقرار والسلطة، فيما تُجسّد الكتلة المحيطة «النسيج المتضام» التقليدي الذي يعكس روح المكان.

الرؤية الثانية: الموازنة بين الماضي والحاضر والمستقبل

الدرعية كانت وما تزال جسرًا بين تراث عريق وحداثة متنامية، وهو ما حاول التصميم تجسيده من خلال:

  • تصميم كتلة حديثة (قصر المحافظة) بواجهات زجاجية شفافة،
  • لكن محمية بغلاف خارجي من:
    • أبراج ركنية رمزية مطورة،
    • حائط طيني تقليدي (طوب تربة مضغوطة) يعمل ككاسر شمس،
    • شرائح معدنية حديثة قابلة للتحريك.

في المقابل جاءت كتلة خدمات المجتمع كتعبير تقليدي مطوّر بمواد تراثية وتقنيات حديثة، وانفتحت على الخارج بدون أسوار لتعزيز التواصل بين الناس والسلطة.

دراسة الفراغات ومسارات الحركة بالمشروع

3) المادة والهوية

كان المشروع فرصة لتقديم رؤية معاصرة لاستخدام طوب التربة المضغوطة (CEB):

  • باعتباره امتدادًا منطقيًا للعمارة الطينية التاريخية في الدرعية،
  • وبهدف إعادة الثقة المجتمعية بهذه الخامة،
  • وجعلها جزءًا من مشروعات التنمية المستقبلية.

وقد تحققت رؤية الرافعي لاحقًا حين اعتمد مشروع بوابة الدرعية الطين المضغوط كأساس لتطوير المنطقة.

4) البعد الاجتماعي للمشروع

لم يكن المشروع مبنى إداريًا جامدًا، بل:

  • ساحة عامة مفتوحة للناس خارج أوقات العمل،
  • مجلس مفتوح للمناسبات،
  • نسيج عمراني ترحيبي يعزز المشاركة ويكسر رهبة «المبنى الحكومي».

بهذا تحوّل المبنى إلى مؤسسة اجتماعية قبل كونه مؤسسة إدارية.

تصميم مشروع مبنى محافظة الدرعية

من خلال هذا المشروع نلاحظ تأثر الرافعي براسم بدران من خلال:

  • دمج التراث في سياق حضري معاصر دون مسخ أو نقل حرفي.
  • قراءة المكان قبل التصميم.
  • أهمية البُعد الاجتماعي في العمارة.
  • الحس العمراني في تشكيل الكتل والواجهات.

ويظهر هذا التأثير خصوصًا في مشروع مبنى محافظة الدرعية الذي فاز فيه الرافعي بالمركز الثاني ضمن المسابقة التي فاز فيها المعماري الكبير راسم بدران بالمركز الاول.

الخلاصة

يعكس مشروع مبنى محافظة الدرعية رؤية محمد الرافعي التي تقوم على:

  • أن الهوية ليست زخارف تُعلَّق على الواجهة،
  • وأن الحداثة ليست قطيعة مع الماضي،
  • وأن العمارة الحقيقية هي قدرة المبنى على ربط الإنسان بجذوره دون أن يعزله عن مستقبله.

إنه مشروع يضع السلطة في قلب المجتمع، ويضع المجتمع في قلب التصميم.

2. مشروع: منتجع سياحي بيئي في المدينة المنوّرة

يقدّم هذا المشروع نموذجًا عمليًا للسير نحو تحقيق ما يسميه المعماري محمد الرافعي “العمارة الصادقة”؛ وهي عمارة تُبنى على الوضوح والوظيفة الحقيقية والانسجام مع البيئة والثقافة المحلية دون زخارف زائفة أو حلول شكلية.

منتجع سياحي بيئي في المدينة المنوّرة

يعتمد التصميم على إحياء مفردات العمارة التقليدية للمدينة المنورة وتطبيقها بصورة معاصرة وفعّالة. فالرواشين تُنفَّذ من خشب الساج بواسطة حرفيين سعوديين وبوظيفة واقعية، والجدران تُشيَّد باستخدام طوب التربة المضغوطة المستخرج من ناتج الحفر، أما التهوية والتبريد فتعتمد جزئيًا على الأنظمة الطبيعية، بما يتماشى مع مناخ المنطقة. لا يحتوي المشروع على أي عنصر إنشائي بلا وظيفة، كما تُستخدم مواد وتشطيبات محلية تشمل الأبواب والنوافذ والمنجور وأرضيات الأحجار الطبيعية.

إحياء مفردات العمارة التقليدية للمدينة المنورة

تصميم المشروع يتضمن مشاركة واسعة من الشباب السعودي في مختلف مراحل التنفيذ، مما يعزز البعد التنموي ويخلق علاقة عضوية بين العمارة والمجتمع المحلي. أما تصميم الشاليهات فمستوحى من الخصوصية التي تميز ثقافة المدينة، من خلال مداخل منكسرة وأفنية داخلية توفر الراحة والظل وتستحضر روح البيوت التقليدية.

تقديم تجربة حسية مرتبطة بثقافة المكان

كما تُصمَّم الأنشطة الترفيهية داخل البستان لتقديم تجربة حسية مرتبطة بثقافة المكان، وتنسجم النباتات المستخدمة مع بيئة المدينة المنورة. وحتى خط السماء المتدرّج للمباني يعكس بساطة الوظائف وتدرج الاستخدامات.

يراعي المشروع منظومة متكاملة من الاعتبارات: الاقتصادية، البيئية، الثقافية، الاجتماعية، الجمالية، الوظيفية، التقنية، والإنسانية، بهدف الاقتراب من تحقيق رؤية “العمارة الصادقة” كمنهج تصميمي يعبر بصدق عن المكان والإنسان والزمان.

3. مشروع: تصميم مجمع سكني خاص بمدينة الرياض

تلقّى المعماري محمد الرافعي مهمة تصميم مجمع سكني خاص في عام 2012 بمدينة الرياض لعائلة كبيرة تضم ثلاثة أجيال، لاحظ أن المتطلبات كانت تقليدية ومكررة: فيلا رئيسية وفيلتان للأبناء، لكل منها حديقتها الخاصة وارتداداتها النظامية. لكنه طرح سؤالًا جوهريًا: كيف يمكن للتصميم أن يدعم ترابط هذه العائلة، ويعزز انتماءها وهويتها، بدلًا من مجرد تلبية الاحتياجات الوظيفية المعتادة؟

قرر الرافعي أن يستخدم نسقًا عمرانيًا اجتماعيًا، هدفه الأول هو تعزيز الترابط بين أفراد العائلة الممتدة عبر استلهام “الحوش” كحيّز جامع يعبّر عن هوية المجتمع ويخدم احتياجاته الحقيقية، وهو نموذج عمراني تقليدي في نجد والحجاز، يقوم على فناء واسع تتوزع حوله مساكن العائلة الممتدة. هذا النسق كان تاريخيًا مصدر حماية وخصوصية، وحيزًا للتلاقي الاجتماعي وممارسة الأنشطة اليومية. وقد رأى الرافعي أن إحياء هذا المفهوم يمنح المشروع أبعادًا متعددة:

الموقع العام للمجمع السكني الخاص بمدينة الرياض

1. البعد البيئي

الحوش يعمل كفناء داخلي كبير يخفف قسوة المناخ الصحراوي، ويوفر انتقالًا حراريًا لطيفًا وظلالًا عبر الأشجار، تمامًا كما كانت الأحواش عنصرًا أساسيًا في النسيج العمراني للمدن القديمة.

2. البعد الاجتماعي – الثقافي

انسجامًا مع أهمية الخصوصية في المجتمع السعودي ودور الفناء في توفير حرية الحركة للنساء، يتيح الحوش فرص اللقاء والتواصل داخل العائلة، ويسهم في الحفاظ على روح القرابة والترابط التي ترفض الفردانية.

3. البعد الإنساني

عمارة الصحراء تتجه للداخل، والحوش هو القلب الحي الذي يمنح السكينة ويجمع العائلة حول فضاء طبيعي محمي، تمامًا كواحة داخل كتلة البناء.

4. البعد الوظيفي

الحوش فضاء متعدد الاستخدامات: لقاءات، ضيافة، لعب، تهوية، وإضاءة طبيعية. وهو ما جعله بالنسبة للرافعي ضرورة وظيفية قبل أن يكون عنصرًا تراثيًا.

الحوش فضاء متعدد الاستخدامات

التحديات التصميمية وكيف واجهها الرافعي

رغم قناعته بأهمية إعادة الحوش، واجه الرافعي ثلاثة تحديات رئيسية:

العمارة قادرة على خلق حياة إيجابية وتعزيز قيم المجتمع، لا مجرد بناء جدران وسقوف.

أولاً: أنظمة البناء

كان القانون يمنع البناء على الصامت، فيما كانت الأراضي منفصلة بملكيات مستقلة. فاختار دمجها رسميًا مع الحفاظ على حدودها التصميمية، ووضع مساحات فاصلة تحتوي برجولات ونباتات لرسم شكل الحوش. بذلك تمكن من تشكيل كتلة الفيلا الرئيسية بشكل يحتضن الفناء ويطل عليه بكامل غرفه.

ثانيًا: الخصوصية مقابل الاستقلال

لمنع الاحتكاكات الاجتماعية وتعزيز الاستقلال النسبي للأبناء وزوجاتهم، صمم لكل فيلا فناء خاصًا بها يتصل بالحوش عبر ممر قابل للغلق. هكذا أصبح الخيار بيد كل أسرة: العيش المستقل أو الاندماج في حياة العائلة الكبرى.

ثالثًا: تحفيز الحياة داخل الحوش

لضمان استخدام الفناء فعليًا، اقترح الرافعي وضع المسبح والجاكوزي في قلب الحوش بدل القبو. فتحول الفناء إلى مركز لقاء أسبوعي يجتمع فيه جميع أفراد العائلة في أجواء ترفيهية وتواصلية حقيقية.

النتيجة: العمارة كصانعة للحياة

يروي الرافعي أن العائلة أصبحت تعتبر الحوش محور حياتها، ومكان اجتماعها الدائم، وأن التصميم وُلد نابضًا بالحياة كما أراد له. بالنسبة له، كانت هذه التجربة تأكيدًا لرسالته الأساسية: أن العمارة قادرة على خلق حياة إيجابية وتعزيز قيم المجتمع، لا مجرد بناء جدران وسقوف.

4. مشروع: تصميم سكن مزرعة القرينة

يُعد هذا المشروع أحد التطبيقات العملية الرائدة لاستخدام تقنيات البناء بالتربة المضغوطة في سياق معماري حديث، ويعكس قدرة الرافعي على دمج الحلول البيئية مع المتطلبات الوظيفية والجمالية للمشروع. يقع مشروع مزرعة القرينة على بعد 80كم شمال مدينة الرياض، اعتمد الرافعى على مواد البناء المحلية كالحجر من الجبل ومن تربة الوادي قام بتصنيع طوب التربة المضغوطة المثبتة بطريقة معاصرة، وقدم تصورًا عمرانيًا يجمع بين البساطة التعبيرية، والانسجام مع الطبيعة، والاحترام العميق لخصوصية المكان.

سكن مزرعة القرينة منسجم مع الطبيعة من حوله.

الفكرة الأساسية

انطلق الرافعي في تصميم مزرعة القرينة من مبدأ جوهري هو: أن المبنى الريفي يجب أن يكون امتدادًا طبيعيًا للأرض، وأن البساطة ليست ضعفًا بل قيمة تصميمية قادرة على خلق عمارة صادقة، تتمحور حول الإنسان والوظيفة، وأن الجمال لا يشترط الكلفة، وقد حمل هذا المشروع الرائع عدة رسائل مهمة، وأبهرني شخصيًا بجماله وبالتعليقات المميزة التي قدمها المهندس المبدع محمد الرافعي حوله.” ولذلك جاء التصميم قائمًا على:

  • دمج المباني بشكل متناغم داخل المزرعة، بحيث تبدو كجزء من المشهد الطبيعي وليس عنصرًا طارئًا عليه، لذلك نرى أن الفناء الداخلي للمنزل جزء كبير منه هو الجبل نفسه فالبيت والجبل تمازجوا معاً حتى أن الجزء السفلي من البيت مبني من حجر الجبل نفسه، يعلوه الطوب المضغوط من التربة الطينية من الوادي المحيط بالبيت.
الفناء الداخلي للمنزل جزء كبير منه هو الجبل نفسه
  • تم اختيار موقع البيت بحيث يقع عند وادي بين جبلين، وبينهما مسار ماء المطر، فقام الرافعي بخلق بركة من المياه بحيث تقع امام البيت (يذكرنا ذلك ببيت الشلال لفرانك لويد رايت) بحيث تكون البركة هي خزان المياه الذي يقوم بري النخيل والنباتات في المزرعة حول البيت.
  • وتم عملها بحيث يكون داخلها دورة ايكولوجية مغلقة، بحيث تم عمل شلالات بحيث ينحدر الماء باستمرار فيولد نسبة من الاكسجين في الماء Irritation & Filtration الامر الذي يساعد السمك الذي يتغذى على النباتات، ويمنع تكون الطحالب أو روائح كريهة، ومن مخرجات السمك يتكون السماد لنباتات المزرع، وبذلك خدم البئية بهذه الدورة الايكولوجية المغلقة.
بركة المياه امام البيت تذكرنا ببيت الشلال لفرانك لويد رايت.
  • أما تصميم البيت من الداخل فقد اعتمد المعماري محمد الرافعي على تنظيم فراغي هادئ يعكس الحياة الريفية ويعطي شعورًا بالسكينة.
  • البداية مع فراغ المدخل الذي تعلوة قبة محمولة على مثلثات كروية “القبة البيزنطية” وفي فراغ المدخل توجد جلسة أسفل النافذة تطل على المزرعة، للاستراحة أو لتغيير النعال.
قبة محمولة على مثلثات كروية
  • ومن فراغ المدخل تنتقل لصالون صغير خاص بالعائلية، يطل على المزرعة من جهة ومن الجهة الاخرى متصل بالفناء الداخلي، وفي هذا الفراغ نلاحظ وجود تشكيلات طبيعية ناتجة من توزيع الاحمال القادمة من السقف الذي تعلوه قبة تم تصميم الزخارف فيها من الطوب بطريقة عفوية اثناء التنفيذ تعطيها بعد أخر من الصدق.
تشكيلات طبيعية ناتجة من توزيع الاحمال القادمة من القبة في السقف

  • ومن صالون العائلية ننتقل للفناء الداخلي الذي يضم أشجار الليمون التي تضفي ظلالًا وارفة، تحمي من أشعة الشمس وتبعث رائحة عطرة تنعش الهواء في الغرف المطلة على الفناء الداخلي.
الفناء الداخلي
الفناء الداخلي
  • وفي وسط البيت يقع برج الهواء المركزي وفي أعلاة جهاز تبريد صحراوي يعمل عن طريق تمرير الهواء الساخن عبر وسائط تبريد مبللة بالماء. بحيث يؤدي تبخر الماء إلى سحب الحرارة من الهواء، مما يجعله يبرد قبل دفعه إلى الغرفة، وهو ما يختلف عن مكيفات الهواء التقليدية التي تعتمد على ضاغط وغاز تبريد، و تُعد هذه الطريقة صديقة للبيئة واقتصادية في استهلاك الطاقة، وتغذي معظم فراغات البيت بالهواء البارد في الدور الارضي.
برج الهواء المركزي
  • وفي فراغ المعيشة العائلية نجد أن كل الجلسات مبنية بالطوب، وتحت الوسائد سحارات للتخزين، أما السقف فهو قريب من السقف النجدي في التشكيل، لكنه يختلف عنه في طريقة الانشاء وهو مكون من كمر حديد على مسافات 1.20 متر وبينهم اقبية منخفضو من الطوب، تعلوها ردم من خرسانة خفيفة ثم التشطيب بسطح مستوى من أعلى، هذا التكنيك اسمة Jack Arch System يعطي فرصة لبناء أكثر من طابق.
 السقف النجدي في التشكيل
فراغ المعيشة العائلية
  • بعد ذلك ندخل لفراغ الطعام ونلاحظ انخفاض مستوى القبة فوق طاولة الطعام، والفراغ مقياسة حميم جداً، متصل بالخارج عن طريق الشبابيك المطلة على البحيرة، يلي ذلك سلم داخلي ولوجود مستوين كل مستوى فيه غرفة نوم لاحد الابناء، عند النزول للمستوى الاول نلاحظ أن بطنية السلم التي تصعد للمستوى الثاني محمولة على مجموعة من الاقبية التي تدرج في الارتفاع.
  • ونجد في هذا المستوى غرفة نوم عبارة عن در قاعة وايوانين تعلوها قبة مبنية بالطوب المضغوط، وبها شرفة تطل على البحيرة مباشرة، وتحت النافذة جلسة مبنية بالطوب تحتها مكان للتخزين حتى السرير مبني بالطوب وفوقة المرتبة فقط، ويوجد مكان للملابس وحمام، وفي المستوي الثاني نجد غرفة النوم الثانية.
  • أم المستوى الثالث ففيه غرفة النوم الرئيسية وشرفة كبيرة تطل على البحيرة، ومن خلال التفاصيل الجميلة الموجودة في البيت تشعر بنوع من السكينة والدفء.

وعبر هذا النهج، يؤكد الرافعي أن العمارة الحقيقية هي تلك التي تضع الإنسان في قلبها، وتستمد صدقها من جذور المكان وروح المجتمع.

حصل الرافعي على عدة جوائز منها:

  • جائزة حسن فتحي للعمارة عام 2016.
  • الميدالية الذهبية للتميز من جمعية المعماريين المصريين عام 2017.
  • جائزة باكو الدولية للعمارة في دورتها الخامسة عام 2021.
  • شارك كمتحدث في مؤتمرات وورش عمل متعلقة بالبناء المستدام والعمارة البيئية.
  • عمل أيضًا كأستاذ زائر في مركز البحوث للحفاظ على الممتلكات الثقافية بجامعة سلطان فاتح محمد الوقفية في إسطنبول، وقدم استشارات في مجال ضبط جودة طوب التربة المضغوطة لمؤسسة التراث بالرياض.

الخاتمـــــــــة

الهوية، في نظر الرافعي، ليست حزمة من المفردات البصرية التي تُلصق على الواجهات؛ وليست الهوية مجرد قوس أو مشربية أو عقد أو قبة. الهوية لديه أعمق من ذلك بكثير، فهي مرتبطة بسلوك الناس وحياتهم اليومية، وبالفراغات التي تحتضن تفاعلهم الاجتماعي، وبحجم الصدق الذي تعكسه العمارة تجاه بيئتها وثقافتها تتحقق الهوية المعمارية.

محمد الرافعي يقف في منطقة وسط بين تأثيرين أساسيين:

  • الإنسانية المعمارية لحسن فتحي
  • العمارة العمرانية الاجتماعية لراسم بدران

وانطلق من هاتين المدرستين ليؤسس مدرسته الخاصة:
مدرسة العمارة الصادقة – البيئية – المرتبطة بالهوية دون تكرار شكلي.

أما تلاميذه، فهم اليوم جيل واسع من:

  • فريق شركة “الدار المصرية للتنمية والبناء المتوافق”.
  • شباب المهندسين في مشروع المدينة المنوّرة البيئي.
  • متدربيه في ورش العمل والمحاضرات الخاصة بالبناء الترابي. – هؤلاء يمثلون الجيل الذي تعلم منه تقنيات:
  • تصنيع طوب التربة المضغوطة (CEB).
  • بناء القباب والعقود بالطين.
  • الدمج بين المفردات التراثية والوظائف الحديثة.

للحصول على مزيد من المعلومات برجاء متابعى على المنصات التالية:

الفيسبوكhttps://www.facebook.com/profile.php?id=100088893776257

اليوتيوب: https://www.youtube.com/@ashrafrashad8031

التيك توك:https://www.tiktok.com/@ashraf.r1

الانستاجرام:https://www.instagram.com/ashraf.rashad.58/

المراجـــــــــــــــــع:

  • مراجع من سيرته وكتاباته الرسمية
  • موقع بُنيان – Bonyaan
  • مكتب أديم – معماري محمد الرافعي.
  • كتاب: “قصة طوبة – مسيرة مهنية نحو عمارة صادقة”
  • محاضراته وورش العمل المنشورة.
  • مقابلات إعلامية وأحاديث مسجلة للرافعي.

م. أشرف رشاد

هنا يمكنكم الاطلاع على فنــــــــــــون العمارة المختلفة ولان العمارة هي ام الفنون فسنلقي الضوء على المبادئ الأساسية للهندسة المعمارية مثل: تاريـــــــــــــــــخ وطرز العمارة عبر العصور المختلفة، وأهم النظريات والمدارس المعمارية، وكذلك التصميم المعماري عبر تحليل الأفكار المعمارية للمشاريع المختلفة، وأعمال الديكورات الداخلية والتشطيبات، نسأل الله أن ينفع بهذا العمل ويكون خالصاً لوجهه الكريم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى