عصر بناة الاهرام: أو -العمارة الجنائزية- يمتاز هذا العهد بالتطور السريع لفن العمارة والبناء والنحت والنقش، وشهد هذا العصر نهضة شاملة في شتى نواحي الحياة، حيـث توصـل المصريـون إلى الكتابـة الهيروغليفـيـة أي (النقش المقدس)، وهو عصر الأمن الداخلي الكامل حيث اهتم الملوك بتأمين حدود البلاد، وتطورت الزراعة والصناعة واستخدم المصريون أول أسطول نهري لنقل منتجاتهم، ونشطت حركة التجارة بين مصر والسودان، وتمكنت مصر أن تصل إلى قمة مجدها في علوم الطب والفلك والهندسة.
م. | إسم العصـــــــــــــــــر | الاسرات الحاكـــــــــمة | الفترة من: إلى |
1 | عصر ما قبل الاسرات | قبل تشكيل الدولة المصرية | 5,500 إلى: 3,100 ق.م. |
2 | العصور العتيقة | الأسرتين الأولى والثانية | 3,100 إلي: 2,690 ق.م. |
3 | العصور القديمة (عصر بناة الاهرام) | الأسرات الثالثة حتى السادسة | 2690 إلى: 2180 ق.م. |
4 | عصر الإضمحلال الاول | الأسرات من السابعة للعاشرة | 2180 إلى 2060 ق. م. |
5 | الدولة الوسطى | الأسرات من 11 إلى: 13 | 2060 إلى: 1650 ق.م. |
6 | عصر الإضمحلال الثانى | الأسرات من 14 إلى :17 | 1650 إلى: 1580 ق.م. |
7 | الإمبراطورية الحديثة | الأسرات من 18 إلى :20 | 1580 إلى: 1069 ق.م. |
8 | عصر الإضمحلال الثالث | ويشمل الأسر 21- 25 | 1069 إلى: 663 ق.م. |
9 | الأسرة 26: (حوالي 663 – 529 ق.م): غزا الأشوريون مصر فثار المصريون وحرروا البلاد من سيطرتهم بقيادة بسماتيك الأول الذي أرجع لمصر قوتها وبدأ عصر النهضة. الأسرات 27-30: استولي الفرس على البلاد، وحكمو مصر طوال هذه الفترة. | ||
10 | وانتهى تاريخ الفراعنة حين غزا الإسكندر الأكبر مصر وطرد الفرس 332 ق.م. |
الاسرة الثالثة: الفترة ما بين (2690 – 2613 ق.م): هي أول أسرات المملكة القديمة، وضعوا أسس ودعائم الحضارة المصرية القديمة، وانتقلت العاصمة إلى مدينة منف (بالقرب من مدينة ميت رهينة جنوب الجيزة)، وصلت العمارة ذروتها في عهد الملك زوسر ويعد المؤسس الحقيقي للاسرة الثالثة، حكم لمدة 29 سنة ‘2640 ق.م الى 2611 ق.م، وقد تميز حكمه بإنشاء التقويم المصري، بواسطة كهنة رع في هليوبوليس، واهتم باستخراج النحاس من سيناء ومد حدود مصر جنوبا الى ما بعد الشلال الاول بعد ان بسط نفوذه على النوبيين واستمر اسمه يتردد فى العصور المتاخره نظرا لاهميه مجموعته الجنائزيه، ومارس الملك زوسر حكما مطلقا يساعدة الوزير ايمحوتب، وقد أحدث تغييرا جذريا فى العماره عندما صمم واشرف واستعمل الحجر على نطاق واسع في مجموعة الملك زوسر بسقارة.
العمارة الجنائزية: تشتهر العمارة المصرية القديمة بالعمارة الجنائزية بأنواعها ممثلة في المصاطب والاهرامات والمقابر المنحوتة، وتعتبر مجموعة زوسر بمنطقة سقارة من أقدم الاثار حيث يرجع للاسرة الثالثة، ومن الشواهد المعمارية للعمارة الجنائزية ومثال للهرم المتدرج، وسنشرح بالتفصيل مكونات مجموعة زوسر فيما يلي:
هرم سقارة المتدرج: أقدم واول بناء تذكاري في التاريخ أعد كمقبرة للفرعون زوسر، وصممه المهندس المعماري والوزير العظيم ايمحوتب، حيث أحدث طفره كبيره وهائله فى فكره بناء المقابر فتحولت من مجرد مصاطب بسيطه من الطوب اللبن الى هرم مدرج من الحجر الجيرى، ولم يكتفى بمجرد تطوير المقبره ووضع اللبنه الأولى للشكل الهرمى ولكنه قام ببناء مجموعه هرميه كامله للملك زوسر فى سقاره والتى تتكون من: الهرم المدرج، على هيئة ست مستويات من الحجارة تتناقص في حجمها إلى أن تصل إلى إرتفاع 62 متر (200 قدم). وقاعدته مستطيلة، بقياس 390 -350 قدم. فوق نفق ينحدر إلى غرفة الدفن أسفل الهرم، وبهو المدخل، المعبد الجنائزى، المقبره الجنوبيه، بيت الشمال وبيت الجنوب ثم السور الذى يحيط بالمجموعه كلها.
ولقد اشرف ايمحوتب على بناء المجموعه الهرميه للملك زوسر والتى تتكون من:
- هرم زوسر المدرج 2. بهو المدخل 3. معبد الحب سد: اقيم هذا المعبد للأحتفال بمرور ثلاثين عاما على تولى الملك زوسر الحكم وذلك ليثبت لشعبه انه مازال يتمتع بالقوه التى تمكنه من الاستمرار فى الحكم وقد بنى فى المدخل لهذا المعبد حائط مستدير يعتبر اول حائط يبنى بهذا الشكل الهندسى فى تاريخ العماره .
4. المعبد الجنائزى 5. الفناء الجنوبي: كان يقام فية الاحتفالات
6. الجناح الجنوبي 7. الجناح الشمالي 8. معبد جنائزي 9. الغرب الصخري 10. الاعمدة 11. المحكمة الشمالية 12. المخازن الشمالية 13. المعارض الشمالية 14. سرداب 15. مذبح الشمال ثم السور الذى يحيط بالمجموعه كلها.
الوزير ايمحوتب
هو اول وزير من عهد قدماء المصريين واول مهندس معمارى واول طبيب معروف الاسم عند قدماء المصريين. وقد احدث ايمحوتب تغييرا جذريا فى العماره تمثل فى النقاط التاليه:
- استخدام الحجر على نطاق واسع وهو مالم يكن معمولا به من قبل حيث كان الطوب اللبن ماده البناء الاساسيه .
- بدايه اتخاذ المقبره للشكل الهرمى .
- تقليد خصائص العماره النباتيه التى حققها اسلافه فى الطوب اللبن فى العماره الحجريه .
الأسرة الرابعة: الفترة ما بين (2613 – 2465 ق. م): وهذا العصر تميز ببناة الأهرام، تلك الأسرة التى واصلت رسالة الأسرة الثالثة، فاستمرت فى اتخاذ “منف” عاصمة للبلاد، كما كانت أيامها أيام سلام ورخاء، أول ملوك الأسرة الرابعة هو الملك حوني، ثم تلاة سنفرو الذي تزوج من” حتب حرس” بنت «حوني»، وكان على قدر من القوة والتقدم، وقام وحده ببناء ثلاثة أهرام، وأهم ملوك هذه الاسرة:
سنفرو: حكم 24 سنة من2613 الى 2589 ق.م، وهو المؤسس الحقيقي للأسرة الرابعة، ومن أهم أعماله إرسال أسطول بحري إلى فينيقيا على ساحل بلاد الشام (لبنان حالياً) لإحضار خشب الأرز لاستخدامه فى بناء السفن وعمل أبواب القصور. شيد “سنفرو” لنفسه هرمين بـ” دهشور” جنوب “سقارة”، كما عمل على تأمين حدود مصر الشرقية والجنوبية.
خوفو: هو أبن سنفرو من زوجته” حتب حرس”، وهو الملك الثاني في الأسرة الرابعة وهو بانى الهرم الأكبر في الجيزة وحكم خوفو مصر قرابة ثلاثة وعشرون عاماً من عام 2589 حتى 2566 ق. م، ولم يكمل ابن خوفو وخليفته، جدف رع (حوالي 2566 – 2558 ق.م) هرمه في أبو رواش.
وتعد اهرامات الجيزة في مصر من أقدم عجائب الدنيا السبع المتبقية للان وهي نموذج للحضارة المصرية القديمة، أقيمت على مستوى عال من الكمال والدقة باستخدام أدوات بدائية لا تضاهى الآلات والمعدات الحديثة، وبُنِيَت ما بين عامَي (2575-2465ق.م) تقريباً، كمقابر للفراعنة، تقف على الضفة الغربية لنهر النيل وهضبة الأهرام وكانت الجبانة الرسمية التي اختارها الفراعنة في الدولة القديمة للعاصمة القديمة “ممفيس” (“ميت رهينة” حالياً)
الهــــــرم الاكـبـــــــر: اختار الملك خوفو (الذي خلف والده سنفرو) هضبة الجيزة ليشيد فيها هرمه ومجموعته الهرمية، واستفاد مهندس الهرم “حم أيونو” من تجارب سابقيه، ليصل بالهرم الأكبر إلى إبداع معماري وهندسي لم يتم الوصول اليه لا من قبل ولا من بعد، وتمّ الانتهاء من الهرم عام 2560 ق.م.، ومسقط الهرم مربع طول ضلعه حوالي 227 متراً ويشغل مسطح قدرة ثلاثة عشر فداناً ، ويتكوّن الهرم من حوالي 2.3 مليون قطعة حجريّة، وكانت بُنية الهرم مغطّاة بحجر جيريّ مصقول يعكس الضوء، وكان الهرم يلمع مثل الجوهرة، إلّا أنّ السطح اللامع قد تعرّض للتآكل، كما بلغ ارتفاعه قبل التآكل حوالي 146 متراً، وأصبح الان 138 متراً بفعل عوامل التعرية)، أما من الداخل فالسراديب الصاعدة والهابطة كانت بهدف تضليل اللصوص، وهناك سرداب واحد صاعد إلى غرفة الدفن التي تحتوي على تابوت الملك، وبنيت فوقها خمس غرف لتخفيف الضغط.
خفرع: ابن خوفو حكم من 2555 الى 2532 ق.م وهو رابع ملوك فراعنة الأسرة الرابعة، الذي نحت في عهده تمثال أبو الهول العظيم كما بنى هرماً يقارب حجم هرم والده، أما المعبدان المرتبطان بالهرم فكانا أكبر وأكثر تفصيلاً عن معابد سابقيه.
الهرم الاوسط: بناه الفرعون خفــــــرع وعلوه 136مترا
والهرم الاصغر: للفرعون منقرع وعلوه 62مترا.
ولقد تم توجيه أسطح الاهرامات نحو الجهات الأصلية بدقة عالية وتم عمل مجريان يخترقان جسم هرم خوفو فتحاتهما في غرفة الملك, أحداهما تتجه نحو النجم الشمالي حيث تستقر الروح بعد الموت (حسب معتقداتهم) ثم تأتي عن طريق هذه الفتحة لتحل في مومياء الملك ثانية لتبعثها إلي الحية الأخرى, وأما المجري الثاني فهو في الجهة المقابلة وذلك من اجل استمرار التهوية العرضية للغرفة من الشمال إلي الجنوب وتقع غرفة الملكة أسفل غرفة الملك كما يرجح أن قمة الهرم كانت مذهبة ويبلغ وزن الحجر الواحد حوالي 2,5 طناً ويوجد بين الأحجار مونة جيرية ليس الهدف منها اللصق وإنما سهولة حركة الأحجار.
منقورع: تولى الحكم بعد والدة خفرع، وحكم من 2532 الى 2503 ق.م. وعلى الرغم من أن هرمه أصغر إلى حد كبير من أسلافه، إلا أن ربعه على الأقل كان مغطى بالجرانيت وهو حجر مجلوب من أسوان وكان من الصعب الحصول عليه ونقله، ثم بدات تضعف السلطة الملكية في عهد شبسكاف وخنت كاو اس.
يعد الهرم معجزة معمارية ما زال العلماء والمهندسون والخبراء يحاولون كشف أسرارها حتى الان، وما ينطبق على هرم خوفو ينطبق إلى حد ما على هرمي خفرع ومنكاورع.
الأسرة الخامسة: الفترة ما بين (2494 – 2345 ق. م): حكم فراعنة الأسرة الخامسة ما يقرب من 150 عامًا، فكان أوّل ملوكها أوسركاف الذي شيد له معبد الشمس ويليه في العرش ساحورع أول من شيد أسطولا بحريا، وقد أمر آخر ملوك الأسرة الخامسة أوناس بعمل نقوش داخل هرمه في سقارة والمعروفة بنصوص الأهرام، وهي مقدمة لسلسلة شهيرة من النصوص تعرف بكتاب الموتى، وبها وصف للطقوس الجنائزية، وكان الغرض من هذه النصوص هو مساعدة الملك في الوصول بنجاح إلى العالم الآخر والتحول إلى معبود، وعمل ذلك على تثبيت وشيوع عبادة رع. كما قام الفراعنة ابتداء من أوسركاف إلى «منكاوحور» ببناء معابد للإله رع بالقرب من أبو صير، وتبوأت عبادة أوزوريس في أواخر تلك الأسرة أهمية كبيرة.
الأسرة السادسة: الفترة ما بين (2345 – 2180 ق. م): هي الأسرة الأخيرة من عهد المملكة المصرية القديمة، حكمت الأسرة السادسة لمدة 164 عام ومؤسسها هو الملك ” سحتب تاوي تتي” ولا نعرف عن حكمه إلا الشيء القليل، ومن أشهر ملوكها بيبي الأول الذي حكم مدة 53 سنة.
ورغم ما وصلت إليه هذه الدولة من تطور إلا أن استنزاف الملوك لمقدرات الشعب وثرواته بتسخيرها لبناء مقابرهم أدى إلى إفقار البلاد، كما أدى ضعف السلطة المركزية إلى زيادة قوة سلطة حكام الأقاليم، فقد سادت البلاد فترة اضطراب كتبت للدولة القديمة أو بالأحرى للأسرة السادسة معالم النهاية.
حيث هاجم العامة من المصريين مراكز الحكم وبيوت الأغنياء وأملاكهم ونتيجة لهذه الثورة التي حصلت في الدولة القديمة دخلت مصر في حالة الفوضى وعدم الاستقرار وبقي الوضع يتأرجح بين ثورة وهدوء مدة كبيرة.
كما تشير الدراسات الحديثة إلى أنه في هذه الفترة التاريخية حوالي 2350 ق.م قد حدث تغير واسع فى المناح في افريقيا والشرق الأدنى، وتغير نظام الأمطار الموسمية الساقطة على الحبشة، وأدت سلسلة الإنخفاضات فى مستوى مياه النيل إلى التأثير على نظام الرى بالحياض، وقلت الغلال في مخازن الحبوب المركزية، وأدى ذلك إلى أن بدأت المجاعات تجتاح المنطقة، وبدأت موارد الدولة فى الإنهيار، واتسعت سيطرة النظام الإقطاعى، وتفتت مصر الى عدد من الولايات واتخذ الحكم فيها شكلاً وراثيأ، ولم تعد مصر تحت سيطرة الحكومة المركزية.
وأصبح من الواضح أن سلطة الملك قد تدهورت في عهد ملكها الأخير بيبي الثاني (حوالي 2278-2184 ق.م)، وكانت خاتمة الأسرة السادسة عصر ثورات واضطراب، لتدخل مصر في مرحلة الاضمحلال الاول.
عصر الاضمحلال الاول: خلال حكم الأسرات السابعة حتى العاشرة، في الفترة ما بين (2180 – 2055 ق. م):
بإنتهـاء الأسرة السـادسة بدأت مـرحلة إضمـحلال الدولة المصـريـة القديمة بعـد الإزدهـار الـذى نعـمت به، فقــد إنفـلت زمــام الحـكم مـن الفــرعــون، ودخلت مصر فترة من ضعف السلطة الملكية واللامركزية، وســادت الفوضى و الإضطراب الـسياسى والتفكك الإجتماعى، ورجعت البلاد إلى ماكانت عليه قبل عهد الـوحدة من الإنقسام والتفرق، وقامت المعـارك التـى تشبـه الحروب الأهلـية أو محـاولات الإستقلال بعد انهيار المملكة القديمة، فمنطقة الدلتا كانت معرضة لتسلل الآسيويين، ومصر الوسطى كانت تخضع لحكام إقليم أهناسيا، أما الصعيد فقد أصبح بيد حكام طيبة، وكانت أبيدوس الحد الفاصل بين منطقة نفوذ كلا الإقليمين.
الأسرات السابع والثامنة: من (حوالي 2180 – 2060 ق.م)، وخلال حكم هـاتين الأسرتـين ساد الفقـر والبؤس والفوضـى ونهبـت القبـور، وأغـار بدو الصحـراء على الدلتـا وعاثوا فيها فساداً، وتفككت البلاد لدرجة أنه من غير المعلوم أسماء ملوك تلك الأسرات أو مدد حكمهم على وجة اليقين.
الأسرات التاسعة والعاشرة: ظهرت خلال تلـك الفترة فـى أهنـاسيـا (بالقـرب من بنـى سويف) أسـرة قويـة بزعـامة أميـر يـدعـى “خـيتـى” إغتـصب العـرش من الأسـرة الثـامنـة الــضعـيفـــة، وأعتبر ملــوك الأســرتـين الـتـــاسعـــة والعــاشــرة أنفـسهم خلفاء مـباشـرين لملـوك منف، وحـاولوا نـشر سلـطانهـم على أقـاليم الـوادى كله من “إهنـاسيـا” التـى ظلت مـقراً لعـرشهم طــوال حكم الأسـرتين، لكن كانت سيطرتهما ضعيفة على أراضيهما وخاصة في الجنوب، وبالرغم من إنتشار الفوضى خلال عصر الاضمحلال الأول إلا أن الادب المصري القديم قد إزدهر في تلك الفترة، حيث ترجم مـشاعـر الناس ترجـمة صـادقة، وبـشر بـالمسـاواة والعـدالة الإجتـماعـية.
وبكدة نكون وصلنا لنهاية حلقتنا النهاردة
في الحلقة القادمة والي هنتحدث فيها عن عصر الدولة الوسطى وغزو الهكسوس لمصر فانتظرونا.
والسلام عليكم ورحمة الله.
المراجع:
- موقع وزارة السياحة والاثار
- موقع الهيئة العامة للاستعلامات – بوابتك إلى مصر.