مصر المحروسة دولة صنعت التاريخ

مصر المحروسة دولة صنعت التاريخ:

بدأت مصـــــــر قصتها مع الحضارة منذ زمن ما قبل التاريخ، فيما يعرف بعصر ما قبل الاسرات خلال الفترة من (5,500 -3,100 قبل الميلاد (ق.م) ، وقد نشأت العمارة مع بدء البشرية عندما اقتضت الحاجة ليحمي الانسان نفسه من الأخطار التي كانت محيطة به، حتى ظهرت أول دولة مصرية موحدة على يد الملك مينا موحـــــــد القطرين في عام 3,100ق.م.، وقد قسم مانيتـــــــون تاريخ مصر القديم إلى 30 أسرة حاكمة كل أسرة تضم مجموعة من الحكام، خلال الفترة من عام 3,100 ق.م. إلي: 332 ق.م. حيث شهدت فترات مد قومي وسياسي وإنجازات حضارية مبهرة، حتى غزاها الإسكندر الأكبر في عام 332 ق.م.، وبذلك فقد مهد الإسكندر الاكبر السبيل لثلاثة قرون من حكم البطالمة في مصر الذين انتهوا إلى دعة واستبداد.

الدولة الطولونية: تعاقب فيها 5 حكام في الفترة من عام (254هـ – 292هـ /868 م – 905 م) حيث انتقلت العاصمة إلى مدينة القطائع: ثالث عواصم مصر الاسلامية، أنشأها احمد بن طولون الوالي العباسي على مصر، على مساحة تقدر بـ 800 فدان بين قلعة الجبل وجامع أحمد بن طولون، وسميت القطائع لانه قسمها إلى قطع ووزعها على رجال دولته، وسميت كل قطيعة أو حي بإسم سكانها، ثم استقل بحكم مصر عن الخلافة العباسية عام 266هـ/ 872م، وقام ببناء مسجده الشهير بمئذنته الملوية والتي ما زالت شامخة الي يومنا هذا، ويقع على قمة جبل يَشكر (ميدان أحمد بن طولون – السيدة زينب حاليًا)، إلا أن القطائع لم تستمر على عظمتها سوى 38 عاماً، هي عمر الدولة الطولونية التي أسقطها العباسيون، وعينوا أحمد ابن أخشيد.

الدولة الاخشيدية: استقل أحمد ابن أخشيد عن الخلافة العباسية بعد ذلك أيضا بحكم مصر، وتعاقب فيها 5 حكام في الفترة من عام (323هـ – 358هـ /935 م – 969 م)

الدولة الفاطمية: تأسست في تونس عام 297هـ/910م، ثم انتقلت الخلافة من تونس إلى مصر بعد أن سقطت مصر في يد القائد الفاطمي جوهر الصقلي، وظلت الدولة الفاطمية حوالي قرنين من الزمان في مصر في الفترة من: (362هـ – 567هـ /972 م – 1171م)، وسارعوا إلى بناء عاصمة جديدة للحكم شمال الفسطاط أطلقوا عليها “مدينة القاهرة ” حيث بدأت ببناء السور والبوابات، وفي المركز تم بناء قصرين كبيرين للخليفة، القصر الشرقي والقصر الغربي، وما بينهما من مساحة سميت “بين القصرين” وامتد منها شارع المعز الذي تفرعت منه الطرقات والازقة والذي يعتبر وما زال عصب القاهرة الفاطمية.

الجامع الازهر: هو أول مسجد أقامه الفاطميون في القاهرة. وسمى بذلك نسبة للسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها التي انتسب الفاطميون لها، وبدأ بناء الأزهر في أبريل 970م واستغرق بناءه سنتين وفتح للصلاة يوم الجمعة 21 يونية سنة 972م / 7 رمضان 361هـ.

بعد وفاة العاضد آخر الخلفاء الفاطميين تمكن وزيره وقائد الجيوش الفاطمية صلاح الدين الأيوبي من الاستقلال بحكم مصر وأسس الدولة الأيوبية.

ثم قام صلاح الدين الايوبي بضم العواصم الاسلامية السابقة (الفسطاط والعسكر والقطائع والقاهرة الفاطمية) لتكون معاً عاصمة الدولة الايوبية، ووسع أسوار القاهرة الفاطمية لتمتد إلى قلعة الجبل التي شيدها صلاح الدين على جبل المقطم وأحاطها بسور دفاعي، وظلت القلعة مركزاً للحكم خلال مختلف العصور اللاحقة حتى عصر الخديوي إسماعيل الذي إنتقل بمقر الحكم لقصر عابدين بعد ذلك.

قام الجنرال نابليون بونابرت بحملة عسكرية على الولايات العثمانية في مصر والشام في الفترة من (1798-1801م) بهدف الدفاع عن المصالح الفرنسية، ومنع إنجلترا من القدرة على الوصول للهند، وبالرغم من تحقيق بعض الانتصارات، ونجاح الحملة في البداية، إلا أن نابليون اضطر إلى الانسحاب بجيشه لعدة أسباب منها حدوث اضطرابات سياسية في فرنسا، النزاعات في أوروبا، وكذلك الهزيمة في معركة أبي قير البحرية.

مصر المحروسة دولة صنعت التاريخ: لوحة توضح تجار وجمال باحد الاسواق بالقاهرة، واللوحة الثانية لاحد شوارع القاهرة إبان الحملة الفرنسية على مصر.

كما كان للحملة الفرنسية سببا في توجيه أنظار محمد على، الحاكم الألباني الأصل المنتخب من أعيان مصر، لتحديث مصر اقتصاديا وعسكريا، وهذا ما سنراة في المقال القادم بإذن الله.

المراجع:

Exit mobile version